كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن أعمال محمد بن سلمان هذا العام لم تكن دائمًا تعمل لمصلحة السعودية وقد أضعفت موقف هذا البلد في العالم.
وقالت الصحيفة إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو رجل الشرق الأوسط الذي لا شك فيه هذا العام، ولكن تأثيره الكبير ينبع من إخفاقاته أكثر من نجاحاته، حيث اتهم بأنه "ماكيافيلي" في طريقه بالوصول إلى العرش من خلال القضاء على المعارضين داخل العائلة المالكة وخارجها، ولكن عندما يتعلق الأمر بموقف السعودية في العالم، فإن أخطاءه القاتلة تذكر أقل من المناورات الماكرة من "ماكيافيلي" والمفتش كلوسو.
وأضافت الصحيفة أن الأمير المتهور شرع الأمير المتهور الزئبقي في المشاريع في الخارج التي تحقق عكس ما كان ينوي عندما أصبح والده ملكا في أوائل عام 2015، قدم الدعم لهجوم المتمردين في سوريا الأمر الذي حقق بعض النجاح لكنه أثار تدخلا عسكريا روسيا واسع النطاق، ما أدى بدوره إلى انتصار الرئيس بشار الأسد.
وفي الوقت نفسه تقريبا، أطلقت الحركة العسكرية السعودية تدخلا مسلحا في الحرب في اليمن من خلال الضربات الجوية، وكان هذا العمل يطلق عليه اسم "عاصفة الحسم"، ولكن بعد عامين ونصف العام من الحرب التي ما زالت مستمرة، قتل 10 آلاف شخص وجلب ما لا يقل عن سبعة ملايين يمني بالقرب من المجاعة.
وتابع يركز ولي العهد في السياسة الخارجية السعودية على المعارضة لإيران وحلفائها الإقليميين، وأدت سياسته ايضاً إلى هذا الخلاف مع قطر، التي تلعب فيها السعودية ودولة الإمارات ة دورا رائدا، إلى فرض حصار من قبل خمسة أشهر لا يزال قائما.
إذا أرادت الولايات المتحدة والمملكة السعودية أن تفعل أي شيء حول هذه المحاذاة الجديدة، فإنها اليوم في وقت متأخر جدا.
وهناك دول أخرى في الشرق الأوسط تدرك أن هناك فائزين وخاسرين، ولا يرغبون في أن يكونوا على الجانب الخاسر.
وكثيرا ما تفسر الأخطاء التي يقوم بها القادة الأقوياء على أن تستكمل بإسداء النصح والمشورة المضللة من كبار مساعديهم، وغالبا ما تكون الخطوات الأولى في التدخل الأجنبي ، مبررًا احتكار السلطة في الداخل. مثل هذا الموقف الوطني هو اختصار للشعبية، ولكن هناك دائما مشروع قانون سياسي لدفع المواجهات والحروب التي تنتهي بالإحباط والهزيمة.