عقدت في سلطنة عمان أعمال المؤتمر العالمي، حول السياحة والثقافة، شاركت في فعالياته وفود رسمية تمثل 70 دولة حول العالم، وبحضور 30 وزيرًا للسياحة والثقافة و700 خبيرًا.
وتهدف الوفود إلى تفعيل وتعزيز التعاون المشترك، وتطبيق الخطط والبرامج التي تم وضعها بإشراف المنظمات المختصة التابعة لهيئة الأمم المتحدة من أجل النهوض بقطاع السياحة الثقافية حول العالم.
جاءت استضافة السلطنة للمؤتمر الذي استمر على مدى يومين متتاليين، بتنظيم من وزارة السياحة ووزارة التراث، والثقافة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، "يو ان دبليو تي أو"، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
أكدت الوفود، أن سلطنة عمان تنعم بإمكانات وموارد طبيعية متعددة ومتنوعة تنتشر في كافة محافظاتها، كما أنها تمتلك إرثا تاريخيا وحضاريا غنيًا يعود إلى قرون بعيدة في التاريخ الإنساني.
على ضوء كل هذه الإمكانات والموارد تم وضع الاستراتيجية العمانية للسياحة (2040م) لتسريع خطوات التنمية السياحية عن طريق الاستغلال الأمثل لهذه الموارد الوفيرة وفق أسس ومبادئ الاستدامة، وذلك لتحقيق أهداف طويلة المدى وتحقيق التنويع الاقتصادي، ورفع المساهمة المباشرة وغير المباشرة للقطاع في الناتج المحلي، وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للقوى العاملة الوطنية، وتعزيز الإيرادات الحكومية، ودعم ميزان المدفوعات، وبهدف الوصول بالتنمية إلى أعلى مستوى ممكن.
من جانبه، قال د.طالب الرفاعي، أمين عام منظمة السياحة العالمي إن المؤتمر يمثل معلمَا بارزًا في الجهود المشتركة الرامية إلى تقريب السياحة والثقافة لمصلحة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث تلعبان دورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف التنمية، ويضع هذا المؤتمر خارطة طريق في هذا الصدد، وشكر عمان على استضافتها هذا الحدث وللمساهمة في دفع الروابط بين السياحة والثقافة.
تضمّن برنامج اليوم الأول، عقد الحوار المشترك للوزراء ورؤساء هيئات السياحة والثقافة حول السياحة والثقافة والتنمية المستدامة.
على هامش الفعاليات، افتتح المعرض المصاحب وأقيم بمشاركة عدة جهات معنية ومختصة وأكاديمية، كوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للصناعات الحرفية والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودار الأوبرا السلطانية وجمعية التصوير الضوئي، والمتحف الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف بيت الزبير وجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة وكلية التربية بالرستاق والجامعة الألمانية للتكنولوجيا.
أما اليوم الثاني للمؤتمر، فقد تضمّن جلسات نقاشية حول دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف النطاق الثقافي في السياحة، بالإضافة إلى عرض الملخص الختامي للمؤتمر وإصدار (إعلان مسقط 2017) للمؤتمر العالمي للسياحة والثقافة.
كما عقد وزير السياحة العماني عددًا من الاجتماعات واللقاءات الثنائية، والمشتركة مع نظرائه من وزراء السياحة ورؤساء على هامش مشاركتهم في المؤتمر تطرقت الى الجوانب ذات الصِّلة بتفعيل القطاعات السياحية والثقافية، وأوجه التعاون الممكنة في هذا الجانب.
تناولت المحاور الرئيسية الخمسة للمؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام، ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة، والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية، بالإضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات كان أبرزها ما يلي: "تقوية العلاقات التوافقية والتزامنية بين السياحة والثقافة، ورفع مستوى مساهمة السياحة الثقافية نحو أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وأهدافها الـ ١٧ المفصلة لهذه الأجندة.
- الدفع بدور السياحة والثقافة في بناء السلام وحماية التراث بالأخص في المناطق المتأثرة بالأزمات.