جاء قرار الجامعة الأمريكية بحظر ارتداء النقاب للطالبات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين داخل الحرم الجامعي، ليثير موجة جدل بين المتخصيين، لا سيما وأن القرار لم يكن الأول المتعلق بحظر النقاب في الجامعات.
وقبل عامين أصدرت جامعة القاهرة بيانا، أعلنت فيه، منع أعضاء هيئة التدريس المنتقبات من إلقاء المحاضرات والدروس العلمية بالنقاب.
وتبدأ الجامعة الأمريكية تنفيذ قرار الحظر ابتداءً من الخميس المقبل.
وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن ارتداء النقاب يحول دون التواصل الفعال مع الطالبات، مضيفًا أن تعبيرات الوجه ضرورية للتواصل بين الطالب والأستاذ، مؤكدًا أن الأمر "مسألة شخصية"، لكنه عقبة أمام التواصل الفعال.
فيما انقسمت أراء رجال الدين حول أحقية الجامعات فى إصدار هذا القرار، ما بين مؤيد ومعارض، فوصفه البعض بأنه انتهاك لحقوق المنتقبات، ويرى البعض الأخر، أحقية الدولة فى منعه.
في ذات السياق، صرح الدكتور عبدالغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة، بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق، أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا إذا ورد نص بالتحريم، مشددًا على أن النقاب حرية شخصية، وأن الأولى بالمنع هم المتبرجات.
وتابع الغريب في تصريح لـ"أهل مصر"، أنا لا أحبذ النقاب، لكنني لست مع منعه، على الرغم من عدم وجود أحاديث صحيحة، أما عن تراجع الجامعة الأمريكية في القرار، قد يكون راجعًا لقرار المحكمة، بسبب تعارضه مع حرية الآخرين.
واتفق معه الدكتور أحمد زارع، وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر، قائلا: "لا يصح منع المنتقبات من دخول الجامعة سواء طالبات أو معلمات، طالما أن الدولة لم تصدر قانونًا بتجريم النقاب، لكن من حق الجامعة التأكد من أن المنتقبات ضمن المنتمين للجامعة، وأنه ليس هناك خطرًا يهدد استقرار الجامعة عقب دخولهن، فإذا تأكدوا من خطرهن عليهم منعهن من الدخول".
وأضاف في تصريحه لـ"أهل مصر" أن الدستور المصري كفل الحرية الشخصية، ولكل مؤسسة الحق في وضع القوانين التي تضمن سير العمل بها على الوجه الأكمل، بحيث لا يتعارض ذلك مع الحريات الشخصية.
ومن جانبها، أيدت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، قرار الجامعة الأمريكية بمنع دخول المنتقبات، قائلة:" أنا بتهاجم على رأيي دا ولكن بقولها تانى، المنتقبة تروح الجامعة الأمريكية ليه؟".
وتابعت "نصير" فى تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن ما فُرض على المرأة فى الإسلام هو غطاء الرأس فقط وليس إخفاء الوجه، إذن الحجاب فرض إنما النقاب "بدعة" ليس له صلة بالإسلام.
وأكدت "عضو مجلس النواب"، أن منع النقاب بالجامعات لا ينتهك حقوق أحد، كما يردد البعض، بل إخفاء المرأة لوجهها ليس له صلة بالإسلام، لكنه يدعو للقلق ويُثير الريبة بالمُجتمع.
ورأى أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن النقاب إذا بات هناك خطرًا وقلقًا صادرًا منه لا مانع فى حظره.
وأكد "كريمة" أن مصلحة الدولة فوق الجميع، منوهًا أن النقاب فضيلة وليس فرض، معللا أن الجامعة لم تمنع الحجاب.