في ذكرى مولده.. ما لا تعرفه عن "حجة الإسلام" أبو حامد الغزالي

أبو حامد الغزالي، هو مجموعة من العلوم اجتمعت في عالم واحد، علم من أعلام التصوف والفكر الإسلامي، لم نعرف عنه حتى الآن ميوله إذا كان مؤيد أم معارض، فنجد في كتبه تناقد للأفكار لكن من المتفق عليه أنه حجة الإسلام، ومنارة للفكر الراشد، الذي أثار اهتمام المستشرقين والغربيين فيسمونه "أعجب شخصية في تاريخ الإسلام".

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، الشافعي، المعروف بـ "أبي حامد الغزالي" نسبًة إلى ابنه الذي فقده، وبلدة غزالة التي نشأ بها الشهيرة بصناعة الغزل.

ولد الغزالي بمدينة طوس، شمال شرق إيران، عام 450هـ، 1058م، في بيت فقير، فقد كان كان والده رجلًا فقيرًا، لا يملك غير حرفته، لكنه كان مؤمنًا بتعليم أبنائه فيقول الغزالي "طلبنا العلم لغير الله،فأبى أن يكون لغير الله".

بدأ الغزالي في طلب العلم مبكرًا، فدرس الفقه في طوس على يد الشيخ أحمد الراذكاني، ثم رحل إلى جرجان، والتحق بالمدرسة النظامية، حيث تلقى فيها علم أصول الفقه، والمنطق، والفلسفة.

كان الإمام حريصًا على مجالسة الأئمة الكبار أمثال ابن عقيل وأبي بكر بن العربي، بعد ذلك انهمك في البحث والاستقصاء والردّ على الفرق فلقب بـ"الإمام" وألف كتاب" مقاصد الفلاسفة" ونقده بعد ذلك في كتاب "تهافت الفلاسفة".

ومن كتبه الشهيرة "إحياء علوم الدين" الذي بدأ كتابته في القدس أثناء رحلة اعتزاله، بعد ذلك اتخذ طريق مختلف وهو محاربة الفكر الإسماعيلي فألف كتاب" "فضائح الباطنية، حجّة الحق، وقواصم الباطنية"، وذلك للرد عليهم.

مر الغزالي بعدة أطوار فكرية في حياته فسرها في كتابه "المنقذ من الضلال" تبدأ بمرحلة الشك والتي شك فيها في العقل فاتخذ الإيمان نقطة أساسية للوصول إلى المعرفة، ثم مرحلة اليقين التي اعتمد فيها على فكرة أن العقل لا يكون مصدر للعقيدة، وأخيرًا مرحلة العلم اليقيني وهي الانتقال إلى مرحلة البحث في آراء الفرق والمذاهب.

وكانت دراسة المعتقدات السائدة في عهده ودراسة علم الكلام،إحدى مراحل بحثه حتى أصبح متقنًا له فألف كتاب "الاقتصاد في الاعتقاد".

تُوفي الغزالي سنة 505 هجرية في قرية الطابران في مدينة طوس بعد عودته إليها ومالبث أن ظل فيها بضعة سنوات حتى وفاته المنية، فقد جمع خلال حياته العلمية بين الريادة الفلسفية والفقهية والنزعة الصوفية فترك لنا علوم متباينة فأصبح إحدى علماء العرب الموسوعيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الانتخابات الأمريكية.. هل تؤثر على الحرب في غزة؟