لم يتجاوز عمره السابعة عشر عامًا، كتب عدة روايات يعجز عن كتابتها من يكبره أضعاف عمره؛ سطع نجمه مطلع العام 2014، عندما كتب العديد من القصص والروايات، والتي كان أبرزها "هامان، اختلال، ورأيناه شيطانا"، كسرت كل هذه الروايات الحاجز بينه وبين القرآء، ليحتل فى عمره الصغير حيزا لديهم، ومن ثم يصبح كاتبا مفضل إلى قلوبهم، هو محمود الخواجة الحالم منذ صدور روايته الأولى أن يكون مثل الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
وأجرت معه "أهل مصر"، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وإلى نص الحوار..
- بدايات الكاتب غالبًا تكون بداية غير عادية.. أخبرنا كيف كانت بدايتك مع الكاتبة الأدبية؟
في الحقيقة لم أكن أتوقع ما أنا عليه الآن، لأنني كنت أبغض القراءة بشدة، وفكرة أن أمسك كتابًا مكون من خمسين صفحة وأتصفحه كانت صعبة إلى حد كبير، ولا أرى بدايتي غريبة أو مدهشة، بل كانت بداية عادية جدًا، وتقليدية للغاية، شخص قرأ رواية فأحب الروايات فأحب الكتابة ثم بدأ يخط قلمه بهدوء.
- تقول بأنك كنت كارهًا للقراءة في بدايتك، كيف حولت هذا الكره إلى حب ومن بعدها تقرر أن تنطلق؟
كان السبب فى أن أحب القراءة هو موقف حدث معي في العاشرة من عمري، وذلك عندما طلبت مني معلمة اللغة العربية موضوع تعبير عن "النيل"، شعرت أن هذا الموضوع يمكن التغيير في بعض قواعده، فمثلا بدل من أن اكتب عشرة سطور ألخص فيها نهر النيل، فكرت فى أن أكتب عن شخص أو قصة عن حدث ما مرتبطة بنهر النيل، وهذا ما فعلته، فقد قمت بكتابة قصة عن بعنوان "صياد يحب النيل"، وبدأت أسرد فيها يوم هذا الصياد، وكانت كتابة بهذا الشكل عندما ينهي الصياد يومه يصلي لله شكرا على نعمت النيل الذي هو سبب رزقه، وفي نهاية قصته يموت الصياد ممسكًا بسنارته على مركبه الخاص.
عندما أودعت كراستي للمعلمة لكي تقرأ الموضوع، شعرت بأنها ستصفق لي، إلا أنها فعلت غير ذلك وذنبتني، وجعلتني أقف على قدم واحدة، ومن بعدها قررت أن اقرأ كثيرا وأتعلم كيف تكتب الرواية.
- من هم الكتاب الذين تأثرت بهم سواء فى الوسط الأدبي أو من خارجه لتخطو هذه الخطوة الواسعة، وأنت في هذا العمر؟
من خلال قراءتي للسيرة الذاتية للميسقار الكبير "موزرات"، علمت أنه ألف أول أوبريت فى السابعة من عمره انبهرت بها كثيرا، وتمنيت أن أصير مثله، ونجيب محفوظ أيضًا مثلي الأعلى، وأتمنى أن أكون في مثل عظمته.
- هل تمتلك مشروعًا أدبيًا أو اجتماعيًا تريد إيصاله للناس من خلال كتاباتك؟
نعم أمتلك، فأنا فى البداية أود أن لا أكون منسيًا، لكن أريد أن أكون خالدًا بين سطورى التي أخطها بيدي، وأعلم أن الله لم يخلقنا لنموت ونعود له كما جئنا، بل يجب أن نحدث تغيرًا فى الأرض، سواء ماديا أو فكريًا أو معنويا، عندي هدفي وحلم سأسعى جاهدًا لتحقيقه، وفى النهاية الكتابة الأدبية تعتبر أهم مشروع قومي لنهضة الشعوب، ومثلها مثل أي مشروع اقتصادي.
- كيف كان دور الأسرة فارقًا في حياة محمود الخواجة الأدبية؟
علمتني أسرتي القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة، وهم أول من شجعوني عندما بدأت كتابة روايتي الأولى "هامان" على أن أواصل المسير فى الكتابة الأدبية، لتكون الرواية الثانية "اختلال"، والأخيرة "رأيناه شيطانًا"، والفضل الأول والأخير يرجع إلى والدي بلا شك.
- أخذت تفاصيل رواية "هامان" من دنيا الفراعنة.. كيف توصلت لفكرة هذه الرواية؟
في الحقية لم أكن أنا صاحب هذه الفكرة، بل كانت فكرة صديق لي "يدعى عبد الرحمن الزرقا"، قالها لي عندما أخبرته أنني أود الكتابة عن الإلحاد، لكنه طلب مني ألا أسلك هذا الطريق لكنها كانت الفكرة الوحيدة التي تدور فى ذهني فى هذا الوقت، ومن ثم بدأت أجمع معلوماتي من دينا الفراعنة، وأكتبها.
- هل واجهتك مشاكل مع دور النشر التي تعاملت معها وأنت في بداية مشوارك الأدبي؟
أنا تعاملت مع دراين للنشر، وكانت المعاملة حسنة إلى حد كبير، لكن فى أول رواية كتبتها استغلتني دار نشر وأجبرتني على دفع مقابل مادي من أجل نشرها.
- هل ترى أنك محظوظ لتحقيق ما أنت عليه الآن في عمرك الصغير؟
بالفعل أنا اعتبر نفسي محظوظًا لأنني بدأت مبكرًا، لكن هل تصدقني إذا قلت لك أنني أشعر بأنني لم أفعل شيئًا، وأتمنى فى بعض الأحيان أن أرجع سنتين إلى الوراء، وأنا متأكد أنني كنت سأفعل أشياء كثيرة غير ذلك.
- ماهو مشروعك الأدبي القادم؟
مشروعي القادم عمل درامي مثير، كتبت فيه ما لم أكتب من قبل، يباغتني الشوق أن أراه منشورًا واقرأ حروفه المطبوعة على الورق إن شاء الله.