بدأت معاناة المواطنين من نقص البنسلبين منذ 3 أشهر، بعد اختفاء علاج البنسلين تدريجيًا، وبين تصريحات وزارة الصحة التي أكدت قرب انتهاء الأزمة من آن لآخر، ظلت آمال المرضى معلقة، بين طوابير طويلة للحصول على العلاج، أو سوق سوداء لا يرحم آلامهم.
في رحلة من العذاب، توجه أحمد يوسف (اسم مستعار) صاحب الثلاثون عامًا بعد وصوله إلى القاهرة من محافظة المنيا، بناءً على حديث جيرانه أن علاج البنسلين متواجد في صيدلية الإسعاف بالقاهرة، فحضر فورا لشرائه، ليعود بعدها بحقنة واحدة، ثمنها 10 جنيها، ويضطر لتكرار الرحلة بعد 10 أيام ليشتري حقنة أخرى، فوفق حديثه: "مش مسموح أن المواطن يحصل على أكتر من حقنة كل 10 أيام".
اقتربت "أهل مصر" من المواطن البسيط الذي أنهكه السفر، فقال إنه حضر إلى هنا بعد أن علم بأن البنسلين متواجد في القاهرة بعد أن طرق كل الأبواب في المحافظة ليحصل على العلاج لابن شقيقه صاحب الخمس سنوات، مشيرًا إلى أن الحقن متواجدة في السوق السوداء وهو لا يملك الحصول عليها، حيث وصل سعرها إلى 300 جنيه، فلم يكن هناك بد من الحضور إلى القاهرة لشرائها.
وبوجه يعتصره الألم، على الرغم من أنه شاب لم يتجاوز الثالثة والعشرون، قال عمرو أحمد لـ"أهل مصر": "حضرت خصيصًا لصيدلية الإسعاف، للحصول على العلاج الذي أنا مضطر لتناوله مرتين خلال شهر واحد.. أنا من منطقة إمبابة الجيزة بعدما أرهقني التعب للحصول على العلاج من المنطقة التي أسكن بها حضرت إلى هنا بعد علمي من الجيران بأنه متواجد هنا في هذه الصيدلية، ونظر بأسف هل يمكن أن يستمر هذا الوضع وهل كي أحصل على علاجي اضطر إلى كل هذه المعاناة".
فايز حنا، الذي يقيم بالزقازيق، حضر خصيصًا إلى القاهرة للحصول على علاج لنجله، ذو الـ15 عامًا، يستخدم هذا العلاج مدى الحياة ولا يجده في الشرقية، فاضطر إلى أن يحصل عليه من صيدلية الإسعاف في القاهرة متحملا عبئ السفر للوصول إلى العلاج.
ويذكر أن المواطن المصري يعاني من أزمات حقيقية، حيث اختفى علاج البنسلين من السوق، ولم يعد موجودًا إلا في صيدليات معدودة على الرغم من تصريحات الصحة بأن الأزمة تم حلها وضخ فوال البنسلين فى الصيدليات وهذا لم يحدث.