إعادة تدوير الأعمال السينمائية في الدراما من وجهة نظر النقاد.. "سرقة أم إبداع"

بين الإستغال والكسل.. أراء النقاد في تحويل العمال السينمائية القديمة إلى مسلسلات

"الطوفان" نجح كمسلسل لأنه قضيته قابلة للتطوير.. وتحديث العمال السينمائية كسل وسرقة لنجاحها

عمل عدد كبير من صناع السينما، في الفترة الأخيرة، على تحديث الأفلام السينمائية القديمة وتحويلها إلى أعمال درامية، ومنها ما يلاقي نجاحًا كبيرًا عند عرضه بخلاف أعمال أخرى، فشلت عند تحويلها إلى أعمال درامية، وبعد النجاح الذي حققه مسلسل "الطوفان" المأخوذ عن الفيم الذي يحمل نفس الاسم، يعرض "أهل مصر" آراء عدد من النقاد الفنيين حول هذه المسألة، فمنهم من يعتبر هذه العملية هي استغلال لنجاح الأعمال السينمائية، ومنهم من أرجع نجاحها لقدرة المؤلف على إظهار جوانب مختلفة للعمل.

قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، إن تحويل الأعمال السينمائية القديمة إلى أعمال درامية، له إيجابات وسلبيات، حيث تتمثل تلك الإيجابيات في كيفية نقل هذا العمل مرة أخرى، وكيف سيتم تحويله واستحداثه مرة أخرى، وتحويله إلى عمل يتناسب مع العصر الحديث، فبألتاكيد سيضيف مؤلف المسلسل على الفيلم الذي يعيد صنعه، العديد من الحداث والشخصيات والروئية الخاصة به.

وأضافت أن اللجوء إلى تحويل الأعمال السينمائية القديمة إلى مسلسلات يعتبر حالة من الإفلاس الفكري، على الرغم من أن العصر مليئ بالأفكار المناسبة للمناقشة، ولكن فكرة الاستسهال هي التي تظهر هنا.

وتابعت قائلة إن هناك عدد من الأفلام حققت نجاحًا أكثر عندما تم عرضها كمسلسل مثل "الطوفان" الذي حقق نجاحًا أكثر عند عرضه كمسلسل، وهناك آخرين فشلت فكرة تحويلهم لمسلسلات، لأن هناك مقارنة حتمية تحدث لدى المشاهد الذي عاصر الفيلم والمسلسل، حيث إن جمهور السينما يختلف تمامًا عن جمهور المسلسلات فجمهور السينما يريد الإيقاع السريع، بينما جمهور المسلسل لديه بال طويل وتشويق للأحداث.

واختتمت حديثها قائلة: "يجب أن يكون لمؤلف العمل الذي يتم تحويله رؤية خاصة، ومختلفة لاستحداث العمل، كما يجب أن يكون العمل قابل فعلًا للتحويل ويوجد به تفاصيل أكثر لم يستطع الفيلم أن يبرزها".

بينما ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس إن معظم الأفلام التي تم تحويلها إلى أعمال درامية واجهت الإفلاس، ولكن هناك عدد من الأعمال التي قدمت تفاصيل تتناسب مع التطورات الزمنية، لتعيد العمل بشكل أفضل، وهذا ينطبق على مسلسل "الطوفان" حيث أن قضيته قابلة للإعادة لأنه يتكلم عن المتغيرات الاجتماعية.

وأضافت أن هناك عدد من الأعمال صعب إعادتها ولكن يتم تحويلها للاستفادة من شهرتها كمسلسل "العار"، وغيرها من الأعمال، وتكون العبرة هنا في فنية العمل فهل استطاع الكاتب والمخرج أن يقدموا بناء فني محكم له مصداقية وقوة أم لا.

وتابعت: "من الطبيعي أن يقارن المشاهد بين الفيلم الأصلي والمسلسل الذي تم استحداثه منه، وتكون هذه المقارنة غير ظالمة لأن من يقوم باستحداث عمل يعلم جيدًا أن هناك مقارنة حتمية ستحدث، ولكن السؤل هنا لما يلجأ إليه صناع الدراما حاليًا للأخذ من الأفلام التي هي في الأساس مأخوذ معظمها من الروايات، فلما لا نأخذ من الأعمال الأدبية.

كما علق الناقد كمال القاضي على تحويل الأعمال السينمائية إلى مسلسلات، قائلًا إنه ضد التحديث حيث إن هذا يعتبر استغلال لنجاح الفيلم الذي بذي بذل فيه مجهود كبير من قبل الممثلين والمخرج والمؤلف، فتحديثه يعتبر استغلال وليس استدعاء للعمل.

وأضاف أن هناك أعمال سينمائية أحبها الجمهور وتعلق بها وبأبطالها الذين جسدوا شخصيات العمل في الفيلم، وتحويلها إلى مسلسلات يعمل على تشويهها في ذاكرة الجمهور، فمن الأفضل أننا إذا أردنا أن نصنع استدعاء من أعمال الماضي إلى الحاضر أن نقوم بتحويل الروايات الأدبية إلى أعمال درامية.

وتابع قائلًا: إن المقارنة على هذه الأعمال يكون منقسمًا بين وجهتين فالوجه الأول هو لدى المشاهد الذي عاصر العملين فيقوم بمقارنة حتمية خارجة عن إرادته بين العمل الدرامي والعمل السينمائي، أما المشاهد الذي لم يشاهد العمل الأصلي فيكون الحكم لديه على حسب جودة العمل، حيث إنه يكون لديه اشتياق لمعرفة الأحداث.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً