كما تُغير "الحرباء" لونها، تسعى التنظيمات الإرهابية من آن لآخر، لتغيير خططها واستراتيجيتها، بالتزامن مع تضييق الخناق عليها من قبل القوات الأمنية، وفي سيناء تحاصر قوات إنفاذ القانون ما تبقى من فلول التنظيم الذي فقد جنونه، بعد مجزرة الروضة الإرهابية، ليستهدف أمس مطار العريش بقذائف.
وأسفر استهداف مطار العريش بسيناء، عن استشهاد ضابط وإصابة 3 آخرين، وتزامن ذلك مع زيارة وزير الدفاع، صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، لمدينة العريش، وفق بيان المتحدث العسكري.
وأكد عدد من الخبراء العسكريين والباحثين في مجال الحركات الإسلامية، أن التنظيمات الإرهابية أصبحت مثل الديك الذي فقد رأسه، ترقص رقصة الموت الأخيرة، وتصارع النزع الأخير، في انتظار خروج روحها بالكامل..
ويرى اللواء جمال مظلوم، أن الجماعات الإرهابية تحاول استغلال أي فرصة لإثبات وجودها، واستهدافهم الأخيرة لمطار العريش كان لشعورهم بوجود شخصيات هامة ما يجعل من هذا الفعل حدث كبير.
وأضاف في تصريح لـ"أهل مصر" أن تلك الجماعات تريد إثبات للعالم أنهم متواجدين وأنهم قوة مؤثرة، لم يستبعد "مظلوم"، فكرة أن يكون استهداف المطارات هو نهج جديد لهذه الجماعات كما حدث من الحوثيين ومطار العريش والقاعدة الجوية الأمريكية في بريطانيا، مرجحًا أن يكون هذا مخطط مدعوم من دول إقليمية يهمها عدم الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه لمواجهة العمليات الإرهابية، خاصة أن سيناء مغلقة والحدود محكومة، وتلك الجماعات تستهدف المدنيين كما حدث في عملية بئر العبد.
من جانبه قال المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، ثروت الخرباوي، إن الجماعات الإرهابية تعتاد على تغيير المنهج الحركي للاستهدافات التي ينفذوها، وكل استهداف له أسبابه الخاصة، كما هو الحال في استهداف الشرطة.
وأوضح "الخرباوي" في تصريح لـ"أهل مصر" أن الجماعات الإرهابية استهدفت مطار العريش بإحدى القذائف، أمس الثلاثاء، بغرض ترك انطباع لدى الأفراد التابعين لها أنهم على درجة كبيرة من القوة التي تسمح لهم بمواجهة الجيوش.
وأضاف الخرباوي، أن هدف الجماعات المتطرفة عندما تجري عمليات نوعية على المطارات أو القواعد العسكرية، هو إظهار قدرته على الوصول إلى أماكن كانت في السابق يستحيل الوصول لها، وأيضًا يرفع من شعبيته في دوائر المتعاطفين معه، بالإضافة إلى بعث رسالة إلى الآخرين تفيد بقدرته على الوصول إليهم، كما حدث في القاعدة الجوية الأمريكية في بريطانيا ومطار العريش.
وتوقع أن يكون وراء هذه الاستهدافات أجهزة مخابرات لدول أخرى، نظرًا لتوقيت تنفيذ هذه العمليات وتحديد أماكن معينة، حيث استهدف مطار العريش خلال تواجد وزيري الدفاع والداخلية المصريين، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستطلاع لهذه الجماعات لديه خبرات محدودة، وأبرز أجهزة المخابرات التي تعمل في المنطقة هي تركية.