عهد التميمي.. "كتلة نار" في وجه الاحتلال الإسرائيلي.. أحبت كرة القدم فركلت "العدو الصهيوني".. معلومات لا تعرفها عن طفلة فلسطينية "لا تخشى الموت"

كتب : سها صلاح

"لو لم يكن هناك احتلال لاحترفت كرة القدم" هذه الجملة ربما تلخص حلم الفلسطينية عهد التميمي (16عاما) التي استيقظت على مشاهد جنود الاحتلال وهم يقمعون أبناء قريتها "النبي صالح" المحاطة بالمستوطنات.

عهد التميمي، نبتت بين أصابعها النار مبكراً، فتاة شقراء صغيرة شبت على مقاومة الاحتلال، دافعت عن شقيقها يوم لم تكن تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، لتنقذه من بين أيدي عناصر الاحتلال في مواجهة الحياة أو الموت رافضة اعتقاله، وفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

عشرات التظاهرات شاركت فيها التميمي رفضاً لمصادرة إسرائيل أراضي قريتها النبي صالح.

برزت إعلامياً حين لفتت أنظار العالم بتحديها الجنود الإسرائيليين الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي وشقيقتها مرح التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان عام 2012.

ثم اقتحم عشرات الجنود منزلها في القرية الواقعة غربي مدينة رام الله فجر أمس الثلاثاء، واقتادوها لمركز تحقيق في تجمع مستوطنات بنيامين شرقي رام الله.

وعندما ذهبت أمها ناريمان لمرافقتها كون ابنتها قاصراً تم اعتقالها هي الأخرى، وقررت محكمة عسكرية إسرائيلية تمديد اعتقالهما عشرة أيام بتهم مقاومة جنود الاحتلال.

أحلام الفتاة الشقراء صغيرة كعمرها، تحلم بأن تزور شاطئ البحر الذي تشاهده من قريتها وتقول إنه يبعد عن البحر الأبيض المتوسط مسافة نصف ساعة بالسيارة.

وتحلم أيضا بأن تزور مدينة نيويورك الأميركية حتى تتحدى الرئيس دونالد ترمب في عقر داره، بعد أن اعتبر القدس عاصمة إسرائيل.

وأحلامها بأن تسافر دون مضايقات، وألا يتم توقيفها وأفراد عائلتها لساعات على الحواجز الإسرائيلية كلما خرجوا من قريتهم، وحلمها الأكبر أن تستيقظ يومًا على فلسطين بلا احتلال ولا مستوطنين اعتادوا أن يحضروا لعين الماء في قريتهم لسرقة الماء منها، تماما كما سرقوا منهم وطنا اسمه فلسطين.

عهد التميمي أصبحت توصف بأنها "أيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين" فهي لا تستخدم أكثر من يديها في دفع الجنود، وقبضتها ترفع في وجوههم، وبات الكثيرون منهم يعرفونها، وتحتفظ في منزلها بمئات القنابل المسيلة للدموع والصوتية وغيرها من أدوات القمع التي يتفنن الاحتلال في استخدامها ضد المتظاهرين السلميين.

وعهد ابنة عائلة مقاومة ، والدها باسم التميمي اعتقل أكثر من عشر مرات منذ انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه خمسة أعوام، ووالدتها ناريمان التميمي اعتقلت ثلاث مرات، وشقيقها الأصغر محمد صاحب الصور الشهيرة التي يظهر فيها جندي إسرائيلي يجلس على رقبته قبل أن تتمكن العائلة من تخليصه.

ويمكن وصف عائلة عهد بأنها "عائلة فلسطينية طبيعية" تختصر قصة بقية العائلات، فهي تمتهن المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، وفيها الأسرى الذين اعتادوا الاعتقال، ولديهم قصص محزنة لشقيقة الأب التي استشهدت عام 1992 بعد أن قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن نجلها، لتسقط مغشيا عليها، وتنقل للعناية الحثيثة وتفارق الحياة بعدها بأيام.

وعلى غير ما يشاهده المرء في صفحات بنات جيلها، لا تحتوي صفحتها وحسابها على موقعي التواصل فيسبوك وتويتر على أي صور للفرح، بل إن كل صور عهد توثيق لمقاومتها للاحتلال، ووراء كل صورة حكاية ربما تلخص حكاية فلسطين.

لكن بعضا من فرح اللحظات المسروقة يظهر في بعض الصور، فتجد صورة لها مع ابتسامة بريئة وهي تحمل كرة قدم، وترتدي قميص الفريق الذي تشجعه أثناء مشاركتها في مقاومة جنود الاحتلال في قريتها.

صورة أخرى لشقيقها محمد أثناء انشغال العالم بمتابعة كأس العالم عام 2014 في البرازيل، حيث يقف في وجه جندي إسرائيلي ويرفع في وجهه الكارت الأحمر، تعبيرا عن طرده من أرضه.

حازت عهد على جائزة حنظلة للشجاعة قبل خمسة أعوام في تركيا، وقام الرئيس رجب طيب أردوغان بتكريمها مع عائلتها، كما مثلت فلسطين في ملتقيات عدة دولية ومحلية.

المشهد الأخير قبل الاعتقال بأربعة أيام كان بمثابة الفضيحة التي أثارت غضب الإسرائيليين على مواقع التواصل حيث ظهرت عهد وشقيقتها وأمها وهن يطلبن من ضابط وجندي إسرائيليين أن يغادرا حرم منزلهن في القرية، قبل أن ترد الفتيات الصغيرات على دفع الجندي والضابط لهن.

وبعد دقائق من إصرارهما غادر الضابط والجندي على وقع ركلات الفتاتين، وتنهي الأم المشهد بتحذيرهما بالقول "إذا بترجعوا مرة أخرى سيتم ضربكم.. هي البنات بانتظاركم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً