في قرية سراج الدين، التابعة لمدينة مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، لازال البكاء والعويل يرج كافة ثناياها، منذ مساء أمس الأربعاء وحتي الآن، وذلك عندما خرج والد الشاب الذي لم يتجاوز عمره سبعة عشر عامًا، معلنًا وسط مجموعة من الناس "بدور على ابني مش لاقيه".
لم يعلم والد الشاب أن القدر كان علي موعد مع ابنه "علاء" الذي لم يتجاوز عامه السابع عشر، والذي كان حالمًا أن يراه طبيبا، بعد رفضه الالتحاق بالثانوي الزراعي، والتحاقه بالثانوية العامة ليحقق ما يحلم به الابن هو الآخر.
وبعد دخوله الثانوي العام، قرر الشاب أن يدبر دخل له ليرفع العناء عن كاهل والده الذي يعول أربعة إناث غيره، فقام بشراء "توكتوك"، حيث كان يعمل عليه فى أيام إجازاته الدراسية، وفى بعض الأحيان يقتطع جزء من يومه الدراسي كي يدبر مصاريف البيت من مأكل وغير ذلك.
وعلى غير عادته فى صباح هذا اليوم الذي قتل فيه غدرًا، قبل رأس والده، وودع أخوته البنات، واستأذن أمه فى أن تجهز له فطاره على استعجال، لأن "القاتل" كان ينتظره كي ينقله إلى مكان ما.
كان "علاء" معتادًا أن يرجع إلى بيته فى الثانية عشرا ظهرا" بيرجع البيت كل يوم الساعة 12، يتغدي مع أبوه وأخواته، وبعد كده يركب التكتوك ويشتغل لحد المغرب لكن فى اليوم ده اتاخر عن الغدا".. هكذا يقول أبن عمه.
دفع قلق الأم على ابنها، أن تذهب إلى جيرانها، لتطلب منهم تليفون تهاتف به الابن كي يطمئن قلبها عليه، إلا أن الاتصال فشل " الموبايل اللي طلبته مغلق حاول الاتصال به فى وقت لاحق".
"لعل التأخير خير".. هكذا قال الأب بعد أن أخبرته الأم بتأخير ابنها، لكن عندما جاء الليل وظل هاتفه مغلق، شعر الأب بحيرة " حالته كانت صعبة، راح سأل عليه الناس اللي شغاله معاه قالوله ما شفنهوش من الصبح".
دقت الساعة الحادية عشر ولم يرجع الابن، اجتمع الناس من كل أرجاء القرية بعد سماع عويل الأم يدوي فى كافة ثنايها" ابني مش عارفين هو راح فين"، دفع أقارب الابن المتغيب إلى مركز شرطة مطوبس لتحربر محضر بتغيبه، وذلك من أجل تكثيف سرعة البحث عنه.
على الفور قام الرائد حازم أبو السعد، رئيس مباحث شرطة مطويس، والعميد محمد عمار مدير المباحث الجنائية بكفر الشيخ بتشكيل فريق بحث لمعرفة مكان الشاب، ومن وراء اختطافه.
وكان بداية الخيط لفريق البحث الجنائي، طفل صغير أخبرهم بآخر مرة رأي فيه الضحية " كان بصحبة اثنين من جيرانه وهم صلاح أحمد الأقطش، وشخص آخر"، وبعد القبض على المتهم الأول اعترف بأنه قام باستدراجه إلى طريق مهجور بغرض السرقة، ومن ثم قام بطعنه بالسكين وإلقائه فى ترعة بإحدى ضواحي المدينة.
وبعد اعتراف المجني عليه تفصيليا، تم تشكيل فريق بحث مكون من طاقم غطاسين رجال شرطه وإسعاف، وتم انتشال جثه المجني عليه من ترعة "منية المرشد"، ليلًا وسط تواجد كثيف من الأمن ورجال القرية.