من جميلة بوحريد إلى عهد التميمي.. مناضلات أنتصرن على حكومات العالم

يطلق على المرأة في الغالب أنها نصف المجتمع فيما يخص الأسرة والتربية والإنجاب والتعليم وما إلى ذلك من أمور، ولكن حين يتعلق الامر بالنضال للدفاع عن الوطن والزود عن الشرف تصبح معظم المجتمع إن لم يكن كله، وهو ما أثبتته كثيرات من المناضلات عبر سنوات التاريخ العربي الذي مرت عليه أحداث أليمة وظلت أجزاء من اراضيه محتلة حتى كتابة هذه السطور، ونرصد بعض من هؤلاء اللاتي إستطعن إحراج حكومات العالم وتصدر المشهد السياسي برغم كل الصعاب.

-جميلة بوحريدكان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول الجزائر أًمُنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية. انضمت بعد ذلك الي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها.من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة 3 أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا، وحين فشل المحتل في انتزاع أي اعتراف منها، تقرر محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم. تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحريد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أسلم واتخد منصور اسما له.-ليلى خالدفي بداية 1969 انضمت إلى معسكرات تدريب تابعة للجبهة الشعبية في الأردن، وفي 29 أغسطس 1969 قامت ليلى بمساعدة سليم العيساوي بخطف طائرة ركاب أمريكية للرحلة رقم 840 التي تصل خط لوس انجلس وتل ابيب، حيث قاما بالصعود إلى الطائرة عند مرورها من روما وبعد مرور نصف ساعة من صعودهم للطائرة وتغيير مسار الرحلة إلى دمشق بسوريا حيث قاما بإخراج الركاب الـ116 وتفجير الطائرة.وقامت ليلى بخطف طائرة مرة بعد محاولة لتغيير ملامحها عبر عملية جراحية تجميلية في عام 1970، وتوجهت إلى فرانكفورت مع المناضل النيكاراجوي باتريك أرجويلو، هذه المرة لخطف طائرة «العال» الإسرائيلية كجزء من عملية مركبة لخطف ثلاث طائرات، واحدة في زيوريخ وأخرى في أميركا. انتهت العملية بكارثة، حيث تخلف رفيقان لليلى عن الحضور، وقتل أرجوليو بإطلاق رصاص وسقطت هي أسيرة لدى سكوتلانديارد، ومضى شهر قبل إطلاق سراحها بعدما خطف رفاقها طائرة Pan American للضغط من أجل إطلاق سراحها. وفي الأول من أكتوبر من نفس العام قامت الحكومة البريطانية بإطلاق سراحها في عملية تبادل للأسرى، وفي السنة التالية قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتخلي عن أسلوب خطف الطائرات واستخدام وسائل أخرى للمقاومة.-دلال المغربيالتحقت دلال بالحركة الفدائية الفتحاوية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني، وكان عام 1978 عاما سيئا على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان التي وضع خطتها القائد أبو جهاد. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست، وتسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من 14 شخص، وعرفت العملية باسم عملية "كمال عدوان" وهو القائد الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لفتح الذي استشهد مع كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت، حيث كان وزير الجيش الإسرائيلي وقتها ايهود باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت متخفيا بزي امراة واضعا شعرا مستعارا وقتلتهم في بيوتهم في حي الفرداني في قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين. نزلت دلال مع فرقتها الفدائية وركبت مجموعة دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من تل أبيب حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ وظلوا ليلة كاملة تتقاذفهم الأمواج حتى لاحت أضواء تل أبيب ووصلوا إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون.نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب ثم تجاوزت مع مجموعتها الشاطئ إلى الطريق العام قرب مستعمرة "معجان ميخائيل" حيث تمكنت دلال المغربي ومجموعتها من إيقاف السيطرة واحتجاز رهائن وصل عددهم إلى 68 رهينة، ثم أخرجت دلال من حقيبتها علم فلسطين وقبلته بكل خشوع ثم علقته داخل الباص.استشهدت دلال المغربي ومعها 11 من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا) كرقم أعلنته قوات الاحتلال، لم يصدق إيهود باراك أنها قائدة المجموعة فقام يشدها من شعرها وركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات، وهي الصورة التي ترسخت في ذهن العالم.كتب الشاعر والأديب العربي نزار قباني مقالاَ بعد العملية قال فيه: "إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة، على طريق طوله (95) كم في الخط الرئيسي في فلسطين".-خنساء فلسطينهي مريم محمد يوسف محيسن والشهيرة بخنساء فلسطين أو أم نضال فرحات، داعية إسلامية، ومربية، ومجاهدة، وسياسية فلسطينية، ونائبة في المجلس التشريعي، وقيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء في فلسطين، وآوت القائد القسامي عماد عقل، وكان منزلها منطلق عملياته الجهادية، واغتيل في منزلها بعد اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال الإسرائيلي.-فاطمة النجارفاطمة عمر محمود النجار وتلقب بـأم الاستشهاديات، ولدت في 1938 في جباليا، فلسطين، وهي إمراة فلسطينية تنتمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، قامت بعملية استشهادية ففجرت نفسها مساء الخميس 23 نوفمبر 2006 قرب وحدة خاصة إسرائيلية شرق بلدة جباليا (شمال قطاع غزة)، قتل على إثرها عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي وجرح عدد أخر.-ريم الرياشيريم صالح الرياشي إستشهادية فلسطينية من حي الزيتون بمدينة غزة، وهي أم لطفلين أحدهما رضيع، تنتمي لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، فجرت نفسها في تجمع لضباط وجنود الاحتلال داخل معبر إيريز المعبر الرئيسي بين قطاع غزة وإسرائيل، مما أسفر عن مقتل 4 ضباط صهاينة وإصابة عدد آخر منهم بجراح.-ربيحة ذيابربيحة ذياب هي ناشطة فلسطينية، شغلت منصب وزيرة شؤون المرأة، ونائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهي عضوة في حركة فتح، ومن قيادات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.تم اعتقال ذياب في السجون الإسرائيلية 7 مرات، ووُضِعت مرتين تحت الإقامة الجبرية، كما منعتها إسرائيل من السفر خارج فلسطين لمدة 19 سنة، وفي أبريل عام 2016 توفيت وتم دفنها في قرية دورا القرع شمال رام الله.

-عهد التميميأدى اعتقال الجيش الإسرائيلي للفتاة الفلسطينية عهد التميمي البالغة من العمر 17 عاما، إلى تحويلها لرمز في مواجهة إسرائيل، وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت عهد ووالدتها وإحدى قريباتها بعد انتشار فيديو يظهر ضرب فتاتين لجنديين إسرائيليين، وصفعهما أمام منزلهما.وعهد التميمي ليست بالاسم الجديد على متابعي الشأن الفلسطيني فهي إبنة الناشط المعروف باسم التميمي والذي يقود مظاهرات أسبوعية في قريته احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية.واعتادت عهد أن تكون في طليعة صفوف المظاهرات ضد الجيش الإسرائيلي منذ طفولتها، و استقبلت استقبال "الأبطال" من قبل الرئيس محمود عباس خلال العام 2015.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل الفتاة في عام 2012، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء بعد انتشار شريط فيديو لها وهي تحاول منع الجيش الإسرائيلي من اعتقال أحد أطفال عائلتها سابقا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً