كشف حاتم الجمسي المحلل السياسي في الشئون الأمريكية والشرق الأوسط عن مصدر رفض ذكر اسمه معلومات جديدة عن مكان تواجد الأمير الوليد بن طلال الذي تم اعتقاله في حملة الاعتقالات التي شنتها السعودية في نوفمبر الماضي على أثر قضايا الفساد.
وقال الجمسي نقلا عن المصدر إن هناك طائرة خطوط جوية إماراتية نقلت الوليد بن طلال من شمال أمیرکا فی الـ11 من ديسمبر الجاري إلى مطار أبوظبي حيث تم احتجازه ،وكان في انتظاره من اصطحبه إلى القسم العسكري من المطار حيث كانت بانتظاره طائرة سعودية خاصة أقلته إلى مطار الملك خالد الذي يبعد 35 كيلومتر إلى الشمال من الرياض.
ثم تم نقله إلى الجانب العسكري من المطار، لجهة رفض الافصاح عنها، هناك، وفي غرفة فخمة كانت معده له، أخذوا منه كل متعلقاته الشخصية بما فيها هاتفه وساعته وطلبوا منه أن يستبدل بدلته ببدلة أخرى غامقة اللون أحضروها له حيث فوجئ أنها كانت تناسبه تماماً.
جاءه اثنين من رجال الأمن السعوديون، لا تحمل ملابسهم أى شارة أو علامة وحتى Name Tag يمكن أن يستدل منه على الجهة التي يعملون بها أو صفتهم الوظيفية.
تحدثوا إليه دون أن يعرفوا بأنفسهم، أعطوه بضعة أوراق مطبوعة، قالو له: نحن فقط نريد منك أن تواجهه بما في هذه الأوراق من وقائع محدده كنت انت طرفا فيها. عليك أن تتبع هذا النص ولا تخرج عنه.
وجه له الأسئلة المكتوبة کما هی، لا تخاطبه بأى ألقاب سواء بالعربية أو الانجليزية اذا تحول الحديث إلى الانجليزية، فقط خاطبه باسمه الأول مجرداً و "انت" و "انت قلت"، نرجوك اتبع النص المكتوب أمامك، فقط نريد مواجهته بتلك الوقائع التي كنت أنت طرف فيها والتحقق منها.
وفوجئ الوليد بن طلال بأن كل لقاءاته ومكالماته الهاتفية و مراسلاته الاليكترونية معه كانت مسجله بدقة من قبل رجال الامن السعوديين منذ العام 2014.
كان من ضمن النص المكتوب أمامه هو مواجهته بحقيقه عرض 4 ملايين دولار رشوه عليه في نهاية العام 2014 ليغير موقفه ویکذب في بعض الأمور لتمیل الكفة لصالحه حينما كان محدثي بتفاوض معه في موضوع ما نیابه عن جهة معينة، اعتذر الوليد بن طلال حينها بأدب عن قبول العرض، قبل اعتذاره وقدر موفقه لكنه سعى إلى صداقته بعد ذلك وأصبحت هناك لقاءات عديدة بينهم.
وكان من ضمن النقاط ان يواجهه بحقيقة ماقاله في حق محمد بن سلمان بعد أن تم تعيينه ولياً لولى العهد في 29 من أبريل 2015 في لقاء جمعهم بعدها في فرنسا حيث أبدى عدم رضاه عن تلك الخطوة و انتقد محمد بن سلمان بشدة وكان من ضمن ما قاله بالانجليزية: "Nobody likes him, and when he fails, no plan B"
"لا أحد يحبه، وعندما يفشل، لا توجد خطة بديلة."
بعد أن بدل ثيابه واستمع إلى تعليمات رجال الأمن، أخذوه إلى غرفة أخرى لا يوجد بها أي شيء إلا شاشة تليفزيونية كبيرة و مقعد واحد، طلبوا منه الجلوس.
كان معه في الغرفة رجلی الأمن والسيد سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي وعضو الهيئة الملكية العليا، لكنهم وقفوا خلف شاشه العرض وليس أمامها، دقائق وظهر على الشاشة أمام مصدر المحلل السياسي حاتم الجمسي غرفة مماثلة لتلك التي هو جالس بها، فتح بابها وجاء به اثنين لم يرى وجوههم، دفعوه بشيء من الخشونة و طلبوا منه الجلوس بلهجة عنيفة، ثم وقفوا خلفه، كان واضحاً أن الكاميرا تجنبت اظهار وجه الرجلين.
"He was twitching a lot" قال مصدر حاتم الجمسي الذي رفض ذكر اسمه عن لقائه بالوليد عبر دائرة تليفزيونية مغلقة في محبسه خلال الاسبوع الثاني من ديسمبر الجاري، ثم أكمل حديثه بالعربية قائلا: "لكنه كان حاضر الذهن ومدركاً لما يقول.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه واجهته بالوقائع المدونة أمامي كما طلب مني, لم ينكر شيئا، استمر لقائى معه حوالى ساعة أو اكثر قليلا، دار الحوار بالعربية لكنه كان يتحول إلى الانجليزية أحيانا بحكم طبيعة الموضوع أو الحادثة التي أواجهه بها، بدا محتدا بعض الشيء في بعض إجاباته لكنه و رغم الضغوط التي من الواضح انه يتعرض لها، كان يحاول قدر الامكان الاحتفاظ بهيئته الملكيه التي كان يحرص عليها في جلسته وهيئته وطريقة كلامه.
ورد المصدر عن تساؤل لقد مرت 6 اسابيع على حملة الاعتقالات التي طالت 11 أميرًا من بينهم الوليد ولم يتم الإفراج عنهم کما توقع البعض باستثناء الأمير متعب بن عبد الله الذي افرج عنه نهاية شهر نوفمبر الماضي وذكرت الـ BBC أنه افرج عنه بعد أن عقد صفقة تنازل بموجبها من مليار دولار من ثروته،متى سيتم الإفراج عن یقیه المعتقلين؟
قال: لقد أفرج عن الامير متعب لأسباب صحية في المقام الأول حيث يعاني من مشاكل صحية في القلب و كان هناك خشيه ان يموت في المعتقل و لا تفاجأ ان وافته المنية في الشهور القليلة القادمة.
أما بقية المعتقلين فإن الامر سيطول و قريبا سوف يعرض التليفزيون السعودي لقطات لاعترافاتهم المصورة مع وثائق آخري تؤكد انخراط هؤلاء المعتقلين في فساد مالى کبیر، أما الوليد بالتحديد فلا أظن أنه سيري طائرة من الداخل مرة أخرى.
ماذا عن الدكتور اللبناني جهاد عوكل طبيب الوليد الخاص والذي كان يرافقه كظله وحضر معه لقاءاته المهمة مع الرؤساء ورجال المال والأعمال؟ وماذا عن الوليد بن طلال؟
فقال: إنه معتقل في سجن الحائر الذي يقع على بعد 40 كيلومتر جنوبي الرياض والمعروف بأنه أكثر سجون المملكة تحصينا.
وكان السؤال الاخير: ما الذي يحدث في المملكة؟ قال: نحن نشهد ميلاد المملكة الرابعة کما قال له سعود القحطاني ولن يكون فيها مكان لمن هم فوق الخمسين في مواقع قیادیة.. انتهى لقائی معه ولم أحصل على إجابات شافية لمعظم الأسئلة الساخنة التي حملتها معى عن الوضع في المملكة.