من يشترى القدس؟.. منظمة "عطيرت كوهنيم اليهودية" تسابق الزمن للاستحواذ على الأملاك العربية.. وملياردير فلسطينى ينقذ المدينة

كتب : سها صلاح

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤوم بشأن القدس عاصمة إسرائيل، وفي الوقت الذي تكشفت تفاصيل فضيحة مدوية لنظام قطر العميل في شراء منازل أهل القدس لصالح مستوطنين يهود، يطرح التساؤل نفسه: لماذا لا يشتري العرب العقارات في القدس بدلاً من أن تصير مستوطنات لليهود؟.

لكن صحيفة يدعوت أحرنوت ردت سريعا على التساؤل بكشفها عن مفاجأة من العيار الثقيل بشأن تعرض الأثرياء العرب إلى ضغط كبير عند محاولتهم شراء أي عقار في القدس.

ولفتت إلى أن ثمة حربا خفية تدور في هذه الأيام بين منظمة «عطيرت كوهنيم» اليهودية و بين أي ثري عربي وجهات مسيحية مرتبطة بالفاتيكان للوقوف أمام أي مستثمر عربي لشراء أي عقار أو أرض في القدس، ما رفع اسعار المتر المربع الواحد إلى حدود لم يصلها في وسط تل ابيب أو غيرها من الأماكن.

وقالت «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية إن منظمة عطيرت كوهنيم تتوجه إلى مالك المنزل الفلسطيني لشراء المنزل عارضة عليه 4000 دولار أمريكي لكل متر مربع، إذا ما قام أي عربي بالتفكير في شراء أي عقار، وإذا رفض الفلسطيني بيعه للمنظمة اليهودية يتم أخذه منه بالقوة، بعد أن تعرض عليه ضعف السعر السابق أي 8000 دولار للمتر المربع أي ما يعادل سعر بيت في شدروت روتشيلد وسط تل ابيب، ويتم عرض سعر آخر عليه من الجهة المسيحية المرتبطة بالفاتيكان عارضة عليه 10000 دولار للمتر المربع أي مليون دولار لكل شقة من شقق المنزل.

وليس في كل المرات يخسر اليهود المنافسة وفقا للصحيفة حيث عمدت جهات يهودية إلى شراء نزل صغير في منطقة مهمة جدا من الناحية السياسية في منطقة باب العامود بسعر عال تضمن بدل مخاطرة للبائع فيما اشترت جهات اسلامية يقف خلفها أمير سعودي دكاكين وسط سوق البلدة القديمة وصل سعر الدكان الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع إلى 2 مليون دولار أي ثلاثة أضعاف قيمته الحقيقية.

وقالت الصحيفة إن حرب الأسعار بين الجهات الإسلامية واليهودية لا تقف على اعتاب القدس القديمة الواقعة بين الأسوار بل تجاوزتها إلى حدود ضواحي القدس الغربية مثل رحافيا، التي رصدت فيها محاولات إسلامية لشراء عقارات والمناطق الواقعة خلف جدار الفصل مثل حي بيت حنينا التي اشتعلت فيها أسعار الأراضي والمنازل، اذ وصل سعر الدونم الواحد الخالي من أي بناء 120 ألف دولار.

وحسب الصحيفة تدفع المحافل العربية لقاء الاملاك ثمناً مضاعفاً بل وبثلاثة أضعاف ذاك الذي تقترحه الجمعيات اليهودية، لافتة الى أن أحد أكثر النشطاء في هذا المجال هو المليونير النابلسي منيب المصري بينما هناك تمويل آخر يصل من صناديق اسلامية، وبنوك عربية وجمعيات ترتبط بحماس وتمنح قروض اسكان بشروط جيدة لكل مسلم يشتري شقة في القدس، وفق الصحيفة.

وتابعت «مؤخراً استؤنف نشاط لجنة السكن» - وهي احد اجهزة بيت الشرق، والتي تمنح قروضا ومساعدات لمن يشتري ويرمم شققا في البلدة القديمة.

وفي الأشهر الأربعة الأخيرة اشترت الشركات العربية 12 شقة في البلدة القديمة، وفي الأيام القريبة المقبلة توشك على أن تنتهي صفقة لشراء أربع شقق اخرى في الحي الإسلامي، وهي شقق وضعت الجمعيات اليهودية عيونها عليها.

وقالت الصحيفة إن اليهود سجلوا لأنفسهم نجاحات عديدة في السنتين الأخيرتين، موضحة أنه في قرية سلوان اشترت جمعيات مثل عطيرت كوهنيم والعاد أملاكا مختلفة حيث حي الثوري، الذي يعتبر حتى وقت أخير مضى نموذجاً للتعايش، اصبح ساحة جس نبض بين مشترين يهود ومسلمين.

ولفتت الى أن الناشط اليميني آريه كينغ - رجل سر والمقرب من الملياردير موسكوفيتش- دشن في الأشهر الأخيرة جمعية جديدة، «الصندوق لأرض إسرائيل»، بهدف محاولة صد موجة شراء العقارات الفلسطينية، من خلال شراء مضاد.

ويقول كينج «الفلسطينيون ومحافل خلفهم يصبون عشرات ملايين الدولارات في شرقي القدس، بينما نحن ليس لدينا حتى صندوق واحد خلفه تقف حكومة اسرائيل لمحاولة صد هذه الموجة».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً