صحراوي بني سويف الشرقي مقبرة المسافرين.. 1560متوفيًا و3850 مصابًا إحصائيات ضحايا حوادث 2017.. سائقون: مفيش إضاءة ولا خدمات.. والمحافظ: نسعى لتطوير الطريق

لحظات رعب يعيشها عابري الطريق الصحراوى الشرقي ببني سويف، المعروف بـ"طريق الموت" لما يشهده من حوادث متكررة يومًا تلو الآخر، في ظل غياب الخدمات الأساسية عن الطريق الذي حصد عشرات الأرواح خلال الفترة الماضية، خاصة المنطقة التى تقع ما بين نفق سنور ومنحنى أبوصالح، والتى دفع مئات الأبرياء أرواحهم لضحايا لحوادث الطرق، فلا يكاد يمر يوم على هاتين المنطقتين إلا ويشهد حادثًا مروريًا مروعًا، يخلف قتلى ومصابين، وعادة ما تتشابه أسباب الحوادث التي دائمًا وأبدًا يكون نفقا سنور وأبو صالح قاسمًا مشتركًا في حدوثها.

اختلفت آراء المواطنين والسائقين على أسباب وقوع تلك الحوادث المتكررة، فالأهالى يتهمون السائقين لرعونتهم الزائدة فى قيادة السيارات والسائقين يتهمون المنحنيات والأخطاء الهندسية بالطريق الذى يربط محافظات الصعيد بعاصمة الجمهورية ومنها إلى محافظات الوجه البحري، ولكن اتفق معظمهم على أن منطقتي سنور وأبوصالح يوجد بهما «عفاريت» تنزعج بمرور السيارات فتقف الأشباح لتنتقم من المارة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور سيد منصور، بكلية الهندسة جامعة بني سويف، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن هذا الطريق تقع به حوادث بشكلٍ يومي، ونادرًا ما ينجو أحد من هذه الحوادث، فدومًا يسقط قتلى، وأصبحت سيارات الإسعاف هي العنوان الرئيسي لهذا الطريق.

وأشار إلى أن هذا الطريق به منحنيات خطيرة ويجب أن يكون بها معايير معينة للسلامة، وأن تكون هذه المعايير صارمة لإلزام السائقين بالسرعات المحددة، لافتا إلى أنه تم عمل مجموعة من المطبات الصناعية، لأن العديد من السائقين، خاصةً سائقي الأجرة، يقوم بإبطاء السرعة في طرق المنحنيات في بداية سيره على هذا الطريق، ومع اعتياده على الطريق يبدأ يتخلى عن إبطاء السرعة، حتى يصل إلى أن يأخذ هذا الطريق بسرعته المعتادة.

ولفت "منصور" إلى أنه لا يجب إلقاء كل اللوم على الحكومة التي أنشأت الطرق التي تحوي منحنيات، حيث أنه في كل دول العالم طرق بها منحنيات وربما أكثر خطورة من تلك التي لدينا، مؤكدا أن الأزمة في مدى الالتزام بالتعليمات والمعايير المحددة لهذه الطرق.

وأضاف: " هذا الكلام لا يعفي الحكومة من إهمالها لتحقيق معايير السلامة في الطرق المصرية بشكل عام، وفي نفق "سنور" بشكل خاص، كما أن هذا النفق به كثافة عالية من المرور، نظرًا لعمل العديد من سكان بني سويف في القاهرة والمنيا، وبالتالي يأخذون الطريق يوميًا ذهابًا وعودة".

وقال مصدر مسئول بمديرية الصحة ببني سويف، لـ" اهل مصر" إن إحصائية ضحايا حوادث الطرق بالمحافظة، بلغت أرقامًا ضخمة، وكان للطريق الصحراوى الشرقي «الكريمات» وخاصة منطقتي «سنور» و«أبو صالح» النصيب الأكبر من هذه الحوادث، حيث راح ضحيته خلال عام 2017 فقط 1560متوفيًا 3850 مصابًا.

ومن ناحيته، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه عقد اجتماعًا موسعًا، مع الأجهزة المعنية لبحث أسباب تكرار الحوادث المرورية بطريق الكريمات الطريق الصحراوي الشرقي.

وأضاف، أن التعامل مع مشكلة الطريق يسير في محورين أولهما تنفيذ حزمة من الإجراءات العاجلة الفاعلة تشمل قائد المركبة والطريق مشددا على ضرورة تكثيف العلامات الارشادية والتحرررية مزودة بفلاشر للتنبيه وتحديد الزوايا وإلزام سيارات النقل بالحارة اليمين من الطريق، ووضع علامات فسفورية على النيوجرسي بجانبي الطريق، وكذا علامات أرضية قبل وبعد النفق بالمنطقة، وتكثيف الحملات المرورية في هذه المنطقة مع توفير كاميرات مراقبة (الرادار) للحد من سرعة السيارات، مع دراسة امكانية إنارة الطريق بلمبات " ليد" تعمل على الطاقة الشمسية ودراسة عمل مطبات صوتية على مسافات متتالية بالطريق.

وأشار المحافظ إلى أن المحور الثاني لحل هذه المشكلة يتثمل في إعداد دراسة متكاملة يقوم بها الخبراء والمختصون في هذا المجال من الإسعاف والمرور والطرق تتضمن الدراسات الفنية الشاملة للمكان وتحديد أسباب وتوقيتات الحوادث وتحديد أبعاد المشكلة ووضع الحلول والبدائل لها لاختيار الحلول الممكنة ودراسة إمكانية توفير الاعتمادات اللازمة لها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً