عندما تبحث عن النجاح والإصرار والعزيمة، تجده فى فتاة لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها، استطاعت أن تكسر حاجز مرضها، وتبدأ حياة الكفاح والنجاح، بعد أن تخلي عنها من أنجبت له طفلين، شعارها فى الحياة، إن التوقف عن الحياة يعني النهاية.. وأن النهاية تعني أن الحياة عدم منذ البداية.لم تكن أسماء مالك، خريجة كلية الآداب قسم الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة، تعلم أن رحلتها الطويلة مع مرض الوهن العضلي الذي داهمها فى سن الثمانية أعوام، سيكون بداية إنطلاقه إلى مستقبل واعد يحفه النجاح والتقدم."بدأت رحلتي مع المرض وأنا عمري ثمانية سنوات، وعملت أكثر من عملية جراحية، والحمدلله تعافيت تدريجيًا"..بهذه الكلمات تروي أسماء مالك قصتها لـ"أهل مصر"، مردفه " كان كل ما يشغلني فى الوقت ده إن مرضي لا يؤثر على دراستي، وذهابي إلى المدرسة، لأصبح "طبيبة"، بس الحمدلله كان نصيبي استكمال دراستي قسم صحافة وإعلام".تخرجت "مالك"، من كلية الآداب قسم الصحافة والإعلام عام 2008، لتتزوج فى العام الذي يليه، إلا أن الزواج لم يستمر طويلًا" انفصلت عن زوجي بسبب عدم التفاهم، ولأنه كان كثير الخناق، وعصبي جدًا".لم يترك لها الزوج مكان تأوي إليه هي وطفليها "ملك ومحمود"، إلا أنه فر هاربًا بعد إنفصاله عنها، وكأن هؤلاء الأبناء ليسوا من صلبة يتوجع لوجعهم، ويُسر عندما يكون فرحين" لجأت إلى بيت والدي، وبدأت أفكر أنا هشتغل إيه علشان أقدر أدبر مصاريف أولادي". فى الوقت الذي تبحث فيه أسماء عن عمل، كان المرض لايزال ينخر فى جسدها النحيل، إلا أن الإصرار والعزيمة كانوا بمرافقتها دائمًا، ولا سبيل أمامها سوي أن تعمل" عملت مصممة إكسسوارات حريمي مثل السلاسل الخرز والخواتم، وكنت أتوجه لعرضهم بمعرض العاشر من رمضان، لأن تجار المحلات كانوا بيتوافدوا عليه لشراء كميات كبيرة من تلك الإكسسوارات".وبعد شهور مضت قضتها فى هذا العمل، قررت أن تكون صاحبة "معرض أسماء مالك لمستحضرات التجميل"، ومن هنا بدأت خطوتي الأولى على سلم النجاح.تتذكر "أسماء"، التي تعافت من مرض الوهن العضلي، صديقاتهن اللآتي، لازالو يعانون من نفس المرض، "عملت جروب اسمه مرضي الوهن العضلي، وكان عدد المشتركين فيه 15 شخص، وبعد كده وصل عددنا إلى 500 شخص، وكان الهدف منه في البداية إنه يكون "جمعية"، لكن للأسف رُفض الطلب، لأن الدولة مش معترفه بالمرض أصلًا".تواصل أسماء العمل ليل نهار فى هذا الجانب الخيري، كي تساعد فى توفير الأدوية لهؤلاء الناس" كنت بظل صاحية 24 ساعة علشان أتواصل مع الصيدليات إلى فيها الأدوية، وبعد كده أروح أجيبها وأرسلها إليهم أيا كانت أماكنهم".بعد مرور 3 أعوام على إنشاء هذا الجروب، استطاعت "أسماء"، أن تجعل منه ملاذًًا لكافة الأشخاص الغير قادرين على شراء الأدوية" فى ناس كتيرة بتتواصل معانا سواء بيعانوا من مرض الوهن العضلي أم لا من أجل توفير علاج لهم، على الفور نقوم بتوفير العلاج لهم بدون مقابل"، الأمر الذي دفعها إلى تغير اسم الجروب من مرض الوهن العضلي "إلى مؤسسة الوهن العضلي"، فهي لازال عندها أمل أن يتحول هذا الحلم إلى مستشفي لعلاج الوهن العضلي، على طريقة مستشفي بهية لعلاج سرطان الثدي.وعندما أصبحت أسماء الأم والاب فى آن معًا، وجب عليها أن تسعى وتجتهد أكثر من ذي قبل، فاستطاعت أن تصنع من اللاشيء مشروعًا ناجحا مرة آخري، لينضم هو إلى الآخر إلى أعمالها السابقة.وعن مشروع "وصلني" الجديد تتحدث أسماء لـ"أهل مصر": "جاتلي فكرة المشروع فى بداية العام الدراسي 2017، كنت بدور على حد يوصل ولادي المدرسه، فطلب مني 500 جنيه للطفل الواحد، فقلت ليه معملش أنا المشروع ده، زي أوبر كده بس خاص بالسيدات فقط".وتستكمل مالك لـ "أهل مصر": طرحت الفكرة دي على كتير من صديقاتي وافقوا على الفور، وبدأنا الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكان لها رجع صدي إيجابي من الناس، فبدأت أجمع فريق وصل 25 كابتن، وعملت مقر لمشروع" وصلني"، ووضعت الشعار بتاعه" خاص بالسيدات فقط".وتختم مالك حديثها، قائلة: "أتمني أن أكون سيدة أعمال مستقبلًا، والشغل مش عيب طالما أنت شغال شغلانة شريفة، والمرض عمره ما هيبقى حاجز بين الإنسان ونجاحه، ولو عايز تنجح ساعد نفسك محدش هيساعدك على النجاح".
كتب : عبده عطا