اعلان

"الكلاب البوليسية" سلاح الداخلية الشرس.. و10 آلاف جنيه راتب الكلب شهريًا

اعتمدت وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة على الكلاب البوليسية في ضبط عدد كبير من قضايا الإرهاب والمتفجرات والمخدرات خاصة في ظل التدهور الأمنى بعد ثورة 25 يناير عام 2011 وما تبعها من تهريب كميات ضخمة من المتفجرات والمواد المخدرة لداخل البلاد .

وأصبح الاعتماد على الكلاب البوليسية أساسيا في تأمين أغلب الإدارات والمنشآت الحيوية وبخاصة المواقع الشرطية والمناطق الأثرية لقدرتها العالية على كشف المتفجرات والمواد الممنوعة .

الداخلية

مصدر أمني قال إن مصر استوردت آلاف الكلاب البوليسية خلال السنوات الماضية لمعاونة رجال الأمن في مهامهم الجسيمة لحفظ الأمن والاستقرار .

وأضاف المصدر أن هناك إدارة مستقلة بوزارة الداخلية تسمى «الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة» ومقرها بأكاديمية الشرطة الجديدة بمنطقة التجمع الخامس ولها فروع في 26 محافظة .

وتابع المصدر أن الكلب البوليسي يتم توفير كافة أوجه الرعاية الصحية والطبية له ليستمر في أداء مهام عمله على أكمل وجه.

وتشمل تلك الرعاية التغذية والاستحمام ومكافحة أي حشرات، قد تؤثر على صحته وتحصينه من الأمراض المعدية، بالإضافة للرعاية الصحية من فحوصات طبية تشمل التحاليل والأشعة والعمليات الجراحية.

وأوضح أن الكلاب البوليسية تعمل عدة دقائق معدودة في عمليات الفحص الخاصة بالبلاغات، ولا تخطئ أبدا في الكشف عن تلك المتفجرات، ولا غنى عنها مع رجل الشرطة بصفة عامة ومع رجل المفرقعات بصفة خاصة.

وعن ابرز أنواع الكلاب التي توجد في وزارة الداخلية هي «جيرمن شيبرد» و«جولدن رود فيلر، والدوبرمان».

وعن أسعارها أكد المصدر أن ثمن تلك الكلاب مرتفع جدا ويختلف على حسب النوع ولكن في المتوسط يتراوح أثمانها بين 10 آلاف إلى 35 ألف دولار للكلب الواحد أما عن مصاريف رعايتها شهريا فالكلب الواحد يكلف أكثر من 10 آلاف جنيه مصاريف شهريا لرعايته صحيا وبدنيا وتوفير الطعام المناسب له .

وعن الإدارات التى تستعين بالكلاب البوليسية في عملها فأكد أن أغلب الإدارات بوزارة الداخلية وبخاصة الحماية المدنية تستخدمها في الإنقاذ والبحث عن المفقودين بالإضافة إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وشرطة السياحة والآثار وشرطة الحراسات الخاصة والإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات لاستخدامها فى تعقيم المحطات والقطارات بالإضافة الى مديريات الأمن المختلفة.

من جانبه، أكد مصدر أمنى بالإدارة العامة للحماية المدنية أن رجال المفرقعات أصبحوا يعتمدون على الكلاب البوليسية بشكل اساسى ويعتبر «السلاح الشخصي» بالنسبة لرجل المفرقعات حيث يستعين به في فحص المنشآت والأجسام الغريبة .

وأضاف المصدر أنه فور تلقي أي بلاغ بالعثور على أي مفرقعات يتم التوجه إلى مكان العثور على الجسم وفرض كردون أمني وإطلاق الكلب البوليسي المدرب على كشف المفرقعات.

وتعد الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، واحدة ضمن 5 كيانات بأكاديمية الشرطة، وتؤدي الكلاب عدة مهام، من بينها إنقاذ المواطنين تحت الأنقاض والتأمين، واقتفاء الأثر، وغيرها من المهام التي يتم تدريبها عليها.

ومن جهته، يقول اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق إن اعتماد وزارة الداخلية على الكلاب البوليسية في الآونة الأخيرة نظرا لدورها الكبير في كشف عدد ضخم من العمليات الإرهابية .

وأضاف نور أن استخدام تلك الكلاب للاستفادة من القوة الجسمانية التي تتمتع بها ولقدرتها على كشف المخدرات وتتبع أثر المجرمين الهاربين والمفقودين والتعرف على المتهمين في القضايا المختلفة وفى مجال الكوارث لتحديد أماكن ضحايا الكوارث تحت الأنقاض من الأحياء والمتوفين.

وأضاف نور أن الكلاب التي تستوردها وزارة الداخلية يتم استقدامها من عدة بلدان أوروبية وعلى رأسها ألمانيا والمجر وهولندا، موضحا أن تلك الكلاب يتم الاعتماد عليها لعدة ساعات فقط وليس يوميا حتى لا تدمن المخدرات وعقب مرور 10 سنوات تتم إحالتها للتقاعد وبيعها فى مزاد علني.

«أحمد إبراهيم»، أحد مربى الكلاب بالجيزة يقول إن الكلب البوليسي يتمتع بحاسة شمّ قوية تفوق 150 مرة من حاسة الشم التي يمتلكها البشر.

وأضاف إبراهيم أن الرائحة تظل عالقة في ذاكرة الكلب لعدة أعوام، كما يتم استخدامها في الكشف عن المتفجرات، والمواد المخدرة، وتساعد في إيجاد الجثث عن طريق الرائحة.

وتابع المربى أن الكلاب البوليسية التى يتم استيرادها مزودة بسترات وشارات شرطة ليسهل التعرف عليها، مضيفا أنه فى الخارج إذا قتل كلب بوليسي أثناء تأدية عمله تتم إقامة جنازة له مماثلة لجنازات ضباط الشرطة، لأنهم يعتبرون خسارة الكلب البوليسي كبيرة ولكن هذا لا يتم فى مصر .

لمحة تاريخية

يعود الفضل في إدخال سلاح «الكلاب البوليسية» إلى مصر لليوزباشي سعيد الألفى وتحديدا في عام 1932 في عهد الملك فؤاد الأول، حيث جلب تلك الكلاب من دولة «ألمانيا» وكان يتم تدريبها داخل مقر خاص بها بمنطقة العباسية بالقاهرة ومع مرور الوقت تم الاعتماد عليها بشكل كبير وبخاصة فى عهد الملك فاروق حيث تم استخدامها في مجالات الإنقاذ وكشف المخدرات وغيرها وتحول هذا السلاح من مركز تدريب منفصل إلى إدارة رئيسية بوزارة الداخلية أنشئ مقرها في أكاديمية الشرطة بمنطقة التجمع الخامس فى عام 2002، ثم تحول إلى إدارة عاملة على مستوى الجمهورية في عام 2006 ولها فروع بجميع محافظات الجمهورية .

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: ندعم وحدة واستقرار سوريا وكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة