حالة من الركود التام تشهده أسواق الملابس الشتوية بالإسكندرية، بسبب ارتفاع الأسعار إلي أكثر من الضعف بالمقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذي أدي إلي عزوف المواطنين عن الشراء."أهل مصر"، تجولت في أسواق الملابس بالإسكندرية وتحديدًا أسواق المنشية ومحطة الرمل، وسط المدينة، أشهر منطقتين لبيع الملابس الجاهزة بأسعار مخفضة، ودائما ما تعجان بالمواطنين من مختلف أنحاء الإسكندرية.الحاج حسن الوحش، أحد أقدم بائعي الملابس الجاهزة بالمنشية، يقول إن أسعار الملابس زادت هذا العام الضعف ونصف الضعف، مقارنة بالعام الماضي، حيث زاد سعر دستة الملابس 500 و600 جنيه، وأصبحت قطعة الملابس التي كان ثمنها 100 جنيه العام الماضي بـ 250 جنيه، وبلغ سعر العباءة الحريمي المنزلي 200 جنيه وسعر عباءة الخروج 600 جنيه.ولفت الوحش، إلي أن وقف الاستيراد من الخارج وراء توقف حالة البيع والشراء، وأصبح المنتج المصري المتوفر بالأسواق، لكنه رديء الصنع وليس بنفس كفاءة المستورد وأسعاره مرتفعة أيضًا، مضيفًا أن حركة البيع والشراء تكاد تكون متوقفة تمامًا، والمواطن الذي كان يشتري 3 قطع أصبح يشتري قطعة واحدة بسبب الزيادة في الأسعار.وأرجع الوحش، سبب ارتفاع الأسعار إلي ارتفاع سعر الدولار، مطالبًا بفتح الاستيراد من جديد لانعاش حركة البيع وتضع الدولة الشروط التي تريدها.ويقول محمود الياباني، أحد بائعي الملابس بسوق المنشية، إن الملابس هذا العام لـ"الفرجة" فقط وللسؤال دون الشراء؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وحالة الإقبال علي الشراء ضعيفة للغاية، مضيفًا: "نظل بالأسبوع دون بيع قطعة ملابس واحدة والزبون بيسأل عن الأسعار وبيمشي".وأوضح الياباني: سعر الجاكيت كان العام الماضي 250 جنيه وأصبح سعره هذا العام بالجملة 450 جنيه، والبنطلون الجينز كان يُباع بـ 80 و90 جنيه أصبح ثمنه يبدأ من 150 جنيه، والبنطلون الكلاسيك يبدأ سعره من 300 جنيه، وتزداد الأسعار وفقا لخامة قطعة الملابس، حيث تصل أسعار الجواكت لـ 1000 جنيه.وتابع الياباني: "المواطن كان بينزل المنشية ومحطة الرمل لشراء الملابس بأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق الآخري، لكنه فوجيء هذا العام بزيادة الأسعار للضعف مما تسبب في عزوفه عن الشراء"، مطالبًا بتخفيض الأسعار رأفة بالمواطن البسيط وبالبائن المتضرر بسبب وقف حركة البيع والشراء."الأسعار بقت حاجة لا تطاق، والناس مش عارفة تشتري، وإحنا مش عارفين نبيع، والحاجة اللي كانت بجنيه أصبحت بـ 30 و40 جنيه" تقول أم إسلام، بائعة ملابس حريمي، مضيفة أن البائع يعاني بسبب ضغط ارتفاع الأسعار مثلما يعاني المواطن، وحركة الإقبال علي الشراء تكاد تكون متوقفة.وتضيف أم إسلام، أن قطعة الملابس البيتي التي كانت تباع جملة من المصنع بـ 5 جنيهات أصبحت تُباع بـ 25 جنيه، مما تضطر ببيعها للمواطن بـ 40 و50 جنيه، مضيفة أن جميع البائعين يجلسون أمام المحلات دون بيع، وأصبحت الشوارع خالية من المواطنين علي غير العادة.وحول السبب وراء زيادة الأسعار، توضح أن التجار يحتجون بارتفاع سعر الدولار وسعر الوقود، دون معرفة السبب الرئيسي، مؤكدة أن السبب الرئيسي هو عدم وجود رقابة علي المصانع والتجار، والبائع والمشتري هما الضحية، ولا يعرف البائع ماذا يفعل، مطالبة بتفعيل دور الرقابة، قائلة: "ياريس أبوس إيديك نَزّل الرقابة.. إحنا معاك وبنحبك بس نَزّل الرقابة علي المصانع والتجار اللي واكلينا وواكلين الشعب كله".وفي السياق نفسه، أرجع لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، السبب في زيادة الأسعار إلي الضعف إلي انخفاض مبيعات الملابس الجاهزة بالمحلات بنسبة 40%، ما تسبب فى حالة الركود الشديدة، وذلك بعد زيادة أسعارها إلى الضعف.وأوضح عطية، في تصريحات صحفية، أن الخامات ورسوم الجمارك زادت بنسبة 100%، بالإضافة لزيادة رواتب الأيدى العاملة والمنتجات، وذلك فى ظل عدم وجود حركة فى البيع والشراء داخل محلات الملابس، مشيرًا إلى أن المنتج المحلي يغطي الملابس الشتوية بنسبة 20% من احتياج السوق، بينما الملابس الجاهزة المستوردة تغطي حوالي 80%.وتابع: "استيراد الملابس متوقف بقرار من وزير التجارة الذى أصدره دون أن يجتمع بأعضاء الغرفة التجارية، مشيرا إلي أن سعر الجاكت الرجالى يبدأ من 1500 إلى 5 آلاف جنيه، أما الجاكت الحريمى يختلف سعره على حسب نوعه تركى أو صينى ولا يقل عن 1000 جنيه، لافتًا إلى أن الأسعار زادت بنسبة 100%عن السنوات السابقة.ولفت عطية إلى أنه يجب على الحكومة التدخل فورًا، لحل أزمة ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، من خلال إصدار قوانين تساعد التجار على الاستيراد، وتخفيض رسوم الجمارك.
كتب : الإسكندرية: أحمد مرجان