مصر تثأر للقدس

لا نريد معونة ولا نخشى شيئا فمقدستنا التاريخية خط أحمر أهم من حياتنا نفسها، مصر تفعل ولا تتحدث عن نفسها، مصر هي من قدمت الاقتراح لمجلس الأمن لإلغاء قرار دونالد ترامب بتهويد القدس، وأحرزت الدبلوماسية المصرية هدفًا جديدًا في مرمى المغرضين بقيادة الجمعية العامة لإلغاء قرار ترامب وبحرفية شديدة.

مصر قيادة وشعبًا وحدهم من يدفعون الثمن والثمن مقصود به إرهابًا أسودًا ومضايقات اقتصادية وتهديدات عديدة، مصر الكبرى لا تدعي شعارات كاذبة لدعم القضية الفلسطيني.. مصر تُمارس سياسة بشرف في زمن عز فيه الشرف..

ستجد كلمة ممثلة الولايات المتحدة تتبع أسلوب رخيص جدًا من الولايات المتحدة كالعادة تجاهل قرار الأمم المتحدة ينذر بأعمال تجاوز كثيرة خلال الفترة المقبلة من أمريكا ضد المنطقة العربية والولايات المتحدة تخرج عباءة الضغوط الدولية التي صنعتها هي مسبقًا، وتجد اعتراض توجو وامتناع جنوب السودان وغانا وأوغندا ورواندا ومالاوي شيء مثير للقلق على مستوى القارة الإفريقية؛ الشيء الذي أصباني بدهشة بصراحة في أسماء الدول المصوتة اليوم على قرار القدس هو امتناع دولة (البوسنة والهرسك) من التصويت على هذا القرار..

بصراحة متعجب جدًا من الدولة الإسلامية التي دافعنا عنها كثيرًا أثناء حرب التسعينيات جمهورية البوسنة والهرسك التي بكى من أجلها مسلمي العالم، امتنعت عن التصويت لقرار القدس بينما صوتت جمهورية الصرب مع القرار بعد تحرك مصر في مجلس الأمن (وإحراج أمريكا ترامب ) لدرجة استخدامها للفيتو ثم بعد ذلك التحرك العبقرى واستدعاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتهديد أمريكا لكل الدول.

ونجد 128 دولة تصوت لصالح مشروع قرار مصر بالإبقاء على وضع القدس عاصمة للدولتين ضد 9 دول معارضة والتي صوتت ضد القرار وهي "إسرائيل وجواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيسيا وناورو وتوغو وبالا"، و35 دولة ممتنعة عن التصويت، وغابت دول أخرى عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم على قرار رفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.. من بينها "أوكرانيا - جورجيا- كينيا - ميانمار- سويسرا".

تحليلى للتصويت الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس

‏الصرب صوتت مع القرار ليس أنه مع العرب والتأييد لقضية القدس، إنما نكايةً بأمريكا، بسبب جنرالاتها التي تم اقتيادهم إلى المحكمة الدولية.

البوسنة والهرسك، امتنعت عن التصويت كرد للجميل لأمريكا لأنها انقذتها من الحرب وساعدتها.

‏توجو وهندوراس عارضا القرار الخاص بالقدس، وانحازا لأمريكا وذلك بمقابل عدم اعتراف أمريكا بأي من طلبات التقسيم التي تقدم بها انفصالييها في توجو، وتغاضي الطرف عن ما سيفعله الأمن في مثيري الشغب في هندوراس.

جنوب السودان، امتنعت عن التصويت وهذا أمر يجب أن تنتبه له الإدارة المصرية وخاصةً أن هناك 6 دول إفريقية بين الرفض والامتناع وهم:

(توجــو ) صوتت صراحة ضد مشروع قرار لصالح القدس.

( جنوب السودان وأوغندا ورواندا وبنين والكاميرون) اختاروا الامتناع عن التصويت.

‏مندوب المالديف في الجمعية العامة للأمم المتحدة: القرارات الأمريكية بشأن القدس تنتهك القانون الدولي ونحن نناشد اسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67

والمتتبع لـ6 دول، سنجد إسرائيل كانت لها جولات عديدة لديهم خاصة رواندا وتوجو اللذان يتمتعان بعلاقات قوية مع تل أبيب.

ولعل الاستثمارات الأمريكية والإسرائيلية في تلك الدول كانت دافع لهم لاتخاذ تلك المواقف فتلك الاستثمارات تكون ورقة لدى أمريكا للتحكم في القرارات التي تصدر من تلك الدول.

للأسف دول إفريقية كثيرة.. ربما غالبيتهم في تصويت مؤيدة للموقف الأمريكي الإسرائيلي أو ممتنعة عن التصويت أو غائبة عنه!!

مصر والدول العربية في إفريقيا والعرب عمومًا خسروا ويخسرون كثيرًا في إفريقيا.. وهذا أمر خطير جدًا على مصالح مصر في القارة الأم، ونجد سبعين عضوًا جمهوريًا في الكونجرس وقعوا على مذكرة تطالب الإدارة الامريكية بالضغط على مصر فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، "نرجع تاني اللعبة المحروقة بتاعتك ويبدوا إننا داخلين على مرحلة تصعيد في العلاقات بعد تحرك مصر في مجلس الأمن

بهذا الحشد غير المسبوق ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فلولا مشروع قرار مصر فى مجلس الامن والذى حاز على موافقة 14دولة من أصل15 وفيتو أمريكي، حيث أن الفيتو نفسه الممنوح للدول العظمي فلسفته لم تبنى فقط على أن هذه الدول هي التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية وإنما أيضا لكونها بقوتها تستطيع لعب دورًا كبيرًا، أو هكذا ينبغي في حفظ الأمن والسلم في العالم وكذلك تقديم المساعدات المالية.

وساهمت مصر في إدارة معركة دبلوماسية باحترافية شديدة منذ اليوم الأول للقرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، خاصة وأن مصر هي من طرحت القرار على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وتم الآن فعليا عزل القرار الأمريكي.

الأهم سياسيا:

أنه تعززت الشرعية الدولية للحقوق الفلسطينية.. وباتت هناك إمكانية لأن يتحرك المجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطنية، وأثبت أن الرئيس السيسي قائد الأمم العربية والإسلامية والإفريقية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً