كشفت صحيفة نيويورك تايمز إن الكثير من المسيحيين حاولوا قراءة القرآن الكريم لكنهم عجزوا عن فهمه، جاء ذلك تزامناً مع عيد الميلاد المجيد التي تحتفل به الكنائس الغربية اليوم.
وأوضحت الصحيفة أنها قد أطلعت على عدة ترجمات للقرآن على مر السنين، فوجدت نفسها تائهة في أرض إسلامية،قد يبدو القرآن كتابًا قصيرًا، لكنه ليس كتابًا يمكن للمرء قراءته خلال بضع ساعات.
لكنها تمكنت من دراسته أخيرًا عبر عدة تراجم كجزء من بحث تجريه عن حياة النبي محمد،وقالت إن معظم من قرؤوا الكتاب المقدس لدى المسلمين أخرجوا المعاني عن سياقها تمامًا؛ بل واخترعوا أمورًا غير حقيقية، مثل فكرة مكافأة المؤمن بـ72 من الحور العين في الجنة، التي لم ترد في القرآن.
وتساءلت الصحيفة ماذا يحدث عندما يقرأ مفكر كاثوليكي بارز مثل جاري ويلز القرآن؟، وترد بأن النتيجة مذهلة، ولكن لا يعكس عنوان كتابه الأخير "ما يعنيه القرآن ولماذا هو مهم" هذا الأمر.
تقول الصحيفة إنها تعتقد أن العنوان المعيب للكتاب وُضع لأغراض تسويقية للربط بينه وبين كتب ويلز السابقة عن الكتب السماوية المسيحية واليهودية، ولكن الصحيفة تشير إلي أن قراءته للقرآن كانت للسياسة،إذ هاجم الجهل الديني والعلماني الذي أدى إلى غزو العراق، إحدى أطول حروب أمريكا الخارجية.
كما أن الكتاب يتحدث عن نوع ثالث من الجهل "جهل الخوف" الذي يظهر في صورة "العداء للمسلمين"، وهو ما يذكرنا بالهستيريا المناهضة للشيوعية في الحرب الباردة.
ويقول ويلز في كتابه التي نقلت الصحيف مقتطفات عنه "تسيطر ثقافة الصحراء على القرآن، ولم يمتدح أي كتاب مقدس المطر أو المياه عمومًا مثل القرآن".
فبينما وصف الإنجيل الجنة بأنها "مثال حضري"، وصفها القرآن بأنها "واحة الواحات"، تمتلئ بأنهار العسل، وتجري من تحتها الأنهار، وفيها الكثير من الينابيع.
ويضيف في كتابه في منتصف القرن الماضي، كانت هناك أغنية نسمعها في كل مكان، "ماء بارد" من غناء فون مونرو، وعندما قرأت القرآن، تذكرتها.
ويصف ويلز هذا الكتاب "بمحادثة أولى" لذلك فقد ابتهج عندما اكتشف أن كل شيء يتحدث في القرآن الكريم، بالنسبة إلى الله، فإن المعنى الحقيقي للخلق هو التواصل، إن القرآن كُتب بلغة ترميزية، إذ يتحدث الله لغة خاصة، تشكل الجبال والكلمات والينابيع مقاطعها، وكل شيء له مدلول.
في الواقع، لا يعني الجهاد "الحرب المقدسة" وإنما "السعي"، مثل السعي إلى عيش حياة أخلاقية، إن توصية القرآن الرئيسية حول العنف هي وضع قيود على استخدامه، و"الامتناع عنه كلما أمكن"، وفي الوقت الذي يشير فيه عدد قليل من الباحثين إلى الآيات التي تتعلق بالعنف، "فإن المضمون العام هو الرحمة والمغفرة، الذي يشار إليه كثيرًا"، هذا هو ما يسعى إليه القرآن، وليس الحرب.
ويؤكد ويلز أن المرأة وردت بإيجاز في ثلاث سور بالقرآن الكريم، كما تنوه ليزلي، ثمة شعور بالانزعاج والتردد يقبع هنا، وكليهما له ما يبرره، صحيح أن القرآن يدعو كلًّا من النساء والرجال إلى الاحتشام، لكنه لم يأتِ على ذكر الحجاب، ناهيك عن جعله فرضًا، كما أن مسألة تعدد الزوجات كانت ممارسة سائدة قبل الإسلام.
ويشير ويلز إلى أن كلا من التوراة والإنجيل والقرآن يمثل ديانة ما، ومن ثم فهي غير متجانسة، وكذلك المجتمعات التي تشكلت فيها، لكن الإساءة إلى المرأة لم ترد فيها؛ بل أكدت الكتب المقدسة الثلاثة على كرامة المرأة وقيمتها التي أوصى بها الله عندما خلقها.