اعلان

"عم طارق" يبيع الكتاكيت لأطفال المدارس.. "الواحد بـجنيه ونص وللعب مش للتربية" (صور)

كتب : عبده عطا

"أنا هربي الكتكوت، أنا هلعب بيه، حرام عليك ربنا مش هيسامحك"..انطلقت هذه العبارات البريئة من أطفال تتراوح أعمارهم مابين ست سنوات إلى تسع سنوات، اذ يلتف هؤلاء الأطفال حول عدة أقفاص بها مئات الكتاكيت، أمام مدرسة الأهرام الابتدائية بحي مساكن الضباط_ منطقة الرماية.كانت الساعة الحادية عشر صباحا، حينما كان يتدافع العشرات من الطلاب على شئ صعب تميزه، نظرا للتواجد الكثيف لهم، ولكن بتدقيق النظر، فإذا بشاب فى العقد الثاني من عمره يجلس خلف عدة صناديق بها"كتاكيت ملونة".الأمر قد يبدو فى ظاهره الرحمة، لكن يكمن فى باطنه العذاب، العشرات من الطلاب تركوا حصصهم من أجل أن يرتعوا ويلعبوا، أمام أعين الناظرين إليهم من المدرسين، فضلا عن شراء هذا الذي لا يعرف مصدره، ولا ما الذي يحمله فى جعبته من أمراض قد تودي بحياة هؤلاء الصغار إلى الدار الأخرة، فضلا عن تبديد الثروة الحيوانية."الكتكوت بجنيه ونص يا أستاذ" هكذا قال بائع الكتاكيت عندما رأني أراقب ما يحدث، على الفور سألته عن مصدره " بنجيبها من مصنع فى الفيوم، ولوعايز تروح تشوف المصنع تعالى".فى المقابل لهذا الشاب، يقف مجموعة من المعلمين على البوابة الرئيسيه للمدرسة يراقبون الطلاب، وهم يحملون الكتاكيت فى حقائبهم تارة، وفى أيديهم تارة أخري، كل ذلك يحدث أمامهم دون أن يتحرك لهم ساكن، أو علي الأقل أن يسألوا من يكون هذا الشاب.طفل لم يتجاوز الثمانية أعوام، يحمل فى يده علبة بها ثلاثة كتاكيت "اسمي محمد، وفي سنة تالتة ابتدائي، وبشتري الكتاكيت علشان أربيها"..وعندما سألته عن عدم حضوره فى المدرسه في هذا التوقيت قال: أنا استأذنت من المدرس علشان أنزل أشرب وخرجت، ومش هطلع الفصل تاني".إذا كان السعر الأصلي للكتكوت الواحد ثمانية جنيهات فلماذا يباع بهذا الثمن البخس؟.. سؤال طرحته على البائع، فأجاب-"الكتاكيت دي فرز ثالث، ووزنها مش بيبقي زي الفرز الأول، يعني آخرها كيلوا فى الوزن، وأنا ببعها للأطفال علشان يلعبوا بيها مش يربوها".واستكمل "أحمد طارق" الذي جاء من إحدي محافظات الصعيد من أجل العمل، ليستقر فى شارع عشرة بمنطقة الجيزة هو- وتسعة عشر شخص غيره قائلا: إحنا حوالي عشرين واحد، بنجيب من 50 ألف إلى 60 الف كتكوت يوميًا وبنوزعهم على بعض، وكل واحد بيروح منطقة علشان يبيع فيها".ويستطرد "طارق" احنا كنا رايحين مدينة أكتوبر علشان نبيع هناك لكن الأتوبيس عطل فى الطريق، نزلنا قدام المدرسه دي، وزي ما انت شايف كان معايا الف ونص كتكوت، ومش فاضل منهم غير الشوية دول".وكانت مصر قد أستوردت منذ مايقرب من ثلاثة أشهر، صفقة من "الكتاكيت الإنجليزية"، وكان الهدف من استيرادها، هو تطويرصناعة الدواجن والتوسع فيها، خاصة أن جدود الدواجن تشكل العمود الفقري لتطوير صناعة الدواجن من خلال إنتاج الأمهات وكتاكيت التسمين المخصصة للاستهلاك المحلى، بدلامن استيراد كتكوت التسمين وأمهات التسمين، حيث بلغ قيمة استيراد الجدة 40 دولار أي مايعادل 800 جنية مصري للكتكوت الواحد. كلفت هذه الصفقة مصر حوالي 25 مليون جنيه.ويعلق الدكتور سعيد سيد، رئيس شعبة الدواجن، على هذا الموضوع قائلًا، إن هذه الكتاكيت سردة الفرز، بمعني أنها لاتكون مطابقة للمواصفات من الناحية الطبية والوزن، حيث أن وزن الكتكوت السردة يكون 30 جرام، والذي من المفترض أن يكون 32 إلى35 جرام ليكون كتكوت سليم مئة بالمئة.وعن تحصين الكتكوت قبل بيعه، أكد رئيس شعبة الدواجن فى تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أنه من المفترض أن الفرخة الأمهات محصنة، وأيضا قبل أن تدخل البيضة إلى المفرخة من المفترض أيضا أن تكون معقمة، مشيرًا إلى أن الأمر إذا كان على غير ذلك فإن الكتكوت يموت بعد 24 ساعة، فضلا عن حمله بعض الأمراض مثل إنفلونزا وغيرها.وأرجع "سعيد" بيع الكتكوت بجنية ونص، إلى أن البيض قد يكون به مشكلة، كما يؤكد أن هذا الموضوع عبث، ولابد من معرفة المصدر، وماهية هؤلاء الناس، موضحًا ان هذا الأمر يكلف الدولة مبالغ طائلة لاسيما وأنه إهدار للثروة الداجنة بمصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية: مصر ترفض التصرفات الأحادية في الموارد المائية لدول حوض النيل