تعرضت مصر خلال ثلاث هجمات إرهابية تحمل بصمات "داعش"، بالتزامن مع هزيمة تلقاها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وفرار فلوله، بعد صفقة رعتها الولايات المتحدة، نحو مناطق عديدة، بينها سيناء المصرية.
هذا الفرار الداعشي من الجارتين سوريا والعراق نحو مناطق أخرى، بينها مصر، أكده الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في 24 أكتوبر 2017، بعد أربعة أيام من هجوم إرهابي استهدف عناصر أمنية في منطقة الواحات ،وأسفر عن مقتل 16 شرطياً.
-صفقة الرقة
عقب إعلان هزيمة "داعش" في سوريا والعراق، الشهر الماضي، أكدت تقارير إعلامية عن تسلل بعض عناصره إلى سيناء، عقب "صفقة الرقة"، التي أبرمت بين ما تسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" و"داعش"، برعاية أميركية، فيما عُرف بـ"صفقة الرقة" لتأمين خروج عناصر داعش منها.
ويشكل تنظيم "ب ي د" "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وهو ذراع منظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا، العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية".
كما حذَّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مصر في 5 ديسمبر الجاري،، من أن الإرهابيين الذين غادروا مدينة الرقة السورية برعاية أميركية، تم إرسالهم إلى مصر، لاستخدامهم في صحراء سيناء.
ووفق لصحيفة النيوزويك الأمريكية مختصين في الشأن العسكري والجماعات المتشددة فإن التمكين الأميركي لـ"داعش" من الانسحاب "الآمن" من معاقله يعتمد ثلاثة مسارات صعبة للتسلل إلى سيناء، وهي "التدفق البري مروراً بالأردن، والإنزال الجوي، والتسلل عبر سواحل سيناء".
وفي تطور لافت، تبنى "داعش" هجوماً بقذيفة "كورنيت"، يوم 19 ديسمبر الجاري، على مطار مدينة العريش، أثناء تواجد وزيري الدفاع والداخلية المصريين في المدينة، ما أسفر عن مقتل ضابط.
"صفقة الرقة"
عقدت في منتصف أكتوبر الماضي، بتنسيق أميركي واتفاق بين "بي كا كا/ ب ي د" و"داعش"، صفقة قضت بمغادرة عناصر التنظيم مع أسرهم الرقة، باتجاه ريف محافظة دير الزور السورية.
وأوائل الشهر الجاري، قال "طلال سلو"، الناطق المنشق عما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"،إن التنظيم سمح لإرهابيي "داعش" بالخروج الآمن ثلاث مرات بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وذلك من مناطق منبج والطبقة والرقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية "لم تسمها" قولها إن مسلحي "داعش" في سوريا يتدفقون إلى سيناء مروراً بالأردن ومنها إلى مصر، مرجحة أنه يتم نقلهم إلى إحدى دول الجوار، عبر طائرات حربية أو طائرات شحن معدات عسكرية، ومن ثم يتم نقلهم إلى مصر.
ولفتت المصادر، إلى إمكانية نقل المسلحين الفارين من الرقة، ضمن الصفقة، ويقدر عددهم بـ 700 مقاتل محملين بالأسلحة والذخائر، عبر الجو إلى مصر.
3 مسارات إلى سيناء
وتربط الصحيفة بين قدرة التنظيم على التسلل إلى سيناء وقدرته سابقاً على العمل في صحراء الأنبار والوصول إلى مناطق في الصحراء الأردنية وفي بادية الشام.
التسلل البري، ليس المسار الوحيد أمام داعش لاختراق سيناء، حيث إنها تتمتع بمناطق ساحلية تساوي نحو أربعة أضعاف الحدود البرية المحاذية لإسرائيل وقطاع غزة.
وتشير إلى أن المناطق البحرية المفتوحة بسيناء تُسهل عملية الإنزال البحري، بواسطة زوارق أو سفن تجارية أو أدوات أخرى".