قالت جمعية خيرية للصحة النفسية، إن مرض انفصام الشخصية لا يعني بالضرورة تعدد الشخصيات للفرد أو أنه يُصبح عنيفًا بشكل تلقائي، فهذا سوء فهم واسع النطاق لطبيعة هذا المرض.
وأجريت جمعية (ريثينك مينتال ايلنس) بحثًا على 1500 شخص، وأظهرت النتائج أن مرض انفصام الشخصية يسبب في الغالب هلاوس، مثل سماع أصوات، أو أوهام، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالحياة.
وأكدت الجمعية أن هذا المرض لا يجب أن يكون (بمثابة) كلمة بذيئة أو مصطلح (يُستخدم) للاساءة للأشخاص الذين يعانون منه،وحذرت الجمعية من أن مثل هذه الخرافات تنطوي على خطورة للشخص المصاب، ويعاني واحد من بين 100 شخص من مرض انفصام الشخصية في فترة حياتهم، لكن 45 في المئة ممن أجريت عليهم الدراسة يعتقدون أن هذا المرض أكثر شيوعًا بكثير.
واعتقد نصف الأشخاص الذين خضعوا للدراسة خطأ أن هذا المرض يتميز بتعدد الشخصيات للفرد، بينما رأى 25 في المئة من هؤلاء أن هذا المرض يؤدي بالتأكيد إلى سلوك عنيف.
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، حسبما أوضحت حملة جديدة اطلقتها"ريثينك مينتال ايلنس"وتقول الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا بموقعها الإلكتروني إنه ليس صحيحًا أن شخصًا يعاني من الفصام قد يبدو طبيعيًا تمامًا في لحظة ثم يتحول إلى شخصية أخرى في اللحظة التالية،وبالرغم من أن هناك خطورة أكبر لاكتساب الشخص سلوكًا عنيفًا إذا كان يعاني من انفصام الشخصية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يُصبح هؤلاء الأشخاص خطرين.
وبالمقارنة فإن المخدرات وإدمان الكحول يسببان عنفًا أكثر بكثير،وأوضح أطباء نفسيون أن الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية يكونون على الأرجح عرضة للضرر من الآخرين أكثر من كونهم مصدرا للضرر.
ويمكن أن يؤثر انفصام الشخصية على طريقة تفكير وشعور وسلوك الأشخاص،ومن الشائع أن يعاني مرضى انفصام الشخصية من الهلوسة، وفي الغالب يسمعون أصواتا قد تبدو لهم حقيقية تمامًا، ويكون لديهم النزعة للانتقاد والإساءة، لكن كل ذلك يكون في عقولهم.
وقد يعاني هؤلاء من الأوهام، وهو ما يعني أنهم يعتقدون بحقيقة شيء ما تمامًا ويشعرون بأنه لا يوجد أشخاص آخرون على الإطلاق لديهم نفس الشعور.
وتشمل الأعراض التي يشتمل عليها مرض الانفصام، الاكتئاب وفقدان التركيز والشعور بعدم الارتياح تجاه الآخرين، ويعاني بعض الأشخاص من مشاعر ألم داخلية،وأوضحت الجمعية،أن هذا المرض يمكن أن يؤثر على جوانب أخرى من الحياة أيضا. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية يموتون قبل باقي الأشخاص بمدى زمني يتراوح بين 15 إلى 20 سنة في المتوسط
وهناك فقط 8 في المئة ممن يعانون من هذا المرض ويرغبون في العمل لديهم وظائف بالفعل حاليًا.
وقالت الجمعية إن هذا يعود إلى أن مشاكل الصحة البدنية غالبًا لا تُرصد أو أنها تعزى إلى مرض نفسي، وأن الآثار الجانبية للعلاج قد تسبب مضاعفات.