أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن التجارة والبيع والشراء وما شابهها من معاملات بين المسلم والمسيحي من الأمور الجائزة شرعًا، والتي لم تحرمها الشريعة الإسلامية كما يدعى البعض.
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن التعامل بين المسلم وغير المسلم في الوطن الواحد شيء إنساني وفطري، وهو مشروع بين الجميع أيًّا كانت أجناسهم أو معتقداتهم، والإسلام الذي هو دين السماحة والمودة والإحسان أمر أتباعه بحسن المعاملة مع جميع الناس سواء كانوا من أبناء وطنه رفقاء أفراحه وأتراحه، أو من أبناء الدول الأخرى.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام لا يُفرِّق في وجوب حُسن المعاملة بين المسلم وغير المسلم، وسواء كان غير المسلم مسيحيًّا أو يهوديًّا أو مشركًا أو مجوسيًّا، وذلك مصداقًا لقول الله تعالى في سورة النحل:،"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، وللحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضى الله عنهما - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء"، ومن كل ما سبق يتضح لنا وجوب التعامل مع الجميع بالحسنى وهذه هي سماحة الإسلام ويسره.
وتأتي فتوى جواز التجارة والبيع والشراء وما شابهها من معاملات بين المسلم وغير المسلم، ضمن الحملة التوعوية التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: "شركاء الوطن"، وذلك تزامنًا مع بدء احتفالات الإخوة المسيحيين بأعيادهم؛ وذلك لترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد؛ بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح، وإبراز تعالميه السمحة التي شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب، وتفنيد جميع الشبهات التي يثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددون ضد الإخوة المسيحيين، وما شابه ذلك من مزاعم وادعاءات الإسلام منها بريءٌ.