اندهشت كثيرا من الإطراء والثناء الذي ناله المحامي الشهير فريد الديب، بعد الإعلان عن استعداده للدفاع عن المناضلة الفلسطينية عهد التميمي، المعتقلة حاليا في سجون الاحتلال.
وعلى الرغم من شهرة الديب واعترافي بأنه محامٍ شاطر يشبه الحاوي في طريقة دفاعه عن موكليه، إلا أنه لا يصلح، في رأيي، للدفاع عن هذه الفتاة الصغيرة في السن الكبيرة بنضالها من أجل القضية الفلسطينية ونصرة القدس.
فالمحامي الشهير، لمن لا يعرف، هو من قام بالدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، قبل ذلك، وتقاضى أتعابا ضخمة مقابل الدفاع عنه.
وأذكر أن موشيه ساسون، السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة، تحدث عن فريد الديب صراحة في إحدى صفحات مذكراته قائلا: «حصل على أتعاب كريمة مقابل الدفاع عن عزام عزام».
وفي حوار سابق لي طرحت على الديب هذا السؤال: لماذا تقبل الدفاع عن جاسوس إسرائيلي ولماذا لا تقبل سوى القضايا المثيرة للجدل؟. وأجاب أنه كأي محامٍ ينظر إلى جميع القضايا نظرة واحدة وقضية عزام عزام كأي قضية يطلب منه نظرها والدفاع فيها.
ويبدو أن الديب يبحث عن الشهرة دائما، ويختار بعناية القضايا التي تساعده على ذلك، وهنا أعود إلى قضية عزام عزام، فعلى الرغم من ظهور رسالة موقعة من 12 محاميا آخر، أعلنوا فيها أن مرافعة الديب للدفاع عن عزام هي خيانة للوطن، وتلويث للسمعة النضالية لنقابة المحامين المصرية، وطالبته الرسالة بالانضمام للحملة ضد الجاسوس وأن النقابة قد تتخذ اجراءات عقابية بحقه إن أكمل دفاعه، إلا أن الديب لم يعر انتباها لهذه الرسالة وهذا التهديد واستمر في مرافعته عن الجاسوس الإسرائيلي وفي النهاية خسر القضية وخسر زملاءه.
والمتابع للسيرة الذاتية للمحامي الشهير يجد عددا من المفاجآت، أبرزها أنه حفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب، وأنه أُدين في مذبحة القضاة عام 1969، وتم استبعاده و127 قاضياً وعضواً للنيابة، وعمل بعدها بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية حيث المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة وبدأت رحلته في المحاماة منذ عام 1971.
والديب يختار بعناية موكليه، يكفي أن نعرف أنه ترافع في العديد من قضايا الشخصيات البارزة في المجتمع، من بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ ومحمود السعدني وإبراهيم سعدة ومصطفى أمين والدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون والدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد، والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفي عبده ومدحت صالح، ورجل الأعمال حسام أبوالفتوح وعلية العيوطي، وهو أيضاً محامي عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها أسرته ضد صحيفة العربي الناصري التي اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة، كما أنه محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي.
في النهاية، يجب أن أقول للديب: «عفوا يا أستاذ فريد.. عهد التميمي مش عزام عزام».
حمى الله مصر وشعبها من كل سوء