اعلان

أصابع الاتهام تشير لـ"ترامب".. هجوم كنيسة مارمينا بعد ساعات من تقرير الكونجرس حول اضطهاد الأقباط.. صحيفة بريطانية: أمريكا تضغط علي مصر للتنازل عن ريادتها في الشرق الأوسط.. ونائب يحمل واشنطن المسؤولية

كتب : سها صلاح

أصبح مسلسل تفجير الكنائس في مصر يعتمد شعار "القبضة الدامية"؛ فبالرغم من أن السيناريو واحد في كل مرة، بدءًا من تفجير كنيسة القديسين وحتى الآن، إلا أن "الإرهاب" لا يقوم بالتجديد، ففي كل مرة يقوم مجهول بزرع قنبلة داخل كنيسة، أو يقوم مجهول بتفجير نفسه، وإطلاق نار عشوائي سيناريو يتكرر بلا إضافات.

ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هل أسلوب واحد لكل الجماعات الإرهابية أم أن هناك عقل يحرك كل تلك العمليات الإرهابية خاصة التي تستهدف أقباط مصر، الإجابة هنا واضحة فمعظم العمليات الإرهابية التي استهدفت المسيحيين خرجت امريكا إما بالتحذير من حدوث تلك العمليات أو بالدفاع عن ما تزعم بأنهم الأقلية المضطهدة في مصر.

فقبل هجوم المنيا بيومين حذرت الخارجية الأمريكية من هذا الهجوم الإرهابي، وعقب الهجوم أدانت السفارة الأمريكية بالقاهرة، الهجوم الذي استهدف حافلة للأقباط في محافظة المنيا وأسفر عن مقتل 28 شخصا وإصابة 24 آخرين، بينهم أطفال ونساء. وكانت السفارة وجهت تحذيراً لرعاياها في مصر من تهديد إرهابي.

وقبل هجوم كنيسة حلوان بأسبوع خرج علينا الكونجرس الأمريكي، يوم الجمعة الماضية، ليثير قضية مزعومة تحت عنوان مشروع قانون لحماية الأقباط في مصر و الذي أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والكنسية في البلاد.

طالب القانون بربط المعونة لمصر باتخاذ الحكومة خطوات جادة؛ لضمان المساواة بين المسلمين والأقباط، وإنهاء تهميش الأقباط في المجتمع المصري.

وجاءت مناقشة هذا القانون بالتزامن مع اعتداء على كنيسة في مدينة أطفيح بالجيزة، وأصيب فيه عشرات الأشخاص.

وتقول صحيفة الأندبندت البريطانية أن ما تفعله الإدارة الأمريكية واضحاً فهذا القانون يعتبر تدخل أمريكي في الشأن الداخلي المصري.

وأكدت الصحيفة أن امريكا تحاول بتلك الأفعال محاولة عقاب مصر على تصويتها في مجلس الأمن ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لتأكدها أن مصر ليس لديها فرق إذا قدمت لها امريكا المساعدات أو قطعتها كما هددت للدول المصوتة ضدها في مجلس الأمن، فلم تجد أمامها إلا الإرهاب المستمر الذي تراعاه لتخرج بالدفاع عن حقوق الأقباط في مصر ثم تقوم بالتحريض علي قتلهم بأذرعها الإرهابية في الجماعات الإسلامية.

ويعد مشروع القانون مقدم من منظمة التضامن القبطي في امريكا عبر ستة أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ لتسليط الضوء على "محنة الأقباط، والدعوة لدعمهم"، وأكد "ازدياد التعصب الطائفي والهجمات الإرهابية ضد الأقباط في مصر"، وتمت إحالته إلى لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس لمناقشته.

وبحسب نص القانون، المنشور على الموقع الإلكتروني للكونجرس، فإن الأقباط يواجهون تمييزا شديدا في كل من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المستويات العليا في الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ووزارة الخارجية، باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وأشار القانون إلى أن الأقباط كانوا ضحايا العديد من الهجمات المسلحة من قبل جماعات إرهابية، على رأسها تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى أن الأقباط كانوا أهدافا لاعتداءات مجتمعية أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات وتدمير الكنائس، وأن مرتكبي هذا العنف نادرا ما يعاقبون، ما دفع نسبة من الأقباط إلى الهجرة.

ولفت مشروع القانون إلى أن قانون بناء الكنائس أصدره البرلمان العام الماضي، لكن الأقباط حتى الآن يواجهون أعباء كبيرة تمنعهم من بنائها.

وأكد مشروع القانون أن جزءًا كبيرًا من الأزمة سببه التعذيب وسوء معاملة المعتقلين في السجون، الذي يشجع هؤلاء المعتقلين فيما بعد على الانضمام للجماعات الإرهابية التي تظهر الكراهية للأقباط وتستهدفهم.

-خطة ترامب الشيطانية

قال الباحث في مؤسسة "كارنيجي"، بيري كاماك للصحيفة البريطانية ،إن هذا القانون يتوافق مع خطة "ترامب" التي أعلنها من قبل بشأن الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، وكشفها نائبه مايك بنس، في أكتوبر الماضي، حيث أعلن سحب تمويل واشنطن للأمم المتحدة، وتحويله لدعم "الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط والمنظمات الدينية الخاصة"، كما أنه يتوافق مع خطته للضغط علي مصر للتوقف عن رعاية المبادرات و المصالحات في الشرق الأوسط ابتداءاً من فلسطين مروراً باليمن و سوريا و ليبيا.

وأوضح "كاماك"،أن ترامب يواصل تنفيذ وعود الانتخابية بدعم اليهود، ونقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ودعم مسيحيي الشرق الأوسط، ولكن ليس لنصرتهم بل لهدف أكبر لديه وهو إتمام "صفقة القرن" التي تقف مصر عقبة أمامها، مشيراً إلى أن خطة ترامب ستؤدي إلى خلق اضطرابات في الشرق الأوسط، لكنه لا يبالي بهذا في مقابل الحصول على دعم المتطرفين الأمريكيين.

وأكدت الصحيفة أن واشنطن طالما استخدمت ورقة حقوق الإنسان؛ للضغط بها على النظام المصري طوال العقود الماضية، لكن الرؤساء المتعاقبين كانوا يمنعون تحويلها إلى قرارات حقيقية؛ لأن مصر دولة مهمة للأمن القومي الأمريكي، مضيفة أن الوضع الآن اختلف كثيرا؛ لأن إدارة ترامب يتوقع منها أي تصرف غير رشيد.

-كيف يختار الإرهاب كنائسه المستهدفة

عامل القوة الذي يريده الإرهاب دومًا هو حدوث أكبر صدى متاحًا لعملياته المتكررة، فيختار التوقيت بعناية، دومًا يكون هناك عيد أو تجمع لكي يقوم بتفجيراته، وهذه هي النقطة التي لفتت إليها الصحيفة البريطانية .

حيث يوجد ثلاثة معايير لتحقيق هذا الهدف وهي: الرمزية، والتوقيت، والتجمع، فبناء علي العوامل الثلاثة السابقة يقوم الإرهاب باختيار مستهدفاته من الكنائس التي يحدد إحداث عملياته بها، فكلما كان للكنيسة رمزية أكبر في نفوس عموم المصريين عمومًا، والأقباط خصوصًا كان هذا أفضل، العامل الثاني هو التوقيت فهم يختارون دومًا أكثر الأوقات إيلامًا، مثل أوقات الأعياد، بالإضافة إلي ضمان وجود التجمع؛ لأن هذا ما سيضمن عددًا أكبر من الضحايا الذين يمكن قتلهم أو إصابتهم.

-نائب برلماني مصري يحذر من ارتباط مذكرة الكونجرس بعمل إرهابى فى عيد الميلاد

انتقد النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، المذكرة التى يناقشها الكونجرس الأمريكى بشأن مزاعم اضطهاد الأقباط فى مصر، مبديا تخوفه من أن تكون مناقشة تلك المذكرة فى هذا الوقت بداية لأحداث إرهابية تشهدها البلاد خلال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

وأضاف "الغول"، خلال جلسة الاستماع التى تنظمها لجنتا الدفاع والعلاقات الخارجية اليوم الأربعاء، بشأن تداعيات القرار المعروض على الكونجرس وأوضاع الأقباط، بحضور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات، قائلا: "أخشى حدوث عمليات إرهابية مع احتفال الأقباط بعيد الميلاد، وأحذر وأنبه الأجهزة الأمنية المعنية مما قد يحدث من أعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً