قال مسئول الإعلام في الجبهة الوطنية العريضة السودانية المعارضة، عبد الواحد إبراهيم، إن توتر العلاقات بين مصر والسودان على خلفية قضية حلايب وشلاتين، الهدف منها وصول الإخوان إلى حكم مصر، وهذا يتطلب من الحكومة المصرية إعادة النظر في طريقة التعامل مع نظام البشير وإلا ستخسر على كل الجوانب، لإن البشير لا يهمه حلايب أو شلاتين ولا حتى السودان، فهو ينتمي لفكر لا يعترف بقدسية الوطن والأرض.
ولفت إبراهيم، النظر عن التقارب والتحالف بين تركيا والسودان الذي اتضح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للسودان ولقائه مع نظيره عمر حسن البشير، والاتفاق على منح جزيرة سواكن السودانية لتركيا، قال إبراهيم في حوار مع صحيفة "الراكوبة" السودانية، إن رجب طيب أردوغان تربطه علاقات إيديولوجية مع النظام الحاكم في الخرطوم، وكلها أنظمة ترتبط بتنظيم الإخوان المسلمين الدولي وإن كان التنظيم يستخدم عناوين مختلفة في كلا البلدين، لكن في النهاية جميعها أحزاب عقائدية تتبع مركز واحد ومرشد واحد، يدار بطريقة أشبه بالفيدرالية وعلى الصعيد الدولي، يعملون جميعًا من أجل بناء المركز الواحد "الخلافة الإسلامية" ويرى عموم الأتراك أحقيتهم في النفوذ إن لم يكن في استعادة الخلافة الإسلامية.
وأضاف السياسي السوداني المعارض، تبدلت الأحزاب الإسلامية فى تركيا في أشكالها وأسماءها من "أربكان" و"أردوغان" ولكنها جميعها تتحرك لأجل غاية واحدة النفوذ واستعادة "الخلافة" يتحركون في الشرق العربي وحتى البلاد العربية في أفريقيا ويسعون إلى التمدد حتى غرب إفريقيا، وأردوغان صاحب طموح كبير ومشروع توسعي، الطموح له شخصيًا بينما المشروع تركي أصلا.
واشار إلى أن زيارة رئيس تركيا إلى السودان تأتي في هذا الإطار للاستفادة من التموضع الجيوبولتيكى للسودان لمحاذاته إفريقيا جنوب الصحراء ثم دول الساحل وغرب ووسط إفريقيا وتمدده على سواحل البحر الأحمر المطلة على دول الخليج العربي، ومن الجنوب مصر أكبر وأهم دولة عربية، هذه الميزة أراد أردوغان أن يستغلها في توطيد قدرته بالتأثير على الخليج من جهة ومصر من جهة أخرى.
وفيما يتعلق بتنازل السودان عن جزيرة سواكن للجانب التركي، قال إبراهيم إن الرئيس التركي يسعى في قرارة نفسه لاستعادة الأمجاد العثمانية في منطقة البحر الأحمر، أما مشروع تطوير موانئ السودان فلو أنه أسند إلى شركات أخرى غير تركية أو حتى تركية من خلال هيئة السياحة والآثار كان يمكن أن يكون طبيعيا.
ولكن أردوغان يريد أن يطور المدينة الأثرية بهدف إعادة مجده العثماني، ولكن زيارة رئيسي أركان الجيشين التركي والقطري بالتزامن مع زيارة أردوغان أمر جعل السودانيين يشعرون بالقلق والتوتر من دخول الخرطوم في محاور ليس لنا فيها مصلحة كشعب ودولة، هذا الأمر عبرت عنه أطراف إقليمية عديدة؛ بشكل رسمي مصر والإمارات وبشكل غير رسمي المملكة العربية السعودية من خلال وسائل الإعلام، وبالتالي ترميم آثار جزيرة"سواكن" كان يمكن أن يكون مفهوما لو تم بين هيئات السياحة للبلدين"السودان-تركيا"، لكنه جاء في ظل رمال إقليمية متحركة وإرهاب ينتشر في كل ربوع الوطن العربي وبين نظامين على علاقة تاريخية بكل تلك الجماعات الإرهابية مما أثار نوعا من المخاوف.
وتطرق السياسي السوداني المعارض في حواره مع الراكوبة إلى العلاقات بين بين السودان وقطر، مشيرا إلى أنها لها طابع إيديولوجي، حيث عاشت مجموعات كبيرة من قيادات الإخوان من مصر والسودان في قطر منذ فترة السبعينات، وهذا أدى لتأثر صناع القرار في الدوحة بفكر التنظيم، بل وصل الأمر لدخول أمراء من قطر في التنظيم الدولي، ونحن نرى أمير قطر تميم بن حمد وهو يقبل رأس القرضاوي، مما يعني أن لجماعة الإخوان مكانة كبيرة في قطر ويتلقون منها دعمًا كبيرًا منها.