قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن الاعتداء على دور العبادة وقتل من فيها فساد في الأرض ومخالف لما جاء به الإسلام، وحكمه حرام شرعًا بل إن هذه الأفعال بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، والشريعة الإسلامية أمرت بالمحافظة على الضرورات الخمس التي أجمعت كل الملل على وجوب المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال.
وأشار المركز إلى أن الأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة، وإن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، وقال تعالى "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة/32).
وأضاف أنه لا يصح شرعًا أن توصف مثل هذه الأعمال العدوانية بالجهاد، والجهاد في الإسلام شُرع لرفع الطغيان ودفع العدوان، وقال الحق جل وعلا " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (البقرة/190)، وقال تعالى أيضًا " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا "(النساء/75).
بالإضافة إلى أن الإسلام الحنيف كفل لأهل الكتاب الحرية في ممارسة شعائرهم، فلا تهدم كنائسهم، ولا تكسر صلبانهم، بل تحفظ عليهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويُتركوا وما يدينون، ومما يدل على هذا ما جاء في كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأهل نجران "لنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبًا عن رهبانيته" (طبقات بن سعد287/1)
ومن ذلك أيضًا ما كتبه رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أهل أَيْلَةَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُوحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ، وَلِسَيَّارَتِهِمْ وَلِبَحْرِهِمْ وَلِبَرِّهِمْ، ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ كُلِّ مَارِّ النَّاسِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ "[الأموال لأبي عبيد : كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ أَيْلَةَ].
وأوضح المركز أن آلاف الصفحات من التاريخ تدل على هذا، فدين الإسلام دين الرحمة والإنسانية والسلام؛ لافتا إلى أنه ولما سبق يتبين بلا ريب أن الإسلام برئ من كل اعتداء ينسب إليه زورًا وبهتانًا.