كشفت صحيفة يدعوت أحرنوت عن تقييم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، التي أكدت أن فرص وإمكانية التصعيد والمواجهة ستزداد خلال العام 2018، وذلك على الرغم أنه مع نهاية العام 2017، فإن احتمالات اندلاع حرب تكاد تكون قليلة، ولكن احتمال حدوث تصعيد من حادث معين سيزداد بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لتقدير الاستخبارات لعام 2018.
ووفقاً للتقديرات الاستخباراتية لعام 2018، فأنه بعد عام على انتهاء الحرب الأهلية في سورية، وبعد هزيمة تنظيم "داعش"، وعلى ما يبدو بعد عام من الصراع لمحمود عباس للبقاء بالحكم بالسلطة الفلسطينية، لا تزال احتمالات اندلاع حرب تقترب من الصفر، لكن من ناحية أخرى، فإن احتمال التصعيد الذي يتطور من حادث معين يرتفع بشكل كبير، حيث "لا يوجد لأي طرف نية لبدء الحرب"، حسب الاستخبارات العسكرية.
وفي اليوم الأول للعام 2018، سيقدم غدًا الإثنين، تقديم تقييم الاستخبارات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلي إلى منتدى هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي، والأسبوع القادم سيقدم التقييم إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت".
ويتبين من تقييم الاستخبارات العسكرية، أنه لا يوجد أي عنصر أو جهة في المنطقة يعتزم بدء الحرب مع إسرائيل، ليس سورية أو حزب الله على الجبهة الشمالية، ولا حماس في قطاع غزة.
ومع ذلك، فإن احتمال التدهور والتصعيد نتيجة لحدث معين سيزداد بشكل ملحوظ في العام 2018، وقد يحدث ذلك بعد تعرض نفق في غزة أو بعد عملية هجومية نسبت إلى إسرائيل في سورية.
وإذا كان الطرف الآخر قد حرص حتى الآن على عدم الرد، فإن فرص ذلك ستزداد، وقد تتطور إلى تبادل ضربات تستمر لعدة أيام، بل وما بعدها.
وحسب تقديرات الاستخبارات، إنه سيتعين على إسرائيل أن تختار بعناية أكبر الأهداف التي ستعمل ضدها في العام 2018، وفي حالة التدهور، اتخاذ تدابير من شأنها أن تحول دون تفكيك الأدوات أو الدخول لحرب شاملة.
وفي هذا السياق، تعلق الاستخبارات العسكرية أهمية كبرى على القيادة والإعلام الإسرائيليين، اللذين ستؤثر طرائق التعبير فيهما تأثيرا مباشرا على أعمال الجانب الآخر أيضا.
وسيستمر عام 2018، بمقولة " اليوم التالي"، وهو العام الذي سيتم خلاله إعادة تشكيل الاتجاهات الرئيسية في المنطقة، وستكون هذه هي السنة التي تلت الحرب الأهلية في سورية التي ستؤثر على وضع نظام الأسد وحزب الله وإعادة تنظيمه، وكذلك سنة بعد هزيمة "داعش" وإمكانية صعوده في أماكن أخرى أو ظهور عنصر "متطرف" جديد تحته، وبعد سنة من بعد أبو مازن الذي سيكثف النضال من أجل البقاء بالحكم في السلطة الفلسطينية، وبعد عام من خطاب ترامب حول البرنامج النووي الإيراني.
ورجحت الاستخبارات العسكرية، أن لإسرائيل تأثير كبير على كل هذه العمليات. وترى المخابرات العسكرية بقلق عمليات تعزيز القدرات والقوة في لبنان وغزة، وتشير إلى أنها إمكانات محتملة من شأنها أن تدفع بالأطراف نحو التصعيد. وهذا على خلفية تصميم حزب الله وحماس على تعزيز القدرات والقوة، وتصميم إسرائيل الموازي على منع ذلك.
-توقعات أمنية إسرائيلية للعام 2018
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن العام 2018 قد يحمل معه تصعيدا أمنيا وعسكريا في جبهاتها مع سورية ولبنان وقطاع غزة. وتتحسب هذه التقديرات من توجهات الولايات المتحدة نحو سحب أرجلها من منطقة الشرق الأوسط وتركيز اهتمامها على كوريا الشمالية
وتشكك الاستخبارات العسكرية ما إذا كانت إسرائيل سوف تتنازل عن هذا، خوفا من أن الأسلحة التي يتم نقلها حاليا إلى لبنان أو غزة سوف تستخدم ضدها في السنوات المقبلة.
وكجزء من هذا، قد يطلب من إسرائيل إعادة النظر وتقييم الحصانة الممنوحة للبنان في السنوات الأخيرة من الهجمات على أراضيها. هذا بحال كثف حزب الله من جهوده لتصنيع الأسلحة على الأراضي اللبنانية، بدلا من المخاطرة بالهجوم على سورية كما هو الوضع حتى الآن.
وتقدر الاستخبارات العسكرية أن إيران ستواصل جهودها لتأسيس وتعزيز قوتها ونفوذها في المنطقة، على الرغم من أنها تتعارض مع خططها، فإنها تتوقع عددا قليلا من التحديات على الطريق.
فروسيا ستنافس إيران لإعادة إعمار سورية فهذه المشاريع الاقتصادية من المتوقع أن تكون بمثابة أعباء على طهران، فيما تخشى سورية من دفع ثمن النشاط والوجود الإيراني فوق أراضيها خاصة من طرف إسرائيل.
كما أن إيران، حسب التقديرات الاستخباراتية، تواجه تحديا في القضايا الداخلية، ويراقب مراقبو المخابرات المظاهرات التي جرت في الأيام الأخيرة في المدن الكبرى في إيران، حيث يتم الإعراب عن احتجاج على الميزانيات التي يتم تحويلها إلى سورية ولبنان على حساب تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
ويذكر التقييم الاستخباراتي أنه في عام 2018 من المتوقع أيضا أن تستفيد إسرائيل من التفوق الاستراتيجي. وسيتعين وفقا للتقديرات والتقييم، على إسرائيل تنسيق التحركات ليس فقط مع الولايات المتحدة ولكن أيضا مع روسيا، وبدرجة أقل مع الدول الهامة في أوروبا ومع الدول العربية "السنية المعتدلة" البارزة في المنطقة، والتي قد تتعاون معها في كبح الاتجاهات السلبية في المنطقة، وخاصة إيران، على حد تعبير الاستخبارات العسكرية.
وتعتقد المخابرات العسكرية أنه لا يوجد خطر على الأنظمة العربية في المنطقة في الوقت الحاضر، وأن مصر تواجه قدرا معينا من القلق، الأمر الذي يصعب عليه مواجهة التحدي الذي يمثله تنظيم "داعش" في سيناء.
ففي الأشهر الأخيرة كان هناك تحول ملحوظ في حركة نشطاء "داعش" من سورية إلى سيناء، على خلفية هزيمة التنظيم بسورية وقوتها النسبية في سيناء.
ومعظم جهود "داعش" في سيناء توجه حاليا إلى قوات الأمن المصرية، لكن إسرائيل لا تستبعد إمكانية أن يقوم "داعش" في المستقبل شن هجوم نوعي ضد أهداف في إسرائيل.