"المرضى يصرخون والمسؤلين نائمون" حلقة جديدة من مسلسل الإهمال الطبي الذي تتصدر به عدد من المستشفيات الحكومية في وجه المرضى بمختلف أعمارهم، حالة من البؤس والتردى تسود المترددين على مستشفي ببا المركزى ببني سويف، حيث تتعالى صرخات المرضي ومرافقيهم من نقص شديد فى معظم التخصصات والكفاءات الطبية، خاصة أطباء القلب والعناية المركزة والمخ والأعصاب، فضلًا عن سوء حالة الأطعمة المقدمة للمرضي، غير أن هناك مخلفات طبية ملقاه تحت شروفات المستشفى، بالإضافة لإنتشار القطط فى طرقات الأقسام الداخلية فى مشهد يصفه المترددين على المستشفى بانه سلوك غير حضارى.
"التشخيص الخاطئ"
فى البداية يقول أحمد شعبان، أخصائي إجتماعي: أهالى مركز ببا يعيشون فى حالة من التأخر الصحى المستمر، خاصة فى ظل حالة النقص التى يعاني منها المستشفي المركزى من التخصصات الهامة مثل "أطباء القلب والعناية المركزة والمخ والأعصاب..الخ" ما يؤدى لإعتماد إدارة المستشفي على بعض الأطباء فى غير تخصصهم ينتج عن ذلك التشخيص الخاطئ لحالة المرضي ومن ثم علاج يخاطئ يتسبب فى تأخر حالة المريض.
"عجز فى التخصصات"
وأضاف على إمام، مهندس زراعي، قائلًا: على الرغم من توافر الأجهزة الطبية المتطورة الا انها لا تعمل بكامل طاقتها، لوجود عجز كبير فى التخصصات الطبية المؤهلة لتشغيل تلك الأجهزة، وهو ما يؤثر على الخدمة العلاجية والصحية، ناهيك عن حالة الإهمال واللأمبالاة التى يعامل بها العاملين بالمستشفي المرضي ومرافقيهم.
"هروب الأطباء"
وقالت نهي عبد السيد، موظفة، أن أطباء المستشفي يهربون لعياداتهم الخاصة، وغير ملتزمون بالتواجد فى نوبتجياتهم، فقد حضرت لمستشفي مع أبني منذ أيام ولخطورة حالة أبني تم إحتجازه بأحد الأقسام، وطلبوا منى الإنتظار لحين وصول الطبيب المتخصص، الذى لم يحضر لأكثر من 36 ساعة «كل ما اسأل على الدكتور المتخصص يقولوا جاى يا مدام أستنى» مشيرة إلى أنها استطاعت أن تستعطف أحد الأطباء، حيث قام بإحضار طبيب متخصص وتم الكشف على نجلها.
"مسكن للقطط"
وقال ياسر بهلول، طالب جامعي، أن مستشفي ببا كغيرها من المستشفيات الحكومية، حيث أصبح تردي الخدمة والإهمال هو الوضع المسيطر عليها، في ظل غياب الرقابة عن المستشفي التى أصبحت طرقاتها ملهى للقطط بالنهار ومسكن بالليل، بسبب إنتشار القمامة والمخلفات الطبية بغرفها، مؤكدًا أن المستشفي أصبح مكانًا مكان لتلقي الأمراض والعدوى، بدلًا من أن يكون مكانًا للعلاج والإستشفاء.
"نلجأ لبني سويف العام"
وأكد محمود جابر، موظف، أن نقص الأدوية والاجهزة الطبية يدفع عدد كبير من المرضى إلى التوجه إلى مستشفى بنى سويف العام،على الرغم من بعد المسافة بين المركز ومدينة بنى سويف والتي قد تصل إلى أكثر من 20 كيلو متر، فالأطباء لا يحملون إلا سماعة كشف، يقومون بتوقيع الكشف الطبى على جميع المرضى بتعدد مرضهم، مهما تفاوتت درجات خطورته، إلا أننا نلجأ إليها فى الحالات الطارئة مثل الكسور وحالات التوليد للسيدات.
"شيشة فى المستشفي"
وقالت مني سالم، معلمة، إن الاهتمام بالنظافة غير موجود أصلا، وأن القطط والكلاب الضالة أتخذت من طرقات وغرف المستشفي مسكنًا لها، مطالبة المسؤلين بالنزول من الكراسى التى يجلسون عليها، والقيام بدورهم الرقابي، مشيرة إلى أن متابعة الأجهزة الرقابية هو ما يفضح حالة الإهمال وتباعت: تواجدت فى إحدى هذه الزيارات المفاجئة وحينها عثُرت لجنة من إدارة مكافحة العدوى، على «شيشة» فى إحدى الغرف المغلقة بأحد الأقسام الداخلية بالمستشفى.
"الزيارات المفاجئة"
من جانبه قال عبدالناصر حميدة السعيطي، وكيل وزارة الصحة، أنه يتابع المستشفيات المركزية يوميًا بالزيارات المفاجئة، متابعًا: مستشفي ببا زرتها منذ أسابيع قليلة وطلب من إدارة المستشفى الإهتمام بغرفة العزل، وضرورة وجود كشف بأسماء النوبتجيات من الأطباء والممرضات، وعندما وجدت بعض المخالفات قررت إستبعاد مديرها السابق وتعيين الدكتور معتز الصيفي، مديرًا للمستشفى، الذي يبذل جهدًا من أجل تحسين الخدمة الطبية المقدمة للمرضي.
"واقعة الشيشة"
وعن واقعة العثور على شيشة بأحد أقسام المستشفي، أكد وكيل الوزارة، أن هذه الواقعة رصدتها لجنة من إدارة مكافحة العدوى، بالمديرية، في إحدى الغرف المغلقة بأحد الأقسام الداخلية بالمستشفى وتم تحديد المسئولين عن دخولها، وتم التحقيق مع إدارة المستشفى وأفراد الأمن الإدارى، بالشئون القانونية بالمديرية بشأن تلك الواقعة.
.