كشفت مجلة "أويل برايس" الاقتصادية الأمريكية في بداية العام الجديد 2018 عن السياسة الخارجية للسعودية، موضحة أبرز المخاطر التي قد تواجهها في العام الجديد مؤكدة أن قرارات وإجراءات وسياسات ولي العهد محمد بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى إندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو من كان "المحرك الرئيسي" للسياسة الخارجية السعودية، التي كان هدفها الرئيسي "توطيد قوي للمخيم العربي ضد كل من إيران وتنظيم الإخوان المسلمين".
وأكدت المجلة أن كل القرارات ركزت علي ذلك الهدف بدءاً من التدخل العسكري في اليمن و مقاطعة قطر و الضغط علي الحكومة اللبنانية .
وأشارت إلى أن كافة تلك السياسات أثبتت نتائج عكسية، ولم تؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط، أو تعزيز قدرات المملكة على تشكيل تحالفات جديدة، بل تسببت في زيادة أعداء السعودية.
وحدد التقرير ما وصفه بالمخاطر الثلاثة على السياسة السعودية الجديدة خلال عام 2018، والتي جاءت على النحو التالي:
أولا، الحلف الأوروبي الأمريكي:
وصفت المجلة أن الحلف الأوروبي الأمريكي مع لسعودية في الحرب على الإرهاب، يمكن أن يكون بمثابة خطر بالغ على الشرق الأوسط، لأن لكل من الأطراف المشاركة في الحلف وجهة نظر مختلف عن التهديدات في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ينظرون إلى الحرب على الإرهاب، بأنها تركز على ملاحقة الأفكار الجهادية والإرهاب، ولكن بالنسبة للسعودية، فهي ترى أن التهديد يتركز تقريبا على التأثير الإيراني.
وأوضح التقرير أن السعودية لا تظهر حرصًا مماثلاً على مكافحة التطرف بنفس الصورة التي ترغب بها الولايات المتحدة وأوروبا.
ثانيا: فشل المبادرات
أشار التقرير إلى أن القرارات والمبادرات الرئيسية للأمير محمد بن سلمان، فشلت، موضحا التقرير أن السعودية لم تتمكن من توطيد التحالف العربي، وفشلت كافة محاولاتها لتصعيد المواجهة مع قطر ولبنان وإيران، بالإضافة إلى زيادة أعدائها بصورة كبيرة، خاصة مع استمرار الحرب في اليمن.
ووصفت أن التحالف السعودي الإسرائيلي، لا يمكن أن يوصف بالشراكة، لأنه تحالف "غير موحد وغير منسق"، لأن الهدف الوحيد له هو مواجهة "الشيعة والإخوان المسلمين" في المنطقة.
وتابعت قائلة إن "القيادة السعودية جريئة في القرارات، التي يمكن أن تكسب دعما داخليا وخارجيا، لكنها لا تحاول تغيير النبرة مع إسرائيل، بسبب المشاعر المعادية لإسرائيل بقوة في المملكة والدول العربية".
ثالثا، التحديات الداخلية
اتخذ ولي العهد السعودي، عدد من القرارات الجريئة، التي تتجاوز تطلعات السياسة الخارجية الجديدة في السعودية، لكن الأزمة أنه يتخللها عدد من أوجه القصور في السياسات الداخلية والقرارات الجريئة داخليًا، مثل حملة مكافحة الفساد، التي يمكن أن تتسبب في انهيار المملكة.
واختتمت قائلة "قرارات وإجراءات وسياسات بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي".