"الموت لروحاني، الموت للديكتاتور، انسحبوا من سوريا وفكروا بنا".. هكذا انطلقت تلك العبارات كطلقات الرصاص مُدوية في سماء إيران، خرج المتظاهرون يملأون الشوارع والطرقات، نساءً ورجالًا وشبابًا، يُعلقون برؤسهم أعلام باللون الأخضر دُون عليها عبارت مناهضة للنظام.
بصوتٍ واحدٍ يصدحون: "لا غزة ولا لبنان حياتي لإيران"، يقبضون بكفوفهم يرفعونها لأعلى ويعاودا يزأرون بالميادين "الموت لروحاني.. الموت لروحاني"، يقفون أمام قوات الأمن والشرطة يلقونهم بالغاز، ليلتقط المحتجون الحجارة ويلقونها بوجوههم.
التظاهرات تجوب مُدن إيران
لليوم الخامس على التوالى، لا زالت الشوارع الايرانية متأججة بالصراعات بين المتظاهرين والنظام الذى يأبى الاستماع لمطالبهم، فنزل مئات الإيرانين إلى الشوارع محتجين على ارتفاع الأسعار، ممتعضين إثر انهماك الحكومة للتركيز على قضايا اقليمية، واستمرار سوء الأحوال الاقتصادية للبلاد.
نُظمت التظاهرات في عدة مدن يزد في الجنوب، وشاهرود في الشمال، وكاشمر شمال شرقي إيران، إضافة إلى احتجاجات في نيسابور قرب مشهد طهران.
دماء واعتقالات لليوم الخامس بـ "أرض طهران"
مع استمرار الاحتجاجات في المدن الإيرانية لليوم الخامس على التوالي، ارتفع عدد القتلى من المحتجين والقوى الأمنية يوم الإثنين ليصل إلى 20 قتيلا، 17 متظاهرا و3 من رجال الأمن.
استمرت محاولات الكر والفر ساعات متواصلة، يُطلق االأمن النيران والغاز المسيل للدموع لتفريقهم ويرد المحتجون بالحجارة.
القمع والتضييق ووأد الحريات
انتهج النظام سياسة القمع والتضييق والتمييز، أدت لقمع كافة الأصوات التي تعارضها في الداخل واغتالت الكثيرين في الخارج، ولم تقف عند هذا الحد، أغلقت الكثير من مواقع التواصل والصحف ووضعت النشطاء في السجون، ومنعت المرأة الحضور في الملاعب الرياضية.
لم تفلت دُور العبادة من سياسات إيران فنالت منها، ومنعت المواطن الإيراني من زيارة بيت الله الحرام للمواطن الإيراني وجعلته يفقد فرصة زيارة الحرمين الشريفين وذلك بالعام الماضي.
الأحوال المعيشية في إيران لا يرى أصحابها نُورًا
وأعلنت حكومة حسن روحاني، أن الإعانات النقدية المقدمة للفقراء والدعم النقدي عن 34 مليون شخص خلال العام المقبل سيتم إلغاؤها.
ورفعت "إيران" سعر الوقود بنسبة تصل إلى 50%، خلال موازنة العام المقبل، وسط تحذيرات من ارتفاع معدل التضخم بنسبة 1% جراء ارتفاع أسعار الوقود، في سبتمبر الماضي.
أعنت مؤسسة "بورغن" غير الحكومية والتي تعني بمكافحة الفقر حول العالم، عن تزايد نسبة الفقر في إيران وصل إلى مستويات قياسية في ظل استشراء الفساد الحكومي وهيمنة الطغمة الحاكمة على ثروات البلاد.
3.2 مليون عاطل بـ"إيران"
نشرت بعض التقارير الاقتصادية أن معدل البطالة في إيران تجاوز 14 في المائة، ويصل لنحو 60 في المائة في بعض المحافظات مثل كرمنشاه والأهواز، بينما يصل معدل التضخم أكثر من 12 في المائة، كما انخفض سعر صرف الريال الإيراني أمام الدولار يعادل نحو 40 ألف ريال إيرانى.
واستمرت "طهران" فى ضخ أموالها لخدمة نفوذها فى سوريا ولبنان والعراق بدلا من إنفاقها على شعبها.
40 مليون مواطن تحت خط الفقر
بديسمبر الماضى لعام 2017 أعلنت لجنة الخمينى الإغاثية الحكومية بإيران بوجود 40 مليون مواطن تحت خط الفقر.
وأكدت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن الفرقاء الذين تشملهم إعانة لجنة الإغاثة والجمعيات الخيرية لا يتجاوز 10 ملايين نسمة، وذلك هناك 20 مليون شخص ينهش بأجسادهم الفقر.
المجاعة تتفشى بـ"طهران"، في مارس لعام 2017.
وخرج يحيى آل إسحاق، رئيس غرفة التجارية المشتركة الإيرانية العراقية، مُعلنًا بتصريحات مُفاجأه عن وجود 45 مليون مواطن من مجموع 80 مليونا من سكان البلاد لا يملكون لقمة العيش، منوهًا بإن 60 بالمئة من المواطنين الإيرانيين لا يستطيعون إيجاد توازن بين دخلهم ونفقاتهم.
نظام الملالي يملك قمع الثورات
قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن ما يحدث بايران الآن هي ثورة غضب على الأوضاع التى وصلت إلى مرحلة من السوء مؤلمة.
وأكد "اللاوندي"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، نظام الملالي لا يمُكن إسقاطه بسهولة، إن "روحاني" يعرف كيف يُمكن قمع تلك المظاهرات.
وتابع: "التظاهرات في هذه المرة تختلف كثيرًا عن تظاهرات عام 2009، فقد خرج الممحتجون لأكثر من مدينة والتى تؤكد إلى مرحلة الاحتقان الشعبى التي يعانيها المواطنون"، والملالي سيستخدم حاشيتة لقمع أي ثورة تلمس كُرسي الُحكم، وهذا اتضح منذ بدأ الشرارة الأولى للثورة التي بدأت منذ خمس أيام، وانطلاق قوات الأمن في توسيع دائرة المعتقلين، وإطلاق الرصاص الحي بوجه المعارضين".
أمريكا في طريقها للانقلاب على إيران
وفي صدد آخر قال حسن أبو طالب، خبير سياسي، إنه بعد تظاهرات إيران وإعلان ترامب دعمة للثورة الإيرانية رُبما هذا ييدفعه لإلغاء بعض اتفاقيتها والتي أهمها الغاء الاتفاق النووي.
وتابع فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن أمريكا تملك فرض عقوبات دولية على إيران، كما إنها ربما تحمل نوايا خفية في قلب دول أوروبا على إيران، لذلك حرصت أمريكا على تسليط الضوء على التظاهرات ومدى تطورها منذ بدأها حتى الآن.