أحد نجوم القلعة البيضاء، الذين حفروا اسمهم في تاريخ النادي بحروف من نور، استطاع أن يكون أحد نجوم الفريق في أواخر التسعينيات، وحتى إعلان اعتزاله، قبل الانضمام للعمل ضمن الأجهزة الفنية المختلفة للفريق كمصري وحيد مع الأجانب، الذين تولوا مهمة تدريب الفريق الأبيض في السنوات الماضية، وحقق معهم نجاحًا كبيرًا، إنه «علاء عبدالغني»، الذي فتح قلبه لـ«أهل مصر» في حوار شيق.. إلى نص الحوار.
ـــ بداية، لماذا اختفى علاء عبدالغني عن الساحة مؤخرًا؟
بالعكس أنا متواجد دائمًا، بعد رحيلي عن نادي الزمالك رزقني الله بالعمل محللًا ضمن ستوديو «ستاد النيل» ضمن أساتذة كبار في التحليل، وفي النهاية هو ظهور إعلامي يتعلق بكرة القدم وهذا ما يهمني ألا أبتعد تمامًا.
ـــ هل تلقيت عروضًا للتدريب مرة أخرى عقب الرحيل عن الزمالك؟
لم أتلق عرضًا بشكل يناسبني ويناسب طموحاتي، خاصة أنني رحلت عن نادٍ كبير بحجم الزمالك، وبالتالي طموحاتي ستكون كبيرة في تولي مهمة تستحق، لذلك كنت أتلقى عروضًا ليست على المستوى.
ـــ ماذا عن مستقبلك التدريبي؟
أجهز لخطوة مهمة في الفترة المقبلة وفارقة في مسيرتي التدريبية، أتمنى أن تكلل بالنجاح وتتم خاصة أنها خطوة ليست ضعيفة ولا تقل عن الأهلي والزمالك إطلاقًا.
ـــ ما تقييمك لتجربتك في نادي الزمالك؟
تجربة ناجحة للغاية، أحمد الله عليها كثيرًا، رحلت عن النادي ثم عُدت له وكرمني الله ببطولة معه، لم أخفق في فترتي مع الأبيض، خاصة أنني توجت معه ببطولة الدوري بعد غياب وثنائية كأس مصر، في فترة تولي البرتغالي جوسفالدو فيريرا، وعملت مع جميع الأجانب الذين تولوا تدريب الزمالك، لأنني أخدم النادي بشكل مميز.
ـــ هل ترى أن هناك تحاملا عليك عقب رحيلك من جهاز إيناسيو؟
بكل تأكيد.. أنا لم أكن صاحب قرار في جهاز إيناسيو، فالكلمة الأولى والأخيرة له، هو فقط كان يستشيرني في بعض الأمور الفنية، لذلك لم أكُن سببًا في سقوط الفريق – إذا كان أخفق من الأساس-، أنا لم أكن مضغوطا في فترة وجودي ضمن الجهاز الفني، بقدر ما تعرضت لضغوطات كبيرة عقب رحيلي، خاصة أنني تعرضت لهجوم كبير من بعض الأشخاص، وكأنني أنا السبب الرئيسي.
ـــ عملت كمدرب ومحلل.. أيهما الأفضل بالنسبة لك ولماذا؟
بالطبع التدريب أفضل من التحليل في كل شيء.. التدريب هو مهنتي، عكس التحليل الذي أتواجد في ستوديو «تحت التكييف» وانتقد كيفما شئت بعيدًا عن الضغوط المُلقاة على المدرب، هو بالنسبة لي فرصة التحليل جيدة للغاية خاصة أنها ظهور إعلامي، ولكن لن تكون أفضل من التدريب، فأنا دائمًا أفضل أن أكون متواجدًا بالمستطيل الأخضر.
ـــ ما تعليقك على بعض المحللين الذين اعتادوا توجيه الانتقادات للمدربين؟
هناك محللون ينتقدون المدرب بسبب طريقة لعبه في مباراة معينة، ولكن إذا استمر انتقاده للمدرب دون وجه حق، يعتبر وقتها خلافا شخصيا بينهما وهذا أمر سيئ للغاية، فالمحلل من الممكن بعد فترة قليلة تُسند له مهمة تدريبية يحتاج فيها للمساندة من جميع المحللين لإثبات نجاحه، لذلك لابد أن نضع الخلافات الشخصية جانبًا، وننتقد ما يحدث داخل الملعب فقط.
ـــ ما تقييمك لنادي الزمالك في الفترة الأخيرة؟
نيبوشا خلق حالة مميزة للغاية مع الفيصلي الأردني، ونجح في فترة تدريبه بشكل كبير، ولكن هناك كان يمتلك فكرا معينا غير قادر على تنفيذه مع نادي الزمالك، الذي تختلف طموحاته تمامًا عن الفيصلي الأردني، وعلى الرغم من بدايته للدوري بشكل مميز ونتائج طيبة، إلا أن عدم استقرار التشكيل أدى لهذا السقوط الكبير.
ـــ ما هي مشكلة نيبوشا من وجهة نظرك؟
هناك أمر خطير يتأثر به نيبوشا، وهو «السوشيال ميديا»، فهو يتعرض لانتقادات من الجماهير بسبب عدم الدفع بلاعبين بعينهم، ليعود في المباراة التالية ويدفع بهم إرضاءً لرغبة الجماهير، دون النظر لاحتياجات المباراة، لذلك لابد أن يكون واثقًا في نفسه.
ـــ هل ترى أن الزمالك ابتعد عن المنافسة على الدوري؟
منافسة الزمالك هذا الموسم أصبحت صعبة، ولكن الدوري مازال في الملعب ولكن على الفريق الاستمرار في طريق الانتصارات، خاصة أنه يتبقى 4 مباريات في الدور الأول، بداية من طلائع الجيش وحتى لقاء الأهلي، فإذا فاز في جميعهم أو ثلاثة على الأقل سيستعيد الفريق ثقته في نفسه ويكون قادرًا على المنافسة.
ـــ هل ترى أن هناك لاعبين مظلومين في الزمالك بعدم المشاركة؟
القرار الفني يرجع لنيبوشا، فهو في النهاية صاحب قرار مشاركة لاعب واستبعاد آخر، خاصة أنه على دراية كاملة بحالة كل لاعب، لذلك هو يعتمد على المجموعة الأفضل بالنسبة له.
ـــ ماذا يحتاج الزمالك في الفترة المقبلة؟
الزمالك في حاجة إلى مكسب وراء مكسب، هذا الأمر سيعيد للاعبين الثقة في أنفسهم، ويعلمون جيدًا قيمة القميص الذي يرتدونه كأكبر أندية مصر وإفريقيا، لا ناد أقصى طموحاته التعادل، الفريق يحتاج استمرارية مكسب لاستعادة الثقة الغائبة.
ـــ هل هناك مشاكل نفسية يعاني منها نجوم الفريق؟
بكل تأكيد.. تراجع مستوى نجوم الفريق، على رأسهم الشناوي وباسم مرسي وراءه أسباب نفسية لابد من معالجتها، وهذا دور الجهاز الفني عليه لم شمل اللاعبين وتدعيمهم بشكل يستحقونه، وعدم السماع لآراء السوشيال ميديا التي تطالب برحيلهم، فهل كل من يمر بفترة سيئة في مسيرته يرحل عن الفريق.. هذا أمر غير منطقي.
ـــ من المدرب الذي حزنت لعدم العمل معه في الزمالك؟
أنا عملت مع جميع الأجهزة الفنية التي تولت تدريب الزمالك، باستثناء باكيتا وميدو ومدرب الزمالك الحالي نيبوشا، لذلك أنا أحسد نفسي على التواجد والثقة التي حصلت عليها للعمل مع جميع المدربين بالزمالك.
ـــ من هو أفضل جهاز فني عملت معه بالنسبة لك؟
بالتأكيد البرتغالي فيريرا.. أنا أرى أن هذا الرجل أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم أعتبر تواجدي معه ضمن الجهاز الفني عملًا إداريًا فقط، خاصة أنني كنت أعمل معه وأستفيد من خبراته الكبيرة وكأنني في دورة تدريبية.
ـــ الجهاز الذي ندمت على العمل معه في الزمالك؟
ندمت على العمل ضمن الجهاز الفني للبرتغالي إيناسيو، هذا الرجل كان فاقد الثقة في جميع من حوله، وهذه أزمة كبيرة دائمًا ما تسيطر على أغلب المدربين الأجانب، عملت معه فترة ناجحة، خاصة أن شباكنا استقبلت هدفا وحيدا في 8 مباريات على الأقل، بينما الإخفاق كان في مباريات دوري أبطال إفريقيا التي لم يحالفنا فيها التوفيق.
ـــ كيف ترى أزمتك مع مرتضى منصور؟
أنا أحب هذا الرجل للغاية، من الممكن أن يتهمني البعض بأنني أتجمل للعودة للعمل بنادي الزمالك، ولكن هو له فضل كبير علي، صعدني من الناشئين للعمل مع الأجانب ضمن جهاز الفريق الأول، فكيف تكون هناك أزمة بيني وبينه، الخلاف فقط كان في وقت تواجد إيناسيو، حزنت منه ولكن ليست هناك أزمة بيني وبينه.
ـــ هل هناك تواصل بينك وبين رئيس الزمالك؟
بالفعل دائمًا ما أتواصل معه، جلست معه مؤخرًا وجمعنا حديث أثناء تواجدنا بعزاء الراحل أحمد رفعت، كما أنني استشرته بصفتي ابنا من أبناء النادي وهو رئيس للنادي للعمل كمحلل باستاد النيل، وهو موافق عليه وتمنى لي التوفيق والنجاح.
ـــ هل عرض عليك رئيس الزمالك تولي منصب داخل النادي في الفترة المقبلة؟
بالفعل مرتضى منصور، عرض علي العمل في قطاع الناشئين الذي كنت أتولى مهمته من قبل، لكنني رفضت لرغبتي في الاستمرار في نفس المستوى الذي عملت فيه، فكيف أهبط للعمل في قطاع الناشئين بعدما عملت في الفريق الأول.
ـــ من هو أفضل مدرب في مصر؟
إيهاب جلال، صنع فريق مصر المقاصة، وتأهل به لدوري أبطال إفريقيا لأول مرة كما سبق وشارك به في كأس الكونفدرالية، كما أنه صنع لاعبين أصبحوا محل صراعات بين الأهلي والزمالك، وعندما رحل عن مصر المقاصة صارع الفريق الهبوط، كما أن توليه تدريب إنبي أثبت صحة كلامي، عندما صعد به من المركز قبل الأخير بالدوري للمنافسة على المربع الذهبي.
ـــ وأزمة عماد متعب مع الأهلي؟
أنا ضد من يطالبون متعب بالاعتزال.. هذا اللاعب لديه روح وقلب وخبرات، لذلك فهو قادر على الاستمرار داخل المستطيل الأخضر، وفي النهاية القرار الأول والأخير له هو، وأتمنى أن يحتويه حسام البدري، لإنهاء تلك الأزمة والاستفادة من خبراته.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
