من الأسطورة إلى الرحيل.. الموت يغيب شمس إبراهيم نافع.. انتصر للصحفيين وهزمه المرض

نوبة من البكاء والحزن الشديد على وجوه الصحفيين، عقب تشييع جثمان الراحل الكاتب الصحفى إبراهيم نافع نقيب الصحفيين الأسبق، الذى رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض.

فى التاسعة صباحا خرج جثمان الكاتب الكبير" إبراهيم نافع" ونقيب الصحفيين الأسبق، من ثلاجة المستشفى السعودي الألمانى، للتوجه لمؤسسة الأهرام، وانتظر صحفيو المؤسسة وبعض من الصحف الأخرى بمبنى الأهرام، وصول الجثمان لتوديعه إلى مثواه الأخير.

وتلقى عدد من الصحفيين عزاء الراحل فى حضور عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، وخرج الجثمان فى جنازة رمزية إلى مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر.

شارك فى التشييع الكاتبة الصحفية إلهام شرشر زوجة حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وكذلك حسن حمدي، رئيس النادي الأهلي الأسبق، وخالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار، وعبد الله حسن، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، وجمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، والدكتور عبد المنعم سعيد، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ورئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، وعبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، وعلاء ثابت، رئيس تحرير جريدة الأهرام، والإعلامى أحمد موسى، وعمر نجل الراحل إبراهيم نافع وأسرته.

وكان جثمان إبراهيم نافع، قد وصل إلى مطار القاهرة أمس الثلاثاء، قادمًا من دبي، بعد أن وافته المنية بإحدى مستشفيات دبي بالإمارات العربية المتحدة بعد صراع طويل مع المرض.

وعن أهم المحطات فى حياة إبراهيم نافع، تبدأ بحصوله على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، وعمل بعد تخرجه بوكالة "رويترز"، ثم محررا بالإذاعة، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام فمساعدا لرئيس التحرير فرئيسا لتحرير الأهرام عام 1979 ثم رئيسا لمجلس الإدارة، ورئيسا للتحرير بالأهرام عام 1984.

وأجرى "نافع" خلال مسيرته الصحفية، العديد من اللقاءات والأحاديث الهامة مع عدد كبير من رؤساء وملوك العالم ورؤساء الوزارات، وله العديد من المقالات في تحليل وشرح القضايا القومية والعالمية البارزة في مجال السياسة والاقتصاد، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها رياح الديمقراطية وسنوات الخطر كما قام أيضا بترجمة كتاب "شركاء في التنمية".

أقيل من منصبه في رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام في يوليو 2005، وهو رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لمناهضة التمييز، والتي توجه اهتمامها بشكل خاص لفضح كافة صور التمييز والعنصرية في دولة إسرائيل.

إبراهيم نافع واحد من قلائل المهنة، ممن دافعوا عن حرية الصحافة وكان من أشهر معاركه من أجل حرية الصحافة القانون رقم ٩٣ لسنة ١٩٩٥، حيث دعت نقابة الصحفيين فى عهده عام 1995، وبالتحديد شهر يونيو، لعقد جمعية عمومية طارئة، حيث ظل المجلس فى انعقاد دائم بهدف حماية حرية الصحافة والصحفيين، ونجحت نقابة الصحفيين فى إسقاط القانون رقم 93 لسنة 1995، وصدر قانون 96 لسنة 1996 الذى أكد على أن الصحافة سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية مسئولة فى خدمة المجتمع.

حققت نقابة الصحفيين على يد الكاتب الصحفي إبراهيم نافع، إنجازات عديدة، أهمها تشييد مبنى للصحفيين الذي تحول على يديه إلى"مبنى القرن" صرح قادر على استيعاب وخدمة الصحفيين، وتقديم كل ما تتطلبه المهنة، ومن بين الأساطير التي كانت تتردد حول "نافع" أن موكبه يشبه مواكب الوازراء والرؤساء، حيث كان يستقل سيارة مصفحة أثناء تنقله في الشوارع.

بعد ثورة 25 يناير، غادر نافع البلاد متوجها إلى باريس للعلاج، وإجراء فحوصات طبية، وذلك قبل صدور قرار النائب العام بمنعه من التصرف فى أمواله العقارية والمنقولة والسائلة بصورة مؤقتة، وكذلك منعه من مغادرة البلاد ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، وخاطب قاضى التحقيق المنتدب من رئيس محكمة استئناف القاهرة فى قضية الفساد المالى بمؤسسة الأهرام، الإنتربول الدولى للقبض على إبراهيم نافع، لاتهامه بالاستيلاء على أموال المؤسسة والاختلاس، كما قرر قاضى التحقيق وضع اسم إبراهيم نافع على قائمة الترقب والوصول.

كان "نافع" رجلا رشيدا في نقابة الصحفيين عبر ست دورات متتالية، وكان ليبراليا في إدارته للأهرام منذ أن أصبح رئيسا للتحرير عام ١٩٧٩، وسمح لكل التيارات الفكرية بالكتابة حتى بدت صفحات الجريدة وكأنها هايد بارك مصر، لتُعوض الأنيميا الحزبية والسياسية، وساعده على ذلك وجود قامات مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وأحمد بهجت وبنت الشاطئ ولطفي الخولي، وكثيرا ما اعترض الديسك على تحقيقات صحفية مهمة له، وكان هو الوحيد الذي يأمر بالنشر، وعندما اكتشف أن الأهرام يشيخ سارع بتجديد شبابه وتعيين العشرات من الخريجين المؤهلين، وفي سبيل ذلك قام بإصدار ١٧ مطبوعة متخصصة، ثم كان أن راح يضيف لأهرام شارع الجلاء ثلاث أهرامات أخرى تستوعب الإدارات والتوسعات والمشروعات الجانبية ليصنع إمبراطورية إعلانية وإعلامية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً