هشام عرفات.. وزير "الشو الإعلامي"

في منطقة بعيدة مئات الكيلومترات عن القاهرة، وبينما كان جميع المسؤولين مشغولين بالاستمتاع بحفلات الكريسماس مع زوجاتهم وأولادهم، استقل الوزير كابينة جرار القطار رقم 87 «قطار نوم» بعد منتصف الليل، وفي نفس التوقيت قام المكتب الإعلامي الخاص بوزارة النقل بالتقاط الصور له وعمل خبر «معتبر» وإرساله إلى الصحف والمواقع الإخبارية، ليكون أول ما يتم نشره في العام الجديد 2018 عن وزير النقل هشام عرفات، الذي ترك «الاحتفالات والكلام الفاضي ده» وذهب لكي يتابع مرفقا هاما، السكة الحديد، ويستمع لمشاكل المواطنين ويعدهم بتطوير الخدمة المقدمة إليهم.

والوزير الشاب يتمتع بذكاء كبير، ويعلم أن «اللقطة» والشو الإعلامي من أسهل الطرق للبقاء في المنصب، فالوزير ارتدى البالطو والكوفية أيضا وقام بتفقد عدد من الفنادق العائمة في نيل الأقصر ليلا، وفي عز البرد، ولم يفوته التقاط الصور والفيديوهات لنشرها مع خبر التفقد.

والحقيقة أنني أحسد الوزير الشاب على شجاعته المفرطة، بعد إعلانه عن رفع سعر تذكرة المترو بدءا من يوليو المقبل، بحجة تحسين الخدمة المقدمة لركابه، فالوزير لم يعر الرأي العام والمواطنين أي اهتمام بعد إعلانه هذا، وكأنه يريد أن يورط مؤسسة الرئاسة والحكومة في قرار، أعتقد أنه هو الوحيد المسؤول عنه، يزيد من حالة الغضب بين المصريين بسبب ارتفاع الأسعار، التي لا تخفى على أحد، وأولهم الوزير نفسه.

والوزير الشاب نجح بكل تأكيد في تبرئة نفسه من كل الكوارث التي حدثت في عهده، حوادث قطارات- تعطل مترو الأنفاق باستمرار- حوادث طرق وغيرها، وهنا أذكر أن الوزير قال في تصريح، ذات مرة، إن المساجد التي بُنيت في «حرم السكك الحديدية» تحجب الرؤية، لافتًا إلى أنها تتسبب في كوارث وحوادث كثيرة في قطاع السكك الحديدية، وكأن هذه المساجد، وهنا لا أدافع عن إقامتها بطريقة عشوائية، هي السبب الرئيسي في حوادث القطارات التي تكررت في عهده أو عهد سابقيه.

ولعل جميعنا يتذكر تصريحاته حول سعر تذكرة مترو الأنفاق عندما قال إنها حاليا بسعر «بيضة ونص فى مصر وفى باريس بتجيب 7 بيضات»، وحجم السخرية والهجوم الذي تعرض له وزير النقل، بينما تناسى الوزير الفارق بين متوسط دخل الفرد في مصر وبين دخله في دولة مثل فرنسا بالإضافة إلى الفارق بين مستوى الخدمة المقدمة في باريس والخدمة المقدمة في مترو القاهرة.

وأذكر أنه خلال مضبطة مجلس النواب، أطلق اللواء سعيد طعيمة، رئيس لجنة النقل، صاروخا فى وجه وزير النقل، حيث كشف أن عددا من الهيئات التابعة لوزارة النقل، اشترت بموازناتها سيارات لكبار الموظفين، متابعا: «مش هقول أسماء هيئات، لكنهم اشتروا عربيّات بالموازنة، وما عملوش حاجة، ودى نكسة كبيرة والله».

وهنا يجب أن أوجه سؤالا للوزير الشاب: «لماذا تتحدث دائما عن زيادة أسعار التذاكر وفي المقابل لا نشعر حتى الآن بتحسن في المرافق التابعة لوزارة النقل، مترو الأنفاق والقطارات؟».

حمى الله مصر وشعبها من كل سوء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً