ستجري في عام 2018 انتخابات في عدة بلدان، منها الرئاسية في وروسيا وفنزويلا، والبرلمانية في العراق والمجر ولبنان.
"إذا كان 2017 عام استفتاءات الاستقلال الفاشلة مثلما حدث في كاتالونيا وكردستان العراق، فإن الشهور الـ 12 المقبلة سوف تشهد قادة جبابرة يسعون لإعادة انتخابهم بالإضافة إلى عودة غير مرجحة لوجوه قديمة عفا عليها الزمن"، بحسب تقرير مطول لموقع قناة فرانس 24 الفرنسية.
شهد العام 2017 انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا وإعادة انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران وأنجيلا ميركل مستشارة لألمانيا، إضافة إلى تنظيم استفتاء على الاستقلال في كردستان العراق وإقليم كاتالونيا في إسبانيا، فماهي أهم الاستحقاقات الانتخابية المقررة في 2018؟
-روسيا
يدلي 110 مليون مواطن روسي بأصواتهم في اقتراع تبدو نتيجته محسومة، في 18 مارس المقبل.
وقد أعلن عشرين مرشحاً نيتهم منافسة فلاديمير بوتين، وأبرز معارضيه أليكسي نافالني، قرار أيدته المحكمة الروسية العليا.
فقد دعا نافالني أنصاره إلى مقاطعة الانتخابات، إذ إن نسبة كبيرة من الامتناع قد تضعف شرعية النتائج. ويرى المحللون أن الهدف الأساسي للكرملين هو تحفيز الناخبين على الاقتراع والحد من عمليات الغش لتفادي تحركات احتجاجية واسعة على غرار ما حصل في 2011-2012 إضافة إلى انتقادات الغرب والمعارضة.
وندد الاتحاد الأوروبي برفض ترشح نافالني معتبراً أن هذا القرار "يطرح شكوكا جدية حول التعددية السياسية في روسيا واحتمال إجراء انتخابات ديمقراطية".
من جهته أكد الكرملين أن "عدم مشاركة أحد الراغبين في الترشح بحكم القانون، لا يمكن بأية حال أن يمس من شرعية الانتخابات".
-ايطاليا
طالما كانت التعليقات والإشارات الفاحشة علامة مميزة للسنوات الأربع التي قضاها سيلفيو برلسكوني رئيسا لوزراء إيطاليا.
وعاد برلسكوني في الشهور الأخيرة إلى الأضواء بعد فترة من النسيان السياسي لإعادة تقديم نفسه كمرشح في الانتخابات العامة المزمع إقامتها 4 مارس.
وبالرغم من سلسلة من الاحتيال والفضائح الجنسية، وحظر يتعلق بالمناصب العامة، إلا أن المليونير البالغ من العمر 81 عاما يستعد للعب دور بارز في حكومة ائتلاف مستقبلية إذا استمر حزبه "فورزا إيطاليا" في صعوده الثابت خلال استطلاعات الرأي.
بالإضافة إلي عودة رئيس الوزراء الإيطالي السابق المنتمي ليسار الوسط ماتيو رينزي، الذي يكافح من أجل إعادة تأكيد سلطته على حزب ديمقراطي ممزق.
في الانتخابات الأخيرة، مالت الكفة للمؤسسات الراسخة إلى تفضيل حركة "خمس نجوم" بقيادة الكوميدان بيبي جريلو، كما لعبت أزمة المهاجرين المستمرة في صالح اليمين المتطرف التي يمثلها حزب "رابطة الشمال" المعارض للاتحاد الأوروبي.
-البرازيل
قد تميل الدولة اللاتينية إلى اليسار، حيث يبدأ حزب العمال إلى العودة إلى السلطة بعد عامين من العزل الدراماتيكي للرئيسة السابقة ديلما روسيف.
ويقود محاولات العودة مجددا لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي حكم البرازيل خلال الفترة من 2003 إلى 2011.
ورغم الحكم بسجنه على خلفية اتهامات بالفساد والرشوة، لكنه ما زال حرا ينتظر قرار محكمة الاستئناف إذا ما كان يستطيع الترشح من عدمه،استطلاعات الرأي ترجح كفة لولا دي سيلفا في الانتخابات المقرر إجراؤها أكتوبر القادم.
ورغم حكم إدانته، إلا أن الرئيس السابق البالغ من العمر الآن 72 عاما، ما زال يحظى بتقدير الطبقة العاملة على وجه الخصوص لدوره في انتشال ملايين الأشخاص من براثن الفقر.
يذكر أن الرئيس الحالي غير المحبوب ميشيل تامر، الذي ساعد في عملية التخطيط لسقوط روسيف، استبعد أن يخوض الانتخابات المقبلة.
حظوظ لولا يعضدها صعود السياسي اليميني المثير للانقسام جير بولسونارو الذي قد تتسبب أراؤه المتطرفة في إبعاد الناخبين الوسطيين عن معسكر اليمين.
-فنزويلا:
في 2018 وبإرادة الرب والشعب سيعاد انتخاب أخينا نيكولاس مادورو رئيسًا للجمهورية، إن كان نيكولاس مادورو الذي انتخب في 2013 لم يقدم رسميًا ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري قبل نهاية 2018، فإن تصريح نائبه طارق العيسمي لا تترك مجالا للشك في ذلك.
فبعد القمع الدامي للمظاهرات ضد الحكومة في 2017، يبدو معارضو من تصفه واشنطن بالـ "دكتاتور" منقسمون، فخصومه الرئيسيون المحتملون قد أقصوا من السباق: وضع زعيم حزب "الإرادة الشعبية" ليوبولدو لوبيز قيد الإقامة الجبرية، ومنع رئيس حزب "العدالة أولا" هنريكي كبريلاس من ممارسة وظيفة سياسية.
المجلس الوطني التأسيسي الفنزويلي صادق من جهة أخرى في ديسمبر على مرسوم يحرم الأحزاب التي قاطعت الانتخابات البلدية في 10 ديسمبر من وضعهم القانوني، ما قد يمنع أبرز الحركات السياسية من المشاركة في الاقتراع السياسي.
-الكاميرون:
عن 84 عاما، الرئيس الكاميروني بول بيا هو ضمن كبار قادة الدول سنا. ويحكم بيا بلاده منذ 1982، فهل يترشح لولاية جديدة في العام 2018؟ يلقب بيا بـ "أبو الهول" بسبب الغموض المحيط به، وهو لم يعرب بعد عن نواياه بشأن الترشح.
تنحي روبرت موغابي "القسري" في زيمبابوي في سن 94، قد يدفعه للتفكير أكثر في الأمر. لكن حتى في حال لم يترشح بول بيا للرئاسة، فلا مجال لأن تخلفه شخصية خارجة عن اختيارات حزب "التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني".
-المجر:
تدير المجر منذ 2010 القبضة الحديدية لرئيس الوزراء فيكتور أوربان الذي ينتقده بانتظام شركائه الأوروبيون بسبب إجراءات إصلاحية اعتبرت مؤذية بدولة الحق وتوازن السلطات.
ويناهض أوربان بشدة استقبال اللاجئين في المجر، فقد صرح لصحيفة "ماغيار إيدوك" الموالية للحكومة بشأن الانتخابات التشريعية التي ستجري في أبريل 2018: "رهان كل الانتخابات هو أن تعرف ما إذا كان لدينا برلمان وحكومة تدافع عن مصالح الشعب المجري أو تخدم مصالح الأجانب".
والمفارقة هي أن مواقف أوربان التي ما انفكت تزايد في كره الأجانب جعلت من حزب "جوبيك" المتطرف، والذي هدأ من حدة خطاباته، البديل الرئيسي.
-العراق:
هل يعود العراق، بعد أن هزم عسكريا تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى وضع ديمقراطي عادي خلال الانتخابات التشريعية المقررة في 15 مايو؟ هذه إرادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والذي قد يعزز هذا الاقتراع مكانته.
وسيقاس خلال الانتخابات التشريعية مدى تأثير الحليف الإيراني، فقد أعلن هادي العامري وقيس الخزعلي، وهما من أبرز قياديي الحشد الشعبي، أنهما سيضعان رجالهما تحت إمرة العبادي. قرار القياديين قد يتيح لهما المشاركة في الانتخابات، وربما في إطار تحالف أوسع تدعمه إيران.
-لبنان:
لم يجر لبنان اقتراعا برلمانيا منذ 2009 لغياب توافق على قانون انتخابي جديد. لذلك ستكون الانتخابات التشريعية لمايو 2018 غاية في الأهمية، وهي ستضع نظام تمثيل نسبي.
بعد أن أعلن رئيس الوزراء سعد الحريري من السعودية استقالته في 4 نوفمبر متهما حزب الله وإيران بتهديد أمن لبنان، ثم تراجع عن ذلك، لا شك أن هذه الانتخابات ستشكل حدثا حاسما على صعيد المنطقة.
-امريكا
ستجري انتخابات "منتصف العهدة" في 6 نوفمبر 2018،وخلال الاقتراع، سيتم تجديد كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
وتعتبر انتخابات الكونغرس الأمريكي أول اختبار انتخابي كبير لدونالد ترامب ولذلك تلقب بانتخابات "منتصف الولاية" وهي تجرى بعد عامين من انتخابه رئيسا لولاية مدتها أربع سنوات.
إن الفوز المفاجئ للمرشح الديمقراطي دوغ جونز في 12 ديسمبر في انتخابات مجلس الشيوخ الجزئية في ألاباما ليس بالمؤشر الإيجابي لترامب، فقد تشكل بوادر موجة احتجاج للديمقراطيين في انتخابات "منتصف الولاية" البرلمانية في نوفمبر المقبل وقد تفقد الجمهوريين السيطرة على أحد مجلسي الكونجرس.
-الكونغو
يتهم المعارضون الرئيس الحالي جوزيف كابيلا، الذي يحكم الكونغو منذ اغتيال والده عام 2001 بالمماطلة في إجراء الانتخابات الرئاسية المفترض أن تأتي برئيس جديد.
وفسر كابيلا التأجيلات المتكررة في الانتخابات التي كان من المفترض إجراؤها عام 2016 ثم تحدد لها أخيرا موعد 23 ديسمبر المقبل بأنها نتيجة لصعوبات في تسجيل الناخبين في الدولة التي تقع بوسط إفريقيا.
ولم يعلن كابيلا حتى الآن رسمياً اعتزامه التنحي عن السلطة، وسط مخاوف تتعلق بمزيد من التأجيلات مما يعني عودة العنف الذي ضرب الدولة الغنية بالموارد التعدينية وصاحبة معدلات الفقر الكبيرة في ذات الوقت.