"حلف الشيطان" الطامع في القارة السمراء.. أردوغان يخطط لغزو إفريقيا اقتصاديًا من بوابة الخرطوم.. وتميم يدفع فاتورة التحالف الجديد

كتب : سها صلاح

تنافس على رقعة النفوذ في الشرق الأوسط قوى عدة، من بينها تركيا التي تطمع في لعب دور رئيسي، وعلى ذات الرقعة يهرول آخرون، بينهم قطر لخدمة أجندتهم التخريبية، ومع هذا وذاك يظهر بين الحين والآخر من يساعد ويستفيد من هؤلاء المهرولين، وراغبي النفوذ وغيرهم.

ولعل الصورة التي تجمع رؤساء أركان كل من السودان وتركيا وقطر خلال اجتماعهم في الخرطوم تختصر الكثير بهذا الشأن، فالاجتماع جاء بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، وهو تحرك يفتح الباب أمام كثيرين للتكهنات والأسئلة، بل والمخاوف أيضا.

فاجتماع رئيسي أركان كل من السودان وتركيا على هامش زيارة الرئيس ربما يكون أمرا منطقيا، لكن من غير المنطقي لدى البعض أن يكون ثالثهما رئيس الأركان القطري، وما يعزز المخاوف تسليم السودان مفاتيح جزيرة سواكن على البحر الأحمر إلى تركيا من أجل إدارتها، وهي إحدى ثمار زيارة أردوغان للخرطوم.

تلك الجزيرة التي تسعى الدوحة لدخولها من البوابة التركية من خلال ضخ استثمارات ضخمة فيها، كما تسعى لإقامة مشروعات كبيرة في ميناء بورت سودان على البحر الأحمر.

كثيرون يرون أن زيارة الرئيس التركي لم تكن لتنجح لولا وجود المال الذي يحتاجه السودان لمواجهة عثراته الاقتصادية، وهنا وبحسب هؤلاء يبرز الدور القطري الذي يكمل الحلقة المفرغة، فالسودان يسهم بجغرافيا الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر، وتركيا بالوجود العسكري القوي، وقطر بالدعم المالي غير المحدود.

وعززت كل من قطر وتركيا علاقاتهما بشكل كبير منذ مواقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من الدوحة، وهو ما ترجم بوجود تركي عسكري غير مسبوق على الأراضي القطرية، والآن يدخل السودان بموقعه على البحر الأحمر في صورة ثلاثية الأبعاد، وسط ترقب لنتائج التعاون العسكري التركي القطري السوداني.

بوابة إفريقيا

علاقات البلدين قائمة منذ زمن إلا أنها تزداد عمقاً بهذه الزيارة وهناك استثمارات تركية كبيرة، وكانت أنقرة تعول على دور حيوي لمصر إفريقيًا أيام المعزول مرسي؛ ولكن بعد الرئيس عبدالفتاح السيسي أصبحت ذات ريادة في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن تركيا تستعيد البوابة الإفريقية عبر السودان بدلاً من مصر، كما أن هناك مجالا حيويا للتواجد التركي في السودان؛ لأن البوابة الأوروبية والأمريكية تزداد صعوبة أمام تركيا في الوقت الحالي فإن البديل هو التوجه بقوة نحو أسواق إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولذلك فرجال الأعمال الأتراك يستثمرون في مجالات عديدة، على رأسها الزراعة والميكنة مع السودان وهناك أعداد كبيرة من الجاليات التركية في السودان لمراعاة ومتابعة المصالح والاستثمارات المشتركة.

تقارب يقلق الإمارات

كشف موقع تايم تورك، أن زيارة الرئيس أردوغان إلى السودان مهمة جدا وسط المؤامرات الكبيرة التي تُحاك ضد تركيا، والتي اتضح أن بعض الدول العربية كان لها دور في المحاولة التي حدثت في 15 يوليو 2016 بتوفير تمويل ودعم سياسي وإعلامي وإستراتيجي خليجي.

ويرى الموقع أن يكون لهذه الزيارة انعكاسات سلبية على المحور السعودي-الاماراتي من هذا التقارب التركي مع السودان، وما سينتج عنه من تغير في خطط محور الخليج ويزيد من قلقهم بعد التحاق السودان بالمحور التركي.

ويقول إن هذه الزيارة التاريخية للرئيس أردوغان إلى السودان حملت الكثير من المعاني العميقة، فهي أول زيارة لرئيس تركيا للسودان منذ الاستقلال 1956، وترجمة ذلك حجم الدعم التركي للسودان في كافة المحافل الدولية.

وتابع أن الزيارة شهدت توقيع عدد كبير من الاتفاقيات بين البلدين، فضلاً عن الوفد الكبير الذي رافق الرئيس التركي والمكون من 200 رجل أعمال ومستثمر تركي بالإضافة للوزراء المسؤولين، خاصة أن السودان غنية جدا بأراضيها الخصبة الشاسعة ومواردها الطبيعية وثرواتها المختلفة وهذا ما أكده الرئيس أردوغان في أحاديثه مع مختلف فئات المجتمع السوداني.

وأوضح أن السودان تدعم بقوة الوجود التركي في إفريقيا، كما أن تركيا تولي أهمية كبرى للسودان وموقعها الاستراتيجي في القارة السمراء.

محطة مهمة

يقول الموقع بأن «للدولة التركية مشروعا يتمدد خارجيا» من خلال عدة أدوات خشنة وناعمة سواء سياسية أو ثقافية أو فنية وتعمل من خلال هذه الأدوات على تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي والثقافي، وتأتي زيارة أردوغان إلى السودان وزياراته المتكررة لإفريقيا في هذا السياق.

واعتبر أن إفريقيا لاتزال «القارة البكر التي يتصارع على مواردها الأقوياء»، وتعد السودان محطة مهمة للدخول إلى إفريقيا ومن الناحية الاقتصادية تحوي رقعة زراعية وخامات وموارد طبيعية عملاقة وهذا ما يفسر هذا الحضور الكبير لرجال الأعمال في الزيارة، بما يعكس إدراكا تركيا لما تمثله السودان من مساحات واعدة في الاستثمار.

وتوقع الموقع أن يتزايد الاهتمام التركي بالساحة الإفريقية في الفترة القادمة، لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي مازال يشد أنظار أصحاب المشروعات الكبرى والطامحين إلى حضور مؤثر إفريقيًا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً