اعلان

"الغضبان" يغتال تاريخ عبدالناصر ببورسعيد.. قبح وتشويه في ميدان وحديقة الشهداء لصالح رجال أعمال مقربين (صور)

زاره الزعيم جمال عبدالناصر مرتين لمخاطبة جموع شعب بورسعيد الباسل، ومن وقتها مثّل ميدان الشهداء بوسط المحافظة رمزا كبيرا قبل أن تطاله يد التشويه والعبث.

اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وعد بتطوير الميدان عقب كارثة مشهد كسر تمثال الشهيد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، أثناء نقله بطريقة بدائية مهينة، إلا أن وعوده كادت تتسبب في كارثة جديدة.

ووصف أهالى المدينة الباسلة الأمر بإهانة وتدمير التاريخ تحت شعار «التطوير» الذي دعا إليه المحافظ الغضبان، بالرغم من علمه بمكانة الحديقة لدى المجتمع البورسعيدى لكونه من أبناء المحافظة، خصوصا أن الحديقة لها مكانة خاصة في قلوب البورسعيدية كونها استقبلت الزعيم جمال عبدالناصر مرتين لإلقاء خطبته لأهالي بورسعيد بالعيد القومي للمحافظة، في ذكرى انتصار المقاومة الشعبية على دول العدوان الثلاثي عام 1956.

الفنان التشكيلي عاطف زرمبة، قال إن هناك ممارسات خاطئة في أعمال تطوير ميدان الشهداء وتعرض ميدان وحديقة النصب التذكاري لشهداء بورسعيد 56 للتشويه والاهمال وايضا طمس المعالم التاريخية التى ارتبطت بالمكان.

وأشار زرمبة الى أن هناك تعديا على فلسفة تصميم النصب التذكاري «المسلة التاريخية» وحديقتها وإحلال رخام محلي الصنع لن يتحمل بأي شكل من الاشكال العوامل الجوية مكان الرخام الجلاكسي الأسود في الأرضيات ودرجات السلالم وصب العديد من القواعد الخاصة بوضع تماثيل في أماكن غير مناسبة ومتفرقة بالحديقة.

واتفق معه مصطفى الزيني، مدرس مساعد بكلية هندسة جامعة بورسعيد، أن التصميم الجديد ليس به سوى «نجيلة» فقط، والشجر أقل جدا، والكراسي قليلة، والمسارات ضيقة جدا وغير موزعة بالقدر الكافي داخل المسطحات الخضراء بجانب ارتفاعها الزائد عن الحد.

كلام فى الهوا

كان محافظ بورسعيد أعلن خلال رده فى كافة وسائل الاعلام المرئية والمقروءة أن مشهد نقل تمثال الفريق عبدالمنعم رياض وراءه مخطط لتطوير حديقة المسلة تمهيدا لافتتاحها باحتفالات العيد القومي، بجانب إزاحة الستار عن تمثال الفريق أول عبدالمنعم رياض بحضور افراد اسرته الذين وجه لهم محافظ بورسعيد الدعوة لحضور الاحتفال الكبير بالتمثال الجديد، بعد الواقعة الشهيرة لتحطيم التمثال القديم أثناء إزالته بطريقة بدائية، وتم وضع الفعاليتان في برنامج الاحتفالات يوم 22 ديسمبر وهو ما لم يحدث وتم تأجيل افتتاح الحديقة التي تحولت إلى أنقاض.

وفي سياق متصل، تقدم محاميان بمحافظة بورسعيد، ببلاغ إلى المحامي العام لنيابات بورسعيد، ضد كل من المحافظ اللواء عادل الغضبان، وفؤاد نعيم صلاح، مستثمر، ومحمد الدسوقى، المستشار الثقافي للمحافظ، تضمن اتهامات بالتربح وإهدار المال العام، وحملهم البلاغ مسئولية ما سموه التدمير والتشويه بميدان الشهداء، متضمنا وقائع مخالفة القانون رقم 144 لسنة 2006 الخاص بحظر الهدم أو الإضافة للأماكن الأثرية المرتبطة بحقب تاريخية وأعياد قومية.

رجل أعمال سبب الأزمة

أكد محمد الدسوقي، المستشار الثقافي لمحافظ بورسعيد، أن عملية تطوير النصب أوكلها المحافظ لأحد المستثمرين بالمحافظة وهو المسئول الوحيد عن محاسبته، بينما الفنانون الذين نفذوا التماثيل التي سيتم وضعها في الحديقة لم يتربحوا منها وإنما أهدوها لشعب بورسعيد بسعر تكلفة الخامات فقط وجميعهم لم تتعد تكلفتهم 800 ألف جنيه وتحمل التكلفة رجال أعمال بورسعيد.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً