وسط ضجيج الجالسين بقطار "المنوفية"، أخذت قدم عم "سيد" صاحب الـ58 عامًا، تخطو داخل القطار، لينتبه الجميع لكلماته "عام سعيد بالتفائل، والتسامح والعمل والتوحيد والعمل متعبه والنوم مسعده، وحاولوا دايمًا تأكلوا تمرات وِتِريه قبل الفطوريه"،.. انتبه الجميع إلى ذلك الرجل الذي يحمل بين يديه حقيبة طبية ومجموعة من الأوراق البيضاء، بينما يستقر حول رأسه كشاف الفحص.
أخذ "سيد شكرى البنا" الذي تخرج من كلية طب الزقازيق، يتنقل بين الجالسين بالقطار، فالبعض في القطار يعرفونه من كثر تواجده بالقطار يوميًا، مطلقين عليه لقب "دكتور الغلابة"، في الوقت الذي لازال يحاول البعض الآخر اكتشاف شخصية الرجل الذي يعبث في أذن من بالقطار؛ مدعيًا تنظيفها بالمجان.
ما هي إلا دقائق وبدء أغلب الرجال والنساء بقطار "المنوفية" يطلبون عم "سيد" الذي يعمل كبير أخصائيين بالإدارة الصحية بـ"بركة السبع" بمحافظة المنوفيه، بفحص أذنهم وتنظيفها، وما كان منه إلا أن استجاب، فيقول لـ"أهل مصر" بينما يده تشق طريقها لأذن رجل في العقد الخامس من عمره: "من 15 سنة كنت بركب الحصان وأمشي وسط المنوفية واكشف على الناس في الشارع وبعدها قررت اكشف عليهم داخل القطار".
استطاع "سيد" عمل أكثر من 10 الآف عملية تنظيف "أذن" في وسائل المواصلات، فيقول: "بجانب تنظيف الأذن أنا وزعت كمية كبيرة من ورق عليه أدعية الزوج والزوجة، وكلمات الأمل والعمل عشان أسعد بيهم الناس حواليا، ومش عايز أي مقابل غير ضحكة حلوة من اللي راكبين في القطار، لأن والدتي وصتني بعمل الخير".
تخفيف الأوجاع والفحص المبكر للأذن دون مقابل مادي، ليست خدمة يقدمها عم "سيد" للفقراء، فيكشف عن سبب تجوله لفحص الأذن بين السائقين: "الأذن تسيطر على كل حواس الإنسان من الأتزان، وتؤدي أحيانًا إلى الجلطه، وأوجاع في العمود الفقري والمفاصل، ويجب الكشف على سائقي الطرق لتقليل الحوادث بنسبة 20% على مستوى الجمهورية والتأكد من سلامتهم وذلك لسلامة المجتمع".
لم تقف مساعدة "سيد" عند فحص الأذن فقط، فأخذ يخبر السيدات كيف يحافظن على سلامتهن، فقال: "عدم لبس الحلق للنساء بصفة دائمة وإن كان في حجم السمسمة، وهناك أحصائية تقول أنه بعد 40 سنه يغلق فتحة الهواء اللي داخل للمخ لأنه يصنع دربكه فكرية".
حديث طبيب الأذن المتنقل داخل قطار الغلابة، كان له أثرًا على المرضى، فيقول أحد المسافرين على متن القطار أثناء حديث "أهل مصر": "لما قالي هاشيل حاجة في ودانك اطمنتله لما قريت البطاقة بتاعته وعرفت أنه أخصائي بشري ولما شال الحاجه بقيت أحسن من الأول، ولما ارتحتله خليته يعمل الأذن التانيه".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
