بعد التحذيرات الأمريكية والبريطانية من لجوء روسيا إلى "حرب الكابلات" ، وإمكانية تخريب كابلات الإنترنت، كشفت مجلة "Wired" الأمريكية عن توقعاتها لما يمكن أن يحدث لو قررت روسيا مهاجمة كابل الإنترنت الدولي القابع في قاع المحيطات.
ووفقًا للمجلة، جاء ذلك على خلفية تصريحات حلف الناتو والتي أعرب من خلالها عن قلقه وخوفه الكبير بشأن الحفاظ على خط الاتصالات المتواجد تحت المياه بسبب نشاط الغواصات الروسية.
وتشير المجلة إلى أن ممثلون رفيعو المستوى في البحرية الأمريكية حذروا لسنوات عديدة من العواقب الكبيرة التي يمكن أن تنتج عن هجوم محتمل للسفن الروسية على كابلات الإنترنت، مضيفة أن البريطانيون يوافقونهم الرأي، بل وواثقون من أن مثل هذا الهجوم سوف يؤدي إلى إنهيار مالي للبلاد.
ولذلك، يعتزم الناتو استعادة مراكز قيادة كانت متواجدة بعد فترة الحرب الباردة، والتى من أهدافها حماية خطوط الاتصالات تحت الماء من الأعمال العدائية المحتملة من قبل موسكو.
-سلاح الكابلات
وكان رئيس هيئة الأركان البريطانية ستيوارت بيتش قد حذر من تهديد كبير تمثله روسيا للمملكة البريطانية ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى، من خلال تخريب كابلات الإنترنت تحت الماء لتعطيل الاتصالات والتجارة الدولية.
وذكر بيتش، وفقاً لصحيفة " الجارديان" البريطانية، أنه تم رصد السفن الروسية بانتظام بالقرب من الكابلات الأطلسية التي تؤمن الاتصالات بين الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم.
وقال بيتش، الذى عين فى سبتمبر رئيسًا للجنة العسكرية فى الناتو، إن روسيا تواصل تطوير إمكانيات حرب غير تقليدية تركز على قطع كابلات الإنترنت مما قد يؤدي إلى أضرار عالمية جسيمة.
وجاء هذا التحذير بعد أسبوعين من صدور تقرير مركز بوليسي إكستشينج للأبحاث قال إن 97% من الاتصالات العالمية و10 تريليون دولار في المعاملات المالية اليومية يتم تداولها عبر كابلات الإنترنت المائية.
وذكر التقرير الذى كتبه النائب المحافظ ريشى سوناك أن مسئولي المخابرات الأميركية يتحدثون عن نشاط قوي للغواصات الروسية بالقرب من الكابلات الأطلسية.
وأضاف سوناك أنه عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2013، كانت الخطوة الأولى هي قطع الكابل الرئيسي الذي يربطها ببقية العالم.
-أغراض التجسس
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، فإنه يمكن للسفن الروسية أن تستفيد فقط من الكابلات في اعتراض الاتصالات لأغراض التجسس،كما فعل الأميركيون والبريطانيون منذ فترة طويلة، بدلا من محاولة لخفض أو تعطيل الاتصالات.
وجاءت تحذيرات بيتش في مواجهة تخفيضات مقترحة في الجيش البريطاني تشمل الإنفاق والتسليح وعدد الأفراد.
وأكد المسئول العسكري أنه رداً على التطوير الهائل الذي تجريه روسيا في قواتها البحرية التقليدية والنووية، ومن ضمنها الغواصات، يجب على بريطانيا أن تواصل تطوير قواتها البحرية، وإيفاد بعثات لحماية خطوط الاتصالات تحت سطح المحيط.
وبالإضافة إلى التدخل العسكري التقليدي في سوريا، يتهم الغرب روسيا بالانخراط في حرب هجينة، بما في ذلك الحرب المعلوماتية بهدف زعزعة استقرار حلف الناتو.
الغرب يبالغ
وفي سياق متصل قالت مجلة "Wired" الأمريكية أن العسكريون الغربيون يبالغون كثيرا في التهديد، فكل بضعة أيام واحد من 428 كابل بحري على مستوى العالم يصاب بعطل.
وفي معظم الحالات يكون السبب هو الزلازل أو السفن ومراسيها، وفي هذه الحالة، غالبا ما لا يلاحظ مستخدمو الإنترنت العطل، حيث تتم إعادة توجيه البيانات تلقائيا إلى خط آخر، هذا يحدث في أوروبا والولايات المتحدة وشرق آسيا ومناطق أخرى، وكثيرا ما يتم وضع العديد من الكابلات على خط واحد.
وتضيف المجلة، لذلك في حالة إذا الغواصات الروسية قامت بقطع العديد من الكابلات في المحيط الأطلسي، فهذا لن يؤثر بشكل خطير على عمل الإنترنت. حتى لو تمكنت من قطع جميع الأسلاك في المحيط، سيكون من الممكن إعادة توجيه حركة الإنترنت من خلال الكابلات في المحيط الهادئ.
وتقول المجلة إذا كانت روسيا بطريقة أو بأخرى سوف تكون قادرة على عزل الولايات المتحدة تمامًا عن الإنترنت، فإن الأمريكيون سيكونون قادرون على استخدام الشبكات الأرضية للاتصال داخل البلد.