"أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة".. بتلك الكلمات أنهى الفريق أحمد شفيق فكرة ترشحة لانتخابات الرئاسة 2018، بعد عودته من الإمارات في رحلة طويلة استغرقت قرابة الـ 5 سنوات ليرحل بعيدا عن الحياة المصرية بجميع تفاصيلها.
"الفريق" ظهر مجددًا من خلال الإعلان عن عودته من الإمارات للحياة السياسية قاصدًا مصر، معلنًا ترشحه لانتخابات الرئاسة قبل نفي ذلك في بيان رسمي.
عاد "شفيق" بعد غياب عن المشهد استمر 5 سنوات، منذ رحيله إلى الإمارات خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد خسارته أمام الرئيس المعزول مرسي.
ظل "شفيق" في الإمارات، لا يظهر للإعلام إلا نادرًا، حتى حرك دعوى قضائية قبل نهاية العام الماضي؛ لرفع اسمه من قوائم الترقب والوصول بالمطارات والموانى المصرية، حتى أعلن نيته لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ومن ثم تراجعه رسميًا.
أحمد محمد شفيق زكي من مواليد محافظة القاهرة، وتحديدًا بمنطقة الكوربة في حي مصر الجديدة 25 نوفمبر من العام 1941، ونشأ في عائلة ميسورة الحال، مكونة من 5 أشخاص هو أكبرهم وترجع أصوله إلى منطقة قطيفة مباشر، الإبراهيمة بمحافظة الشرقية، مسقط رأسه، وكان جده زكي إبراهيم عمدة قرية قطيفة مباشر.
والده محمد شفيق زكي، الذي يعمل وكيلًا لوزارة الري، أما والدته نجاة علوي، فكانت، ربة منزل، وهي ابنة الدكتور محمد علوي باشا، أول طبيب رمد في مصر، وتوفيت عام 1957، وشقيقه محمد كان يعمل ضابطًا بسلاح المدفعية، وحاليًا أستاذ دكتور في عدة جامعات، ومدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وشقيقته فاطمة، ربة منزل، وكان الفريق أحمد شفيق الأخ الأكبر لهما، وهو أب لثلاثة بنات من زوجته عزة عبد الفتاح، ابنة توفيق عبد الفتاح الوزير الأسبق للشئون الاجتماعية والعمل، التي توفيت بعد صراع طويل مع المرض، وله 6 أحفاد.
40 عامًا في الجو بعد الانتهاء من تعليمه الأساسي في مدرسة مصر الجديدة الثانوية، حتى التحق بالكلية الجوية، وتخرج في عام 1961، وخدم كطيار مقاتل في مهمات قتالية مختلفة، بدأت بحرب اليمن في العام 1963، حيث شارك مع زملائه في عمليات القوات الجوية بعمليات التمشيط والطلعات جوية على طول ساحل تهامة، وفي مدن نجران وجازان السعوديتين لقصف تشكيلات الملكيين الأرضية، وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية.
وبعد عودة القوات المصرية من اليمن، ووقوع نكسة 1967، شارك في إعادة بناء القوات الجوية، وكانت القيادة تستخدمه في تجارب الخطط الجوية ضد العدو الإسرائيلي في معركة التحرير.
كان عام 1984 بداية مرحلة جديدة في حياة شفيق، الذي تم تعيينه ملحقًا عسكريًا في السفارة المصرية في روما لمدة عامين، وهي الفترة التي شهدت وقائع ساخنة عدّة وقرصنة جوية على طائرات مصرية، أبرزها حادثة اختطاف السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" من جانب أربعة فلسطينيين تابعين لجبهة التحرير العربية بزعامة محمد أبو العباس؛ للتوجه بها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، لكن مصر نجحت في إنهاء عملية اختطاف السفينة التي رست في ميناء بورسعيد.
عام 1991 عين شفيق رئيسًا لأركان القوات الجوية المصرية، ثم قائدًا لها في إبريل عام 1996، واستمر في المنصب لـ6 سنوات، وهي تعتبر أطول فترة لقائد القوات الجوية في مصر، وبعد تركه منصبه في مارس عام 2002 عين وزيرًا للطيران المدني، لينهي أربعة عقود كاملة من مسيرته العسكرية الحافلة.
وعقب أحداث ثورة 25 يناير برز اسم "شفيق" من بين الأسماء القوية المرشحة لخلافة حسني مبارك في رئاسة مصر، ليعلن بعدها دخوله غمار السياسة بعد تكليفه من قبل مبارك لرئاسة وزراء مصر يوم 29 يناير إلى 3 مارس 2011، لمحاولة منه لامتصاص الغضب الشعبي وتخفيف حدة الاحتجاجات الشعبية في الشارع المصري.
وفي إبريل 2012 تقدم الفريق شفيق بأوراق ترشحه رسميًا للجنة الانتخابات الرئاسية مستقلًا بعد جمع أكثر من 62 ألف توكيل، ممن يحق لهم التصويت، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد بـ30 ألفًا، ودخل في جولة الإعادة مع المرشح الإخواني محمد مرسي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية حينها، والتي شارك فيها 13 مرشحًا بـ5 ملايين و764952 صوتًا مقابل 5 ملايين و505327 صوتا لمرشح الإعادة شفيق، وهاجم المرشح الخاسر جماعة الإخوان بضراوة، واصفًا إياهم بأنهم يمثلون الظلام والأسرار.
وقبل نهاية العام ذاته أعلن شفيق تأسيسه حزب "الحركة الوطنية"، ثم غادر البلاد إلى دبي بعد انتهاء الانتخابات حينها، في أطول رحلة خارج مصر، مطلقًا سلسلة من التصريحات الساخرة حينًا والغاضبة والثائرة والرافضة لسياسات نظام "الإخوان" عند كل واقعة أو حادثة تضرب مصر في كثير من الأحيان، التي كان آخرها اتهامه النظام السياسي الحاكم بالخيانة عقب حادث الواحات البحرية.
وخلال فترة وجودة بالخارج، تم وضع اسمه على قوائم الترقب والوصول لاتهامه فى عدد من القضايا، إلا أنه فى نهاية العام الماضي صدر قرار برفع اسمه من تلك القوائم بعد انتهاء جميع القضايا المتهم فيها إلى البراءة أو الحفظ.
وفي 7 يناير 2018 أنهى شفيق اللغط وكثرة التكنهات حول ترشحة لانتخابات الرئاسة 2018، مسدلًا الستار عن انتهاء الجدل حول فكرة ترشحة من عدمها، ليؤكد تراجعه رسميًا عن خوض الانتخابات المقبلة لأنه لن يكون رجل المرحلة لغيابه عن المشهد المصري لمدة 5 سنوات.