استطاعت مجلة "نور" التي تصدر شهريًا عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن تستهدف الفكر المتطرف والإرهابي، من خلال عرض أبرز الحوادث الإرهابية التى وقعت وتصحيح مفاهيم الشباب والأطفال حول ما يحاول المتطرفين نشره فى المجتمع، وكان أخر تلك العمليات التي ناقشتها المجلة، حادث "بئر العبد"، الذى استهدف المصلين بمسجد الروضة بشمال سيناء، فى خطوة للأزهر الشريف لحماية الأطفال والشباب من سن 8 أعوام إلى 18 عام، من الوقوع فريسة الأفكار الإرهابية.
منذ أكثر من عامين، بدأت مجلة "نور" تطرح في الأسوق، في خطوة من الأزهر الشريف لاستيعاب فكر الأطفال والشباب دون الـ18 عام، ومدهم بالعلم والمعرفة بالطرق الشيقة، فيقول عبد المنعم حسين، نائب رئيس تحرير مجلة نور، وسيناريست باب "طاقة نور"، أن اختيار محتوى المجلة يتم من خلال دراسة اهتمامات الأطفال، واختيار المواضيع التي تناسب ما يحدث حول الطفل في المجتمع حاليًا.وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن المجلة تضم باب "طاقة نور" الذي يهدف للرد على الأفكار المغلوطة عن الإسلام، ويضم كل عدد من مجلة "نور" مناقشة حادثة إرهابية وقعت، وتصحيح المفاهيم الدينية التي يحاول المتطرفين والإرهابيين نشرها من خلال تلك العمليات، وإدعاء أن ذلك هو الإسلام.وأوضح أن "طاقة نور" بدأ في العدد الرابع للمجلة، تزامنًا مع بدء انتشار الفكر الإرهابي، ولذلك كان يجب التطرق إلى تلك الأفكار التي تحاول جذب عقول الشباب، مضيفًا: "في مجلة نور بدأنا في إنقاذ الأطفال من ذلك الفكر الذي يمكن أن يكون هو فريسة له بعد ذلك"، مشيرًا إلى أن المجلة ناقشت 22 فكرة إلى الآن، تعتمد جميعها على رأي متطرف أو حادثة إرهابية.وأشار إلى أن الشهر الماضي، ضم "طاقة نور" مقارنة مبسطة بين اللاعب محمد صلاح وشاب إرهابي يحاول قتل الأبرياء، وشرح الفرق بينهم، ليكون الطفل على علم بالصواب والخطأ، موضحًا أن عمل باب "طاقة نور" تطلب القراءة حول كيفية اقناع الطفل بالأفكار، ومعرفة السن الذي يمكن أن يستجيب فيه الطفل.وأكد نائب رئيس تحرير مجلة نور، وسيناريست باب "طاقة نور"، أن الأعمار من 12 إلى 18 عام، هما المهتمون بما يتم عرضه في باب "طاقة نور"، موضحًا أن هناك أطفال يقومون بمناقشة فريق المجلة عن المواضيع التي يتم طرحها وكيفية تصحيح الفكر الإرهابي، مشيرًا إلى كل ما يحتوية ذلك الباب يتم عرضه على الأزهر الشريف، نظرًا لأن فريق العمل ليس أزهريًا، والأزهر الشريف هو الممول للمجلة فور طرح الفكر، وخلال شهرين تم إصدار العدد الأول.وأشار إلى أن المجلة تبرز في كل عدد حادثة إرهابية كان له أثر كبير في نفوس المصريين، كحادثة "بئر العبد" التي وقعت نوفمبر الماضي، كان أبرزت المجلة في أحد أعدادها حادث مقتل السياح في شرم الشيخ، وغيرها من الحوادث الإرهابية، وذلك ليكون الطفل على علم دائم بما يجرى حوله من أحداث.وأوضح "حسين" أن وضع كلمة "خواج" و"مرتزقة" في العدد الأخير لمجلة "نور" عند مناقشة حادثة "بئر العبد" كان يقصد منه تعليم الطفل ما هي تلك الكلمات التي تقع على مسامعه، مشيرًا إلى أن الطفل الذي لا يعلم ما هي تلك الكلمات سيلجأ إلى والديه لسؤالهم حول تلك المفاهيم وبالتالي سيحصل على الإجابة، التي ستقوده لمعرفة أن منفذي الحوادث الإرهابية لا ينادون بالإسلام الصحيح الوسطي.وكشف أن مناقشة حادث الكنيسة البطرسية، كان له رد فعل كبير من جانب الأطفال، موضحًا أن فريق المجلة يجوب الكنائس لعقد لقاءات مع الأطفال المسيحيين، والمناداة بالدين الإسلامي الوسطي.وأكد أن هناك قوافل تجوب محافظات الجمهورية والمدارس والمكتبات، تتضمن زيارة فريق مجلة "نور" لمحافظتين شهريًا، لمناقشة الأطفال فى محتوى المجلة ومعرفة الأفكار التي تدور بذهنهم، موضحًا أن الفريق يسأل الأطفال دائمًا عن الأبواب التي حازت على إعجابهم في المجلة؛ لمعرفة ما يمكن التركيز عليه في الأعداد القادمة وما يجب تغيره، مشيرًا إلى أن "نور" توزع مجانًا في المعاهد الأزهر والخطوة التالية هي التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتوزيعها مجانًا على الطلاب في مختلف المدارس.وأوضح أن مجلة "نور" تتكون من باب أصنع بنفسك لاستغلال مهارة الطفل في الرسم، وباب عن أشهر أفلام الكارتون، باب "شكرًا أيها العقل" لزيادة ذكاء الطفل، أما عن باب "طاقة نور"، وغيرها من الأبواب، مشيرًا إلى أن مجلة "نور" تنشر الإسلام الوسطي، في كل ما تتناوله من مواضيع.ومن جانبها قالت الدكتورة سوسن فايد استاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن باب "طاقة نور" خطوة جيدة من القائمين على مجلة "نور" والأزهر الشريف، لحماية الفكر الشبابي وفكر الأطفال أيضًا من الوقوع فريسة للأفكار الإرهابية والمتطرفة، موضحة أن المجلة يجب أن تركز على قيم التسامح والتفاهم وتوضيح أن العنف شئ مكروه فى الدنيا الإسلامي.وأضافت في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن باب "طاقة نور" يجب أن يركز على المعالجة أكثر من عرض الحادثة الإرهابية، لحماية الطفل من تفاصيل تلك الحوادث التي مع الوقت يمكن أن تصبح شيئًا عاديًا أمامه، بعد تكرار رؤيته له.وأكدت أن تقبل مناقشة الفكر الإرهابي وتصحيح صورة الإسلام، تبدأ من سن 6 سنوات، مع تبسيط طرق طرح أساليب المعالجة وعرض الأفكار التي تحمي فكر الأطفال من الإرهاب، موضحة أن الأطفال في ذلك السن لا يدركون الأبعاد السياسية والعقيدة الفاسدة التي يستغلها المتطرفين لنشر الإرهاب، ولذلك باب "طاقة نور" من دوره تعليم الطفل كيفية تقييم الأحداث أمامه.