ads
ads

الإهمال يدق ناقوس الخطر في قصر عبد المجيد باشا الآثري بالمنيا (تقرير)

علي بعد خطوات تخطوها قدميك يقع قصر عبد المجيد باشا سيف النصر، نائب ملوي جنوب محافظة المنيا ليكون شاهدا علي حقبة تاريخية تظل محط ذاكرة المواطنين علي مدار السنوات المقبلة إلا أنه يعتريه بعض التهلكة.

حضرة صاحب عبد المجيد باشا سيف النصر ابن محمد الريدي بك بن خليفة السويفي بن نصر بن الحاج حامد بن محمد الريدي الكبير وهو الشقيق الاصغر لاشقائه مواليد قرية ديروط ام نخلة عام 1306هـ والذي شيد قصره عام 1333 هـ ونقش على وجهة السلملك لوحة من الجص مكتوبة بالبارز عليها ابيات شعرية نصها كالاتي: في سماء الفرقدين قد تبدت دار غرقد قد زهت في العالمينا، وغدا تاريخها في بيت شعر آية فــــــي المجد سلطانا مبينا،ياديارا ببهــــــا عبد المجيد ادخلوهـــــــــــــــا بسلام امنين.

ويقول محمود حسن السبروت المؤرخ التاريخي " إن الباحث والناظر إلي تلك الابيات يجد أن مجموع البيت الأخير اذا تم تحويله إلى أرقام وجمع خرج تاريخ البيت 1333هـ ويتكون هذا القصر من ثلاث طوابق من غير البدروم السري وينتهي في اعلاه قبة ومنارة يعلوها نسر وبه زخرفة داخلية وخارجية لامثيل لها،حيث احضر متخصصين أجانب لهذه الزخرفة من الخارج، ولديه من الابناء ثلاث "فوزي وشقيقتيه "، لافتًا إلي أن عبد المجيد باشا سيف النصر أصل نسبه عربي شريف فعائلته من حفدة الصحابي الجليل الزبير ابن العوام القرشي ابًا وأما ًالشهير المعروف فهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. 

وأوضح السبروت أن القصر مشيد على مساحة أكثر من 2500 متر وجعل به عبد المجيد باشا سيف النصر سبيل لشرب المياه للمارة ونقش على أعلى حائط السبيل أشعار تتضمن ادعية واذكار تخص شرب الماء وللشارب وصاب السبيل، وقام احفاد عبد المجيد باشا ببيع القصر في عام 1992م تقريبا إلى أبناء الحاج عبد الرحيم كريم والذي لم يسكنوه إلى الان والذي يقام فيه كل عام في شهر رمضان الكريم سهرة رمضانية قرآنية حتى تاريخه وهو مدون بسجلات هيئة الاثار الا أنه يعتريه بعض التهلكة خاصة بسور القصر، مشيرًا إلي أن القصر مربع وعلى اربع شوارع الذي به الباب العمومي هو شارع سيف النصر ومن ناحية الشمال شارع السبيل (سبيل القصر) والمعروف حاليا بشارع الشهداء ومن الجنوب شارع رياض بك ومن الخلف شارع محمد محمود باشا.

ولفت السبروت إلي أن عبد المجيد باشا سيف النصر رُشِحَ عضوا في مجلس النواب (مثل مجلس الشورى) نائب عن مدينة ملوي من عام 1931 الى 1933م ومن1936الى 1942م ومن 1944الى 1952م، كما حصل على الباشاوية، عام 1944م، مشيرًا إلي أن عبد المجيد باشا عرف بصاحب يد الكرم بملوي لما قدمه للمواطنين من مستفيات ومدارس وغيرها ياتي في مقدمتها مستشفى الصدر خلف المستشفى من الناحية الغربية، مستشفى المصح الوقائي للاطفال الذي تغير اسمه إلى الرمد حاليًا بجوار مستشفى الصدر، مسجد المجيدي الغربي بمبنى مستشفى ملوي العام الذي وصى بأن يدفن فيه وقام بنقل جثتي والديه من مدافن شرق النيل (عمر بن الخطاب) الى مدفنه بمسجد المستشفى والذي دفن فيه ثم من بعده ولده ثم بنته التي أوصت ان تدفن بجوار ابيها فلما توفاها الله وتم تلبية وصيتها وجاءوا بها من القاهرة الى ملوي لجوار ابيها، وعند اللحد وجدو جثمان عبد المجيد باشا كما هو على حاله غير متآكل والمقبرة أسفل مأذنة المسجد ومدخلها من خلف المسجد والذي كان للمقام شاهد (ضريح) أعلى المقبرة في الطابق العلوي وتم ازالته واستخدم المكان كمكتب للكتب وغرفة لإمام المسجد، مسجد المجيدي الشرقي المعروف بشارع المجيدي حاليا في عام 1955م 1874هـ والذي كان اسم الشارع من قبل شارع الملكة فريدة، جمعية تحفيظ القرآن الكريم بشارع ابو بكر الصديق، مدرسة الثناوية العامة شرق المحطة.

وأضاف محمود حسن السبروت، أن عبد المجيد باشا ساهم بالتبرع في الكثير من بناء المساجد خاصة مسجد الشيخ ناصر الذي تم تجديده في 1955م والذي كان من قبل معروف باسم مصطفى كاشف الشرقي وكان له مطعم مجاني (مضيفة) للفقراء بجوار الحمام الشعبي بشارع المسجد العرفاني مكان المتحف والمعهد الديني الحاليين، كما انه كان يفتح قصره لاي شخص فقيرا كان اوغني ليلبي طلباتهم.

وأستكمل السبروت أن عبد المجيد باشا رفع مكانة ملوي عقب قيامه بدوره كنائب عن مدينة ملوي ومن اغنى اغنيائها برفع كتاب الى جلالة الملك فاروق بعنوان. {ملوي ترفع ولاءها الدائم الى مقام المليك المفدى} ؛ وذلك ليرفع مكانة ملوي لتكون عاصمة القاهرة الكبرى عن الوجه القبلي وذلك لما صدر قرار تقسيم مصر الى مديريتين الوجه البحري باسم الفؤادية والوجه القبلي باسم الفاروقية وذكر في كتابه أهمية ملوي بالنسبة لمصر باكملها حيث تضم مصانع الملابس بحي مالطه (الذي كان يأخذ مربع كامل كبير شرق المسجد العرفاني قبل بناء المسجد) والذي كان ينتج من ملوي ملابس لمصر وغير مصر وملابس للجيش المصري من هنا في ملوي والذي يذكر فيه ان ملوي بها اكثر من 120مصنع للعسل الاسود والمياه الغازية والفنادق الفخمة والطرق المتسعة والمشجرة والكثير من المدارس الاميرية ومدارس اللغات والمدارس الاجنبية الفرنسية والامريكية والمساجد الاثرية والكنائس واضرحة السادة الاولياء ونادي للعائلات وسيارات ملاكي وأجرة والقصور والعقارات الفخمة المتميزة ولكن وقعت ثورة 1952م قبل تنفيذ القرار.

وأردف السبروت " انه عندما ذهب رجلان الى عبد المجيد باشا لتحصيل قيمة تبرع منه لتشييد بناء مسجد الشيخ ناصر بعد هدمه وقد كان باسم مصطفى كاشف الشرقي فلما وصلا اليه استضافهما اولا وطلب لهم شاي وكان المطبخ امام الضيوف فراء عبد المجيد باشا الصفرجي اشعل ثلاثة اعواد ولم يستطع اشعال الوابور فنهره بلطف وقال 3اعواد علشان تولع البابور وأخذ منه الكبريت واشعله من او مرة وشرب الضيوف الشاي وهما بالذهاب فسألهم عن سبب مجيئهم فقال لاشئ فاستغرب واصر ان يعرف سبب مجيئهم فاجابوا كنا نريدا التبرع لبناء جامع الشيخ ناصر فقال وما اسكتكم قال الموقف اللي شاهدناه عن الكبريت فاذا كان حضرتك زعلت وصرخت في الرجل على ثلاث اعواد فمقدرناش نطلب التبرع فتبسم وقال هذا شئ وهذ شئ آخر الكبريت دار عانة استخدام اما التبرع لله فان لم أتبرع انا فمن الذي يتبرع ودخل وخرج ودفع مائة جنيه، في حين انه لما نوى الحج كان مريضا فأخذ على نفقته ممرض لرعايته الطبية وترك دفتر شيكاته الى المفوضون في بناء مسجد المجيدي الشرقي فتم الانتهاء من عمل المسجد قبل عودته وتبقى مبلغ من المتروك على ذمة المسجد فصرفه المفوضون في باقي عمارة مسجد الشيخ ناصر فلما عاد وأحس بان صحته قد تحسنت أكمل مسجد الشيخ ناصرعلى نفقته ".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً