استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، نظيره الإريتري، أسياس أفورقي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن الاحداث الأخيرة بالقارة الإفريقية، وسيتم التباحث -أيضًا- عن مستجدات الأوضاع في القارة الإفريقية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تشهد المباحثات تأكيد استمرار برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والبحث حول الأوضاع والقضايا المتعلقة بالمنطقة، لتحقيق على السلام والاستقرار، رغم توتر العلاقات بين مصر وبعض الدول الإفريقية الفترة الأخيرة، خاصة بسبب تفاقم أزمة سد النهضة، حيث توقع العديد من الخبراء أن يكون لتلك الزيارة تأثيرًا قويًا فى تقوية رباط العلاقات بين مصر ودول حوض النيل.
وفى هذا السياق، أكد العديد من الخبراء على أهمية تلك الزيارة موضحين أبرز الملفات التى ستكون على طاولة النقاش.
الشويمى: زيارة رئيس إريتريا لبحث قضايا الإرهاب
أكد السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الإريتري لمصر الهدف منها هو التناقش حول الكثير من قضايا الإرهاب نظرًا لما تعاني منه "إريتريا" من الأعمال المتطرفة خاصة بفترة التسعينات.
وصرح "الشويمى" خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، بأن الرئيس "أفورقي" بادر بالتنسيق مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس أفورقى له خبرة كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب وسيتحدث مع نظيره السيسي فى ذلك، لافتًا إلى أن هذه ليست الزيارة الأولى للرئيس أفورقى إلى مصر.
ونوه "الشويمي" أن الرئيس السيسي يدعو قادة إفريقيا لطائلة الحوار لتفهم السياسة المصرية والتي تقضي بحسن الجوار وحسن النية واحترام قواعد القانون الدولي.
صلاح حليمة: تأمين منطقة البحر الأحمر على رأس أولويات الرئيسين
بدوره، شدد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، على ضرورة وجود تعاون بين مصر والدول الإفريقية فى مواجهه التطرف، ووجود تعاون دولي أيضًا خاصة نحو المنظمات الإرهابية فى القارة والدول العربية.
وأكد "حليمة" فى تصريحات لفضائية إكسترا نيوز، أنه لابد أن يكون هناك تركيز قوي من قبل مصر والدول الإفريقية فى تلك المرحلة لتحقيق الأمن بمنطقة البحر الأحمر، لافتًا إلى أن هناك خطورة إثر وجود قواعد عسكرية فى الصومال وسواكن وفى أكثر من دولة فى جيبوتى، مشددًا على خطورتها لما تثيرة من القلق والتوتر بمنطقة البحر الأحمر.
وتابع:" هذه القواعد المنتشرة بدول القارة السمراء، لها تأثير على انتشار الإرهاب، والإتجار بالبشر وانتشار المخدرات وغيرها، منوهًا إلى ضرورة تركيز مصر والدول الأخرى لتدعيم الجوانب الأمنية، فلابد أن يكون البحر الأحمر منطقة سلام وأمان".
أضاف "حليمة" أن هناك تعاون استخباراتى بين الدول الإفريقية لمواجهه الإرهاب، لافتًا إلى أن تأمين منطقة البحر الأحمر مُدرج على أولويات قائمة أعمال الرئيسين.
وحول العلاقات المصرية الإرترية، أكد أن كلا البلدين بينهما علاقات تاريخية وطيدة، تتعلق بالنشاط التجارى والأوضاع الاقتصادية ومواجهه الإرهاب.
وفيما يخص توتر العلاقات بين السودان وارتريا، لفت إلى أن السودان أغلقت حدودها مع إريتريا، بعد أن زعمت "السودان" بأن إغلاق الحدود يتعلق بعملية نزاع السلاح بشرق السودان.
وتطرق "صلاح" للحديث حول "الملف المائى" كأهم المجالات الحيوية لمصر، منوهًا إلى أن هناك مشروع لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، كمشروع ضخم تشارك فيه ثمانِ دول افريقية ولمصر دور محورى يتعلق بالأمن المائى، ويتعلق هذا المشروع بالبنية التحتية وعمليات تشغيل حالات البطالة التى تعانى منها دول افريقية كثيرة.
وأشار إلى أن هناك اهتمام أيضًا من مصر حول قضية الحزام والطريق، وهذا منحى جديد من أشكال التعاون، مشيرًا إلى أن مصرتسعى لإقامة شراكات مع دول افريقية وزيادة حجم الاستثمارات فى شتى المجالات.
أيمن شبانة: مصر حريصة على إستعادة دورها الريادى القارة الإفريقية
قال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية إن الملفات المطروحة هى جميعها ملفات مكلمة لبعضها فلا يمكن القول بإن هناك ملف أكثر أهمية أكثر من الأخر.
وأكد "شبانة" فى تصريحات تلفزيونية، أن مصر حريصة على استعادة دورها الريادى بالقارة بآليات اقتصادية جديدة وخطاب سياسي جديد، ووضع أطر للتعاون الأمني لمواجهة التهديدات الأمنية فى القاهرة.
واستكمل: "كان الخطاب المصري فى الخمسينات يركز على تحرير القارة من الأستعمار، وهذا لم يعد مطروح الآن، أصبحنا نتطرق لها من باب الأمن والتنمية ودور مصر فى تعزيز المكانة الدولية فى القارة الافريقية وقضاياها".
وتابع:" على رأس تلك التهديدات الأمنية التى تعانى منها القارة، الصراعات الأهلية والاتجار بالبشروالمخدرات وهى ملفات تستوجب تعاون.
ولفت إلى أن زيارات الرئيس السيسى للقارة الإفريقية حققت فارق كبير، فالجابون كان السيسى أول رئيس يقوم بزيارتها وأيضًا تشاد فهي دولة مهمة فى مكافحة الإرهاب.