استعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقليداً كان يعرف بـ"دبلوماسية الحصان" ، حين قدم للزعيم الصيني شي جينبينج في أول أيام زيارته الرسمية للصين، جواداً من جياد الحرس الجمهوري الفرنسي.
وبدأت زيارة ماكرون للصين التي تستغرق ثلاثة أيام في شيان التي كانت تعد نقطة انطلاق شرقية لطريق الحرير القديم حيث زار هو وزوجته بريجيت جيش التيراكوتا الصيني المكون من تماثيل الجنود الصينيين .
وتمثل بداية زيارة ماكرون للصين من هذه المدينة معبراً عن دعم الرئيس الفرنسي لمشروع "طرق الحرير الجديد" الذي تعتزم بكين تنفيذه عبر آسيا وأوروبا.
وتقضي المبادرة البالغة قيمتها ألف مليار دولار بإقامة حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحرية تسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي.
ويتضمن هذا المشروع العملاق بناء طرق ومرافئ وسكك حديد ومناطق صناعية في 65 بلداً تمثل ستين بالمئة من سكان العالم وحوالي ثلث إجمالي الناتج العالمي.
ومن شأن هذا القرار أن يثير ارتياح القادة الصينيين لانسجامه مع مبادرة "الحزام والطريق" بحسب ما يعرف في الصين مشروع البنى التحتية الهائل الذي باشره الرئيس شي جينبينج عام 2013 ويهدف إلى إحياء طريق الحرير القديم الذي كانت تنقل عبره منتجات من الإمبراطورية إلى أوروبا.
حصان الحرس الجمهوري
ووقع اختيار ماكرون الذي يجيد الدبلوماسية الناعمة واستخدام الرموز على جواد بني اللون عمره ثماني سنوات واسمه فيسوفيوس من جياد فرقة الفرسان بالحرس الجمهوري وواجه فحوص الحجر الصحي الصينية المشددة لتقديمه هدية للرئيس شي جين بينج.
وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها فرنسا واحداً من جياد فرقة الفرسان هدية كما أنها تمثل رداً على "دبلوماسية الباندا" الصينية بعد أن أصبحت بريجيت زوجة ماكرون عرابة لحيوان الباندا الصيني الذي أعارته بكين لحديقة حيوان قرب باريس.
وهذه الهدية لفتة دبلوماسية غير مسبوقة في أعراف الرئاسة الفرنسية وجاء اختيارها بعد أن أبدى الرئيس الصيني افتتانه بفرقة الفرسان المكونة من 104 فرسان التي رافقته خلال زيارته الأخيرة إلى باريس عام 2014،يضم نحو 50 من رجال الأعمال.
ووجئ الجميع بفكرة تقديم حصان إلى الصينيين،أولا لأنه هو نفسه رفض حصانًا أراد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا تقديمه له خلال زيارته الاولى إلى مالي، إلا أنه عاد واستخدم هذه الوسيلة الدبلوماسية مع الرئيس الصيني.
وثانيًا لأن ماكرون قدم حصاناً مخصيا، في حين أن التقليد يقضي بأن يكون الحصان الهدية قادرًا على التكاثر، وقد تم تناسي كل هذه التقاليد اليوم، ولو كانت هذه الهدية قدمت خلال القرنين الثامن عشر أو التاسع عشر لكانت اعتبرت إهانة.