هل سيعزل "ترامب"؟.. عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي: الرئيس الأمريكي يسيطر علي مجريات التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016.. ومحللين سياسيين: محاميه لا يثق في اعطائه الحقائق خشية من اتخاذ قرار خاطئ

كتب : سها صلاح

كشفت تحريات السيد مولر المستشارالخاص في جريمة عرقلة العدالة تظهر محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على مجريات التحقيق في تدخل روسيا في انتخابات 2016، حيث أعطي ترامب تعليمات حازمة في مارس 2017 إلى دونالد ماكجان كبير محامي البيت الأبيض لإثناء وزير العدل جيف سيشين عن تنحية نفسه عن الاشراف على التحقيق الذي أجرته وزارة العدل حول ما إذا كان افراد حملة ترامب الانتخابية قد تواطؤا مع الروس في التدخل في انتخابات عام 2016.

وأكد ماك الشرقاوي المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن السيد سيشين وزير العدل اتخذ المشورة الفنية والمهنية من المختصين بوزارة العدل بشأن تنحية نفسه بالاشراف على التحقيق في تدخل الروس في الانتخابات الامريكية 2016.

خاصة أنه قد اجتمع خلال الحملة الرئاسية مع سفير روسيا في الولايات المتحدة أكثر من مرة وكان قد أغفل هذا اثناء جلسات تأكيد تعيينه كوزير للعدل وقد أخبر المشرعين بالكونجرس أنه لم يلتق بالروس أثناء الحملة.

وقال أن الديمقراطيون بدأوا يطالبون السيد سيشين بالنتحي وعلى الصعيد الاخر أمر الرئيس الأمريكي، السيد ماكجان كبير محامي البيت الأبيض أن يبدأ حملة ضغط على السيد سيشين لأثناه عن التنحي.

و المعروف أن "سيشين" كان عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية الباما وأيضا عضوا بارزا في حملة الرئيس ترامب الانتخابية، وتنفيذا لأوامر الرئيس ترامب قام "ماكجان" بالضغط على "سيشين" ليظل مسؤولاً عن التحقيق بحجة أنه لم يكن بحاجة إلى التنحي عن مباشرة التحقيق بل عليه المضي قدمًا فيه، وأن تنحيه لن يمنع الديمقراطيين من القول بأنه قد كذب على الكونجرس.

ولكن بعد أن ابلغ "سيشين"، "ماكجان" بإن مسؤولي وزارة العدل المهنيون اوصوا بأنه يتحتم عليه التنحي، تفهم السيد ماكجان هذا وتراجع عنه.

وأكد "ماك الشرقاوي" أن عدم نجاح ماكجان في مهمته كان سبب في اندلاع غضب الرئيس ترامب الشديد أمام العديد من المسؤولين في البيت الأبيض، قائلا إنه يحتاج إلى سيشين لحمايته مثل ما فعله وزير العدل روبرت كينيدي لحماية شقيقه الرئيس جون كينيدي وأيضا كما فعل وزير العدل إريك هولدر لحماية الرئيس باراك أوباما.

مما لا شك فيه إن الضغط الذي تعرض له السيد سيشين هو أحد الحلقات العديدة التي لم يتم الافصاح عنها مسبقاً والتي علم بها المستشار الخاص روبرت مولر حول ما إذا كان السيد ترامب قد عرقل العدالة من عدمه.

من بين الحلقات الأخرى، وصف الرئيس ترامب التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات بأنه "ملفق وذات دوافع سياسية" في خطاب كان ينوي إرساله إلى السيد جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية في ذلك الوقت، ولكن مساعدو البيت الأبيض طلبوا منه عدم إرسال هذا الخطاب.

وأيضا أيد السيد مولر الادعاءات التي أدلى بها السيد كومي في سلسلة من المذكرات تصف التصرفات المقلقة من الرئيس له وذلك قبل اقصائه من منصبه في مايو 2017.

وحصل السيد مولر المستشار الخاص أيضا على مذكرات مكتوبة بخط اليد من كبير موظفي البيت الابيض السابق، السيد رينس بريبوس، تبين أن الرئيس ترامب تحدث إليه عن الطريقة التي دعا بها السيد كومي إلى حثه على القول علانية بأنه لم يكن قيد التحقيق.

وكذا عزم الرئيس ترامب على اقصاء السيد كومي مما دعا السيد ديلون أحد محامي البيت الأبيض إلى اتخاذ خطوة غير معتادة وقام بتضليل الرئيس ترامب حول ما إذا كان لديه سلطة اقصاء السيد كومي،وحقيقة الأمر أن الرئيس، بوصفه رئيس السلطة التنفيذية، لا يحتاج إلى أسباب اقصاء السيد كومي.

وعلق ستيفن فلاديك، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة تكساس في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، قائلا هذه حالة "غير عادية"، مضيفًا أنه لا يستطيع التفكير في حالة مماثلة حدثت في أي من الإدارات السابقة وهذا يدل على ان محامي الرئيس لا يثقون في اعطائه كل الحقائق لأنهم يخشون ان يتخذ قرارا لا يناسب الادارة.

وقبل أربعة أيام من اقصاء السيد كومي، طلب أحد مساعدي السيد سيشين وزير العدل من أحد موظفي الكونجرس ما إذا كان لديه معلومات ضارة عن السيد كومي، وهو جزء من جهد واضح لتشويه سمعة السيد كومي، ومن غير المعروف ما إذا كان محققو السيد مولر يعرفون هذه الواقعة.

كما يبحث السيد مولر ما إذا كان الرئيس ترامب قد أمر مساعديه على الطائرة الرئاسية في رحلة العودة من قمة العشرين إصدار بيان مضللاً باسم ابنه دونالد ترامب الابن في يوليو ردا على مقال نشرته صحيفة التايمز حول اشتراك دونالد ترامب الابن في اجتماع عقده مسؤولو حملة ترامب مع المحامية الروسية بشأن امداد حملة ترامب بمعلومات من شأنها الاضرار بمرشحة الحزب الدمقراطي السيدة هيلاري كلينتون في عام 2016.

جاء في كتاب جديد بعنوان "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"، من تأليف مايكل وولف، إن محامي الرئيس يعتقدون أن البيان كان “محاولة صريحة لتعطيل التحقيق"، مما قاد أحد المتحدثين الرسميين للرئيس ترامب الى الاستقالة لأنه يعتقد ان ذلك بمثابة عرقلة للعدالة.

وعلى الصعيد الاخر صرح محامو الرئيس ترامب إن الرئيس قد تعاون تماما مع التحقيق، وأعربوا عن ثقتهم بأن التحقيق سيختتم قريبا، وقالوا انهم يعتقدون انه سيتم تبرئة الرئيس، وانهم يأملون في نشر هذا الاستنتاج.

و قال ماك الشرقاوي القضيتين الرئيسيتين الآن هل عرقل الرئيس ترامب العدالة أثناء تواجده في منصبه؟، وما إذا كان هناك تواطؤ بين حملة المرشح الرئاسي ترامب وروسيا - فهناك العديد من الأدلة التي تربط بين الرئيس واحتمال حدوث عرقلة للعدالة ولكن هل هي كافية خاصة أن الرئيس ترامب يتمتع بسلطات تنفيذية واسعة بما في ذلك تعيين الموظفين واقصائهم وأيضا اثبات سوء النوايا عندما اتخذ الرئيس ترامب اجراءات الاطاحة بالسيد كومي، وهل طلب الرئيس ترامب من الشهود بالكذب تحت القسم.

وبغض النظر عما إذا كان السيد مولر يرى أن هناك ما يكفي من الأدلة لتقديم دعوى ضد الرئيس، فإن اعتقاد السيد ترامب بأن وزير العدل ينبغي عليه أن يحميه، وكان للرؤساء علاقات وثيقة مع وزراء العدل، ولكن هوس السيد ترامب بالولاء أمر غير معتاد، خاصة بالنظر إلى تحقيق وزارة العدل معه وافراد حملته الانتخابية.

وكان المحامي أوتام ديلون مقتنعًا بأن اقصاء السيد كومي يمكن أن يعرض رئاسة ترامب للخطر لأن ذلك سوف يجبر وزارة العدل على فتح تحقيق حول ما إذا كان الرئيس ترامب يحاول ايقاف التحقيق في تدخل الروس في الانتخابات.

ونجحت محاولات مسؤولي البيت الأبيض في ايقاف الرئيس ترامب من اقصاء كومي حتى الثالث من مايو 2017، عندما مثل السيد كومي امام الكونجرس وقد أمضى معظم الوقت في وصف سلسلة من القرارات التي اتخذها خلال تحقيق المكتب في حساب البريد الإلكتروني الشخصي الخاص بهيلاري كلينتون.

ومرة أخرى، رفض السيد كومي الإجابة على أسئلة من المشرعين بشأن ما إذا كان السيد ترامب قيد التحقيق من عدمه. مما اثار حفيظة الرئيس ترامب فقد فرغ غضبه على سيشين الذي كان في البيت الأبيض في ذلك اليوم.

وانتقده لتنحية نفسه من مباشرة التحقيق الروسي، وشكك في ولائه، وابلغه انه يريد اقصاء السيد كومي. وكرر انه يجب عليه حماية البيت الأبيض.

وبعد يومين من شهادة السيد كومي، اقترب أحد مساعدي السيد سيشين من موظف في الكونجرس وسأل عما إذا كان لديه أي معلومات مهينة عن السيد كومي،و أراد وزير العدل السيد سيشين ان ينشر مقالة سلبية واحدة يوميا في وسائل الإعلام حول السيد كومي للتشهير به،ونفت متحدثة باسم وزارة العدل هذه الحادثة وقررت انها لم تحدث.

وفي وقت سابق من ذلك اليوم، قام رود روزنستاين، نائب وزير العدل ابلغ مساعده بأن كبار محامي البيت الأبيض ووزارة العدل بحاجة لمناقشة مستقبل السيد كومي. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه المحادثة تتعلق بالجهود المبذولة للإطاحة بالسيد كومي.

قضى السيد ترامب عطلة نهاية الأسبوع في نادي يملكه ببلده في بد منستر، نيوجيرسي، وناقش إمكانية عزل السيد كومي مع زوجه ابنته جاريد كوشنر وأيضا مستشاره السياسي البارز ستيفن ميلر.

وقال إنه قرر أن يقصي السيد كومي، وطلب من السيد ميلر أن يساعد في وضع رسالة يعتزم الرئيس إرسالها إلى السيد كومي.

وصرح مسؤولون بالبيت الابيض ان الرسالة لم تتضمن أي اشارة الى روسيا او تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي يوم الاثنين 8 مايو 2017، اجتمع السيد ترامب مع السيد سيشين والسيد روزنستاين لمناقشة اقصاء السيد كومي، ووافق السيد روزنستاين على كتابة مذكرة توضح اسباب اقصاء السيد كومي.

وقبل كتابتها، أخذ نسخة من الرسالة التي قام السيد ترامب والسيد ميلر بصياغتها خلال عطلة نهاية الأسبوع في بيد منستر،وقام الرئيس ترامب بإقصاء كومي في اليوم التالي.

وفي مقابلة تليفزيونية قال الرئيس ترامب انه قد قاء باقصاء كومي بسبب التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية 2016 وليس وفقا لتوصية والسيد روزنستاين نائب وزير العدل.

وبعد أسبوع، قالت صحيفة التايمز أن السيد ترامب قد طلب من السيد كومي في فبراير 2017 إغلاق تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي مع مايكل فلين، الذي كان في ذلك الوقت مستشار الأمن القومي.

مما يعد أيضا محاولة من الرئيس ترامب لتعطيل العدالة وفي اليوم التالي، أعلن السيد روزنستاين أنه عين السيد مولر مستشارا خاصا للتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية 2016.

غضب الرئيس ترامب لسماعه خبر تعيين السيد مولر مستشارا خاصا، وقال الرئيس في اجتماع بالمكتب البيضاوي ان وزير العدل غير مخلص وانه اخطئ في تنحية نفسه عن مباشرة التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، وطلب من السيد سيشين الاستقالة.

وبالفعل أرسل السيد سيشين استقالته إلى الرئيس في اليوم التالي. ولكن الرئيس ترامب رفضها.

وهنا بدأ الرئيس ترامب في الاعتقاد أنه فقد السيطرة على التحقيق في قضية تدخل الروس في الانتخابات وذلك بعد تعيين المستشار الخاص روبرت مولر في مايو 2017.

قال حاتم الجمسي المحلل السياسي في الشئون الأمريكية و الشرق الأوسط أن روبرت مولر لم يوجه استدعاء رسمي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل طلب لقاء للرد علي بعض رسمياً،وحتي الآن لم يوجه الطلب رسمياً.

وأضاف أن التسريبات تؤكد أن فريق ترامب القانوني يلتقي بأعضاء من حملة التحقيق الخاصة بشأن قضية روسيا التي يرأسها المحقق الأمريكي "روبرت مولر" مدير "الأف بي أي" السابق، للتوصل إلي اتفاقات بشأن تلك المقابلة التي طلبها المحقق مع الرئيس الأمريكي ومتي و أين؟ لتكون بصيغة قانونية.

وأشار إلي أنه لم يتم حتي الآن التوصل لشئ بشأن المقابلة من حيث هل سيتم مقابلة الرئيس ترامب مع مولر شخصياً ويتم طرح الأسئلة عليه؟ أم سيتم هذا من خلال فريق التحقيق الذي يرأسه "روبرت"، أم سيتم الرد علي أسئلة مولر بطريقة كتابية حتي يراجعها الفريق القانوني لترامب حتي يتم التأكد أنها لم تحمل عبارات تعقد الأمور القانونية بالنسبة لترامب.

وأكد "الجمسي" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد بشدة ذلك اللقاء ليبقي علي "اسمه نظيفاً" علي حسب وصفه، للرد علي كل الأسئلة بشأن تلك القضية، بول مانفورت مدير حملة ترامب الانتخابية تم ادانته في أكتوبر الماضي بتهمة غسيل أموال من خلال أعماله مع دولة أوكرانيا،وسوف يتم الإطاحة بشخصيات الخط الثاني و الثالث و الرابع من إدارة الرئيس الأمريكي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً