لماذا يتآمر الإعلام الغربي ضد مصر في أزمة الطائرة المصرية؟

ألم وحزن ودموع.. مشاهد جسدتها وجوه المصريين عقب سماع نبأ سقوط الطائرة المصرية "إيرباص" فجر الخميس الماضي، إلا أن الإعلام الغربي لم يرحم، وسعى كعادته لينخر كالسوس في عظام المصريين دون رحمة أو شفقة، رافعًا لشعار "مصلحتي مع مين"؟

نقطة البداية كانت من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فعقب ساعات من حادث سقوط الطائرة، نشرت الصحيفة تقريرا يضم 4 سيناريوهات زعمت أن أحدها سبب للحادث، وزعمت الشبكة الأمريكية أن أحد أسباب سقوط الطائرة ربما يكون انتحار قائد الطائرة نفسه، مستندة إلى واقعة طائرة البطوطي، الطائرة المصرية التي سقطت في عام 1999، حينما زعمت التحقيقات الأمريكية أن قائد الطائرة هو من تسبب في سقوطها، خلال رحلتها من ولاية نيويورك الأمريكية.

وحاولت الشبكة الإعلامية "المشبوهة" استباق التحقيقات التي تجريها السلطات في مصر وفرنسا، وحاولت توجيه الرأي العام ناحية اتهام القائد المصري للطائرة بالتورط في الحادث، ما دفع الخارجية المصرية للرد سريعا على الشبكة الأمريكية، من خلال المتحدث باسمها أحمد أبو زيد، قائلًا: إن "إعطاء شبكة سي إن إن الأميركية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، في وقت ما تزال فيه الأسر بحالة حداد، أمر لا يبعر عن الاحترام".

لم تكن تلك هي الضربة الوحيدة التي تعرضت لها مصر علي خلفية حادث الطائرة ولكن الاعلام الفرنسي أيضا سعي بكل طاقته الي الوقوف بجوار بلاده بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، موضحة أن الإعلام على اختلاف توجهاته الحزبية والسياسية والمعارضة يقف مع وطنه بالدفاع عن فرنسا ومحاولة إقناع الرأى العام أن الطيار المصرى هو سبب إسقاط الطائرة عن قصد "حادث انتحار".

أما صحيفة الجارديان فقالت إن حادث تحطم الطائرة التى كانت تحمل على متنها 66 شخصا يثير المخاوف حول سلامة الركاب الذى يسافرون إلى مصر، وحول مستويات الأمن فيها وفى أماكن أخرى.

وتابعت الصحيفة قائلة إنه لا يوجد سبب مستبعد سواء كان الإرهاب أو خطأ فنيا لاحتمالات سقوط الطائرة من طراز إيرباص A320 وهى طائرة حديثة، لها سجل سلامة جيد، إلا أن الرحلة التى انطلقت من باريس متجهة إلى القاهرة تربط اثنين من أكثر الأهداف وضوحا لمتطرفى داعش وهما مصر وفرنسا.

وأوضحت الصحيفة أن مصر اعترفت على مضض بأن الإرهاب هو السبب الأكثر ترجيحا للمأساة، لكن التحقيقات المصرية الرسمية فى حادث سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر لم يخلص إلى أن قنبلة هى التى أسقطت الطائرة، إلا أن الصحيفة تطرقت إلى بعض القلق من الإجراءات فى فرنسا، وذكرت أن أحد الخبراء البارزين أعرب سرا عن قلقه بشأن مطار شارل ديجول الذى له تاريخ من النشاط المرتبط بالإرهاب.

في حين فجرت الصحفية فينسيان مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفة خلالها عن تلقيها تعليمات بتقديم تقارير عن حزن عائلات ضحايا حادث الطائرة، والحديث عن توجيه الاتهام إلى الأمان في شركة الطيران المصرية، ما دفعها إلى إعلان استقالتها من عملها اعترضا على ذلك.

وأضافت الصحفية المستقيلة، عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رفضت قائلةً أننى لم أستطع لقاء الأهالى، وبما إن سبب الحادث غير معروف لم أكن أستطيع توجيه الاتهام، ولا حتى التلميح بمسئولية، مصر للطيران عن الحادث.

كما حاولت صحيفة "الديلى تليجراف" البريطانية استبعاد أى شبهات حول الإجراءات الأمنية فى مطار شارل ديجول فى باريس، الذى أقلعت منه الطائرة المصرية المنكوبة قبل سقوطها فى البحر المتوسط.

وقالت الصحيفة البريطانية فى تعليق على الحادث إن مطار شارل ديجول معد بمراقبة عالية وإجراءات أمنية مشددة للغاية لاسيما فى أعقاب هجمات باريس العام الماضى.

وأشارت إلى أن سلطات مطار شارل ديجول فصلت فى ديسمبر الماضى نحو 60 موظفا من عملهم لشبهة أن لديهم آراء متطرفة، وتم رفض منح 70 موظفًا تصاريح للدخول إلى أماكن مغلقة فى المطار بعدما خضعوا للتدقيق، بالإضافة إلى عدم تمديد تصاريح لموظفين آخرين، ومنذ هجمات باريس فى نوفمبر الماضى يخضع موظفو المطار للتدقيق.

وتقول الديلى تليجراف إنه يجب الإشارة إلى أن الطائرة المصرية المنكوبة كانت فى مطار أسمرة بإريتريا وذهبت إلى تونس وربما تم زرع قنبلة بها فى إحدى البلدين، أو خلال توقفها فى القاهرة، وليس فى باريس، لاسيما أن تنظيم داعش لديه خلية فى مصر، على حد قولها. ومضت قائلة إنه ربما لم يتعلق الأمر بزرع قنبلة، فانحرافات الطائرة قبل سقوطها وعدم إرسال إشارات تحذيرية من قمرة القيادة، ربما يشير إلى عملية خطف وليس تفجير، على الرغم من أن الإجراءات الأمنية الحديثة تجعل هذا الأمر صعبا.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز خط سير الطائرة المنكوبة، قبل وصولها إلى مطار شارل ديجول فى باريس، وقالت إن المحققين يحاولون تجميع القرائن كافة لمعرفة أسباب سقوط الطائرة المصرية، ويرى المحللون ضرورة التركيز على المطارات التى هبطت بها الطائرة خلال الـ24 ساعة السابقة للحادث، إذ أنها هبطت فى بلدان أثارت معايير أمن الطيران بها قلقها من قبل، حسبما تقول.

كما عرضت صحيفة الإندبندنت البريطانية بدورها نقلت عن أحد الخبراء زعمه أن خلافا داخل قمرة القيادة ربما يكون السبب وراء ما حدث للطائرة، وقال مايك فيفيان، الرئيس السابق لعمليات الرحلات بهيئة الطيران المدنى فى بريطانيا، إنه يميل لنظرية أن هناك تدخلا على الطائرة، وكان هناك صراع للسيطرة عليها.

و هو ما دفع شريف فتحي، وزير الطيران، اتهام الإعلام الغربي بالتضليل ومحاولة توجيه الاتهام إلى مصر بالتقصير، في حادث سقوط الطائرة، مشيرًا إلى أن المكالمة بين طيار الطائرة المصرية ليس بها أي معلومات جديدة.

وقال "فتحي"، إن ما يحدث من الإعلام الغربي، محاولة لتصغير وتوريط الدولة المصرية وهذا أمر غير مقبول علي الإطلاق، موضحًا أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع إحدى وسائل الإعلام الفرنسية وأكد لها أن المعلومات والحقائق لن تكون إلا بعد تفريغ محتوى الصندوقين الأسودين.

وتابع قائلًا: إنه لم يكشف عن أسماء ضحايا الطائرة المنكوبة احترامًا لمشاعر وخصوصية أهالي الضحايا، وفي المقابل أعلنت فرنسا الأسماء، ما قابله استياء من الأهالي وهو ما يبرهن علي أننا نسير علي خطوات صحيحة.

واستنكر وزير الطيران، خروج غير المتخصصين عبر الشاشات ليتحدثوا عن الأزمة، علي الرغم من انعدام سجلهم التخصصي في هذا الشأن، وكأننا تحولنا إلي أن الجميع يتحدث في كل شيء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً