توبة الغنوشي!

جمال رائق

راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية أرسل خطاب للمؤتمر الدولي لجماعة الإخوان، يعلن فيه الفراق بينه وبين الجماعة !!!

السؤال هنا.. أصبحت الشعوب العربية لا تصدق هذة الجماعة الإرهابية فهل من المحتمل أن يصدق الغنوشي أم أنها حرب كلامية لكسب تعاطف الشعب التونسي من جديد ؟.

- على المستوى الشخصي لا أتعاطف وليس لدي النية لإعطاء الثقة لمن خان من قبل، خاصة أنه لم يعلن انشقاقة عن الجماعة بشكل صريح ولكن نص الخطاب، يعلن أنه قرر تعليق حضور الاجتماعات وكان من المفترض أن يعلن انفصاله عنها وقطع أي صله تربط بينه وبين الإخوان، أم فكرة التعليق تحتمل العودة مرة أخرى إلى أحضان الإخوة، وجاء النص كالآتي: " أبلغكم بوضوح أننا في تونس سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات التي أصبحت روتينية بل وأزيد بأنها سلبية تضر أكثر مما تفيد وأطالب العقلاء منكم والواقعيين بالبحث عن آليات وبرامج جديدة توحد لا تفرق" آي أنه علي الإستعداد للعودة في حال وجود برامج جديدة إذا هو لايرفض الفكرة ولاكن يرفض آليات التنفيذ !!.

الرسالة تحمل في طياتها اعتراف ضمني بالخيانة للوطن وفق مفاهيم وأيدولوجية الجماعة التي تنكر فكرة الأوطان ليصبح هذا الخطاب دليل إدانة لكل من ينتمي لهذا الكيان المحظور، وهي الفكرة التي دومًا ما يخشي أعضاء الجماعة الإعلان عنها بشكل صريح وقد أعترف الغنوشي أن هذه الفكرة نوع من أنواع الخيانة وبيع الأوطان، وجاء في مضمون الرسالة " أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي، ولن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة". وأضاف: "أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى والأهم ".

الرسالة أيضًا حملت اعتراف صريح بفشل الجماعة في تنفيذ مخططاتها في سوريا والعراق واليمن وأيضًا مصر، كما تنصل الغنوشي من مسؤوليته عن هذا الفشل قائلا:" لقد حذرتكم في مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي"، إذًا لماذا صمت الرجل طوال العقود السابقة، بالإضافة لسيرة علي نفس النهج داخل تونس إلا أن الشعب التونسي حال بينه وبين هذا عن طريق إسقاط حزب النهضة من خلال الإنتخابات الأخيرة !!!.

الإعتراف الأخطر والأهم هو ما أقره الغنوشي في خطابة بقولة " لقد صورتم لنا أن مصر ستنهار وأنكم ستستعيدون الحكم في مصر خلال أسابيع أو أشهر ولكن للأسف فقد أثبتم بأنكم قليلو الحيلة وتحالفتم مع منظمات إرهابية تدمر أوطانكم " هذا الكلام يدين بشكل صريح وواضح جماعة الإخوان في مصر بالتحالف مع الجماعات الإرهابية بالمنطقة وأيضًا مسؤليتها عن الأحداث الإرهابية التي تحدث في مصر وسعيها لإسقاط الدولة ومن الواضح أن الغنوشي كان يعلم الكثير عن كواليس هذة الفترة التي تسلق فيها الإخوان لحكم مصر وأتوقع أنه سيفرج عن أسرار أخرى قريبًا لكسب المزيد من التعاطف.

أكثر الفقرات تناقضا في هذا الخطاب هي حين ارتدا الغنوشي ثوب الناصح الأمين وقال " "أستحلفكم بالله وللمرة الأخيرة أن تقرؤا الواقع جيدًا وألا تركبوا رؤوسكم وأنظروا إلى واقع كل منكم كيف أصبحتم فالجماعة جماعتان أو أكثر وأصبحتم في بلاد كثيرة في عزلة شعبية بعد أن كنتم تراهنون على الحاضنات الشعبية، لا يمكن أن تبنوا حاضنة شعبية دون هوية وطنية، أين أنتم ذاهبون؟ أتقوا الله في أوطانكم وشعوبكم" هنا أعتراف صريح بالغباء السياسي والجمود الفكري والبعد التام عن الواقع الحقيقي، أيضًا أقر بفشل فكرة الحضانات الشعبية والتي يعتمد عليها الإخوان في نشر فكرهم من خلال تجنيد الشباب والنساء وتكوين أسر وشعب يسيطر عليها المرشد في النهاية،، من الواضح لقراء هذة الفقرة أن الغنوشي أصبح يعاني العزلة الساسية نتاج نفور الشعوب العربية من هذة الجماعة بعد أن أثبتت فشلها ودعمها للإرهاب بل هي الأن أصبحت أحد ركائزه.

رسالة إلى الغنوشي..لقد اعترفت بهذا الخطاب إنك ضمن هذة الجماعة الإرهابية وساهمت في تنفيذ مخططاتها وأنك الآن ترفض ما كنت تقوم به وتتنصل من أفكارها، فلماذا لم تقرر الإنفصال التام عن عضوية مكتب الإرشاد الدولي وتقرر إعتزال العمل السياسي بعد أن أقررت أنك عضو في جماعة حثتك علي التنازل عن وطنيتك مقابل الإنتماء لفكر الجماعة.

هذا إذا كانت بالفعل النواية حسنة أما إن لم يحدث هذا فأدركوا إنها خدعة من خدع هذة الجماعة الإرهابية !!

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام (0-2) بالدوري الإنجليزي | الثاني لتوتنهام