انهيار فتاة "معاقة" من البكاء لرفض موظف الشهر العقاري تحريرها توكيلا للسيسي بالإسكندرية

دخلت فتاة معاقة ذهنيا بمحافظة الإسكندرية، في حالة من الانهيار والبكاء بسبب رفض موظف بمكتب الشهر العقاري بدائرة محرم بك، تحرير توكيلاً لها لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال معوض مرزوق، والد الفتاة، لـ"أهل مصر"، إن إبنته "أمل" نسبة ذكاءها 75 % وهي عضو بالجمعية المصرية لتنمية إبداعات متحدي الإعاقة وعضو في فرقة "أتمني" للفنون الشعبية للمعاقين ذهنيا، كما أنها شاركت برفقة عدد من زملاءها بالجمعية في مؤتمر الشباب الذي أقيم بمحافظة الإسماعيلية وقدمت درع تكريم للرئيس السيسي باسم المعاقين.

وأضاف "مرزوق"، أن إبنته طلبت منه تحرير توكيلا لدعم الرئيس السيسي، فذهب معها إلي مكتب الشهر العقاري بمنطقة محرم بك، ولكنهم فوجئوا برفض موظف الشهر العقاري عمل توكيل لها قائلا "ما ينفعش ترشيح لها"، مضيفا أنه حاول إقناعه بأن لها الحق قانونا في عمل توكيل إلا أنه تعنت معهم، فتوجهوا إلي مدير مكتب الشهر العقاري وشرحوا له الأمر إلا أنه رفض هو الآخر تحرير توكيل لها قائلا: "معنديش تعليمات بذلك".

وتابع والد الفتاة، أن هناك عدد كبير من المعاقين ذهنيا مع إبنته في الجمعية قاموا بتحرير توكيلات لتأييد الرئيس السيسي في مكتب الشهر العقاري بمنطقة العصافرة، وقام بعرض صور توكيلاتهم علي موظف مكتب الشهر العقاري بمحرم بك وأيضا مدير المكتب إلا أنهم أصروا علي رفضهم قائلين "خليها تروح مكتب العصافرة زي زمايلها" فقال لهم إن بطاقتها تابعة لدائرة محرم بك وليس العصافرة، إلا أنهم رفضوا ذلك.

وأضاف أن إبنته دخلت في نوبة بكاء شديدة لعدم تمكنها من تحرير توكيل لدعم الرئيس السيسي، قائلا: "إبنتي خرجت من مكتب الشهر العقاري منهارة من البكاء وهي تعي جيدا ما تريده ولم يوجهها أحد لترشيح الرئيس السيسي"، متسائلا هل يوجد لائحة تعليمات مختلفة في كل مكتب شهر عقاري بالمحافظة!!، مضيفا أن إبنته كان اسمها مدرج في كشوف الناخبين في الانتخابات الرئاسية الماضية وذهبت وأدلت بصوتها للرئيس السيسي، وأثناء إدلائها بصوتها حاول أحد المشرفين بلجنة الانتخابات اختبارها فطلب منها التوقيع لمرشح آخر وأشار عليه إلا أنها رفضت قائلة: "دي مش صورة السيسي" وأشارت علي صورته وقامت بالتصويت له.

وتساءل إذا كان ليس لإبنته الحق في تحرير توكيل فلماذا يُدرج اسمها في كشوف الناخبين في الانتخابات؟!، مضيفا أن المعاقين لهم حقوق سياسية والحق في الإدلاء بصوتهم في الانتخابات لأنهم ليسوا فاقدي الأهلية ولا يجب معاملتهم معاملة "المجانين" فهم يعقلون، وتكون في كامل سعادتها عندما تدلي بصوتها في الانتخابات وتضع يدها في الحبر السري، فإلي متي سنظل في إعاقة موظفين مجالس الدولة، مطالبا بالسماح لإبنته بحقها في تحرير توكيل للرئيس السيسي حتي تستقر حالتها النفسية.

فيما قالت تريزا اليا، رئيس الجمعية المصرية لتنمية إبداعات متحدي الإعاقة، إن "أمل" كانت ضمن الفريق المشارك في مؤتمر الشباب بمحافظة الإسماعيلية، وأحد الذين قدموا درع تكريم باسم المعاقين للرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفة أنه بمناسبة إعلان الرئيس أن عام 2018 هو عام ذوي الإعاقة، قررت أن يكون للمعاقين من أعضاء الجمعية دور فعّال وليس فقط مبادرات، وهناك جزء معرفي تقوم خلاله الجمعية بتعريفهم البيئة المحيطة بهم بحيث يكون لديهم وعي ودور فعال في المجتمع.

وأوضحت لـ"أهل مصر"، أنه تم إيضاح تفاصيل إجراء الانتخابات الرئاسية للأولاد، واختار الأولاد ترشيح الرئيس السيسي، وتوجهوا برفقة أولياء أمورهم إلي مكاتب الشهر العقاري لتحرير توكيلات لتأييده، وحرروا جميعا توكيلات، عدا "أمل" حيث رفض مكتب الشهر العقاري بدائرة محرم بك تحرير توكيل لها.

وأضافت أن جميع الأولاد بمختلف الإعاقات الذهنية الذين يحملون بطاقة رقم قومي تمكنوا من عمل توكيل، ومن منهم لا يحمل بطاقة نظرا لأنهم لم يبلغوا السن القانوني جعلوا أهلهم يذهبون لتحرير توكيلات تأييد للرئيس السيسي، وهذا يدل علي مدي وعيهم، مشيرة إلي أن المعاقين ذهنيا خارج مصر لهم حقوق سياسية واجتماعية ويمارسونها دون عائق، أما في مصر فهناك من يعامل المعاق ذهنيا بأنه فاقد للأهلية.

وتابعت أن الفاقد للأهلية هو "المجنون" المختل عقليا، لكن المعاقين ذهنيا ليسوا كذلك، ولو أن القانون يقر بمعاملتهم معاملة المختلين عقليا فلما إذا يتم استخراج بطاقات الرقم القومي لهم ويتم إدارج أسماءهم في كشوف الناخبين مثل الأسوياء، لافتة إلي أن امتناع موظف الشهر العقاري عن تحرير توكيل لـ"أمل" سببه قلة وعيه، فهناك 8 آخرون معاقون ذهنيا قاموا بتحرير توكيلات في مكاتب أخري.

وأشارت رئيس الجمعية، إلي واقعة أخري تعرضت لها فتاة معاقة ذهنيا بالجمعية تدعي "روان حسن" حررت هي ووالدتها توكيلاً لدعم ترشح الرئيس السيسي، وذلك بمكتب الشهر العقاري بمنطقة العصافرة، فقام "ف. د" عضو بقائمة "في حب مصر" للمحليات، باستقطاب الفتاة ووالدتها وقام بسحب بأخذ توكيلاتهما وإرسالها لمقر القائمة في القاهرة مدعيا أنهم أعضاء بالقائمة، مضيفة أنها تواصلت معه وطلبت منه إرجاع توكيلاتهما لهما باعتبار أنهم أعضاء بالجمعية وغير منتمين لهم، فطلب منها أن يسلمها توكيلان آخران غيرهما إلا أنها رفضت مساومته، مضيفة أنه معروف عنه أنه "سمسار انتخابات"، بحسب قولها، وما فعله يعد استغلالا لإعاقة الفتاة ولوالدتها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصطفى بكري: القوات المسلحة المصرية أقوى من جيش الاحتلال