أعلن شركة فيسبوك عن تغييرات جديدة سببت مخاوف كبيرة بين المؤسسات الإعلامية والإعلانية التي تعتمد على المنصة بشكل كبير في سعيهم نحو الوصول إلى العملاء والقراء.
وقالت الشركة التي يترأسها مارك زوكربيرج، هذا الأسبوع، إنه ستحول تركيز خلاصة الأخبار الخاص بكل حساب نحو منشورات "ذات معني"، يشاركها أفراد العائلة والأصدقاء بدلا من مؤسسات الأخبار والعلامات التجارية.
هذه الخطوة من المفترض أن تسبب المشاكل للشركات التي بدأت تعتمد في اقتصادها على منصة فيسبوك.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها اليوم الإثنين، إن التغييرات التي سيفرضها فيسبوك تأتي بعد المشاكل التي نجمت عن الأخبار المزيفة والمحتويات المسببة للأزمات خلال الانتخابات الأمريكية عام 2016.
وأشارت إلى أن تدخلات روسية نجحت في نشر أخبار خلافية ومعلومات مزيفة على فيسبوك.
تشمل تغييرات فيسبوك المنشورات التي سيراها المستخدمون في خلاصة الأخبار "Newsfeed" الخاص بهم. في الماضي، كانت سياسة النشر تخدم أكثر المواد المنشورة وليس المستخدم نفسه. والآن سيكون الميل أكثر نحو المحتوى الذي جذب عدد كبير من التعليقات أو تسبب في جدال.
وبحسب واشنطن بوست، يبدو أن فيسبوك بهذا التغيير يعود إلى جذوره، حيث كانت بدايته بغرض ربط الطلاب داخل الجامعة، قبل أن يتم السماح للأشخاص الآخرين بالانضمام في عام 2006.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذه التغييرات سوف تضر بالمعلنين والمؤسسات الإعلامية التي تعتمد على منصة فيسبوك في الوصول إلى القراء والعملاء. وكانت منصة التواصل الاجتماعي قالت إن حوالي 2 مليار مستخدم أي ربع سكان كوكب الأرض يدخلون إلى فيسبوك شهريًا.
ويرى محللون أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستصلح لمواجهة الأخبار المزيفة، حيث أن كثير من المحتوى يشاركه مستخدمون من العائلة والأصدقاء.
حاول فيسبوك تهدئة المخاوف من التغيير، لكنه في نفس الوقت اعترف بوجود تأثير سلبي على المدى القريب.
وحذرت كامبل براون، المسئولة بفيسبوك عن الشراكات الإخبارية، من أن التفاعل على صفحات الفيسوك ربما "يتراجع مع التحديثات خلال الأشهر المقبلة".
وقالت واشنطن بوست أيضًا إن التحول في العلاقة بين فيسبوك والناشرين ربما يعبر عن طريق ملئ بالخلافات لشبكات التواصل في المستقبل القريب. ولفتت إلى أن فيسبوك يجني أغلب أرباحه من الإعلانات والمنشورات المدفوعة الأجر. وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 4.5% يوم الجمعة الماضي.
وذكر خبراء أن عائدات فيسبوك ستتلقى ضربة على المدى القصير، لكنهم أضافوا بحسب واشنطن بوست، أن هذه الخطوة نحو جعل الشركة تبدو أمينة مع المستخدمين، ربما ضرورية من أجل الحفاظ على ثقة الأشخاص حول العالم مع مرور الزمن.
وقالت فيسبوك إن هذه التغييرات سوف تُطبق في الأشهر القليلة المقبلة.