استنكرت جامعة كامبريدج، اتهام المحققين الإيطاليين مها عبد الرحمن، الأستاذة بالجامعة، بالتورط في وفاة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر يناير 2016، مشيرةً في بيان لها اليوم الأربعاء، إلى أنه "يقلقنا، في ضوء عدم إحراز أي تقدم في التحقيق خلال عامين، بأن يجرى تحويل الأنظار نحو الأستاذة المشرفة على بحث ريجيني، وهي دكتورة مشرفة ومتميزة، وأن نجد أنها ضحية لجهود متضافرة تريد على ما يبدو توريطها في وفاته".
وأوضحت الجامعة، أن "التكهنات العامة حول تورط الدكتور عبد الرحمن في القضية غير دقيقة ومدمرة وخطرة، كما أنها تنبع من سوء فهم أساسي لطبيعة البحوث الأكاديمية، وذلك يدل على عدم فهم الأهداف العلمية والعلاقة الفكرية بين طالب الدكتوراه ومشرفه".
وأضاف البيان، "من المألوف بأن تطال بعض الدراسات الأكاديمية القضايا الحساسة سياسيا"، لافتًا إلى أن ريجيني كان باحثًا محترفًا ويتقن العربية وكان أمضى وقتًا معقولًا في مصر.
واستدعى محققون إيطاليون في كامبريدج عبد الرحمن الأسبوع الماضي للإدلاء بمعلومات حول موضوع بحث ريجيني، عن النقابات العمالية في مصر، أكدت خلاله أن موضوع البحث كان بناء على رغبة الطالب. كما تم مصادرة أجهزتها الإلكترونية للتأكد إذا ما كانت وراء إثارة مقتل ريجيني من خلال موضوع البحث.
وتابع البيان "طوال الوقت، تحترم الجامعة القيود القانونية، بما في ذلك عدم القدرة على الإدلاء بتصريحات علنا، بسبب التحقيقات القانونية المستمرة، وكان من المخيب للآمال بوجه خاص، أن نرى أن نفس السياسة لم تطبق في مجالات أخرى، وتم تجاهل سرية العملية القانونية بشكل صارخ".
كما ستواصل الجامعة "مساعدة السلطات في سعيها إلى تحقيق العدالة لريجيني وعائلته، وستدافع أيضا عن حق الأكاديميين في إجراء بحوث مشروعة وقانونية أينما كانوا يرغبون في ذلك"، وفقا للبيان.
كان ريجيني (28 عامًا) طالب الدراسات العليا في جامعة كمبردج البريطانية يجرى أبحاثًا حول نقابات العمال المستقلة في مصر عندما اختفى يوم 25 يناير 2016، وظهرت جثته عقب عشرة أيام من اختفائه وهى ملقاه على إحدى الطرق الصحراوية وتظهر عليها علامات تعذيب.